حول العالم

"الاثنين الأزرق".. ما حقيقته؟

تتزايد حالات الشعور بالكآبة خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية - أ ف ب (أرشيفية)
تتزايد حالات الشعور بالكآبة خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية - أ ف ب (أرشيفية)

رغم التشكيك بالأساس العلمي للفكرة، يلقى "الاثنين الأزرق" اهتماما في بريطانيا، فيما تلجأ شركات لإقامة عروض ترويجية في هذا اليوم.

و"الاثنين الأزرق" (Blue Monday) يطلق على يوم الاثنين الثالث من شهر كانون الثاني/ يناير، بناء على الفكرة التي طرحها عالم النفس في جامعة كارديف البريطانيا، كليف أرنول، عام 2004، حيث اعتبر أن هذا اليوم هو الأكثر برودة والأكثر كآبة في السنة، في عموم النصف الشمالي من الكرة الأراضية.

واعتمد أرنول معادلة تقوم على حساب معاملات عديدة، بينها الطقس، والديون، والدخل الشهري، وانخفاض الحافزية، والشعور بالحاجة لاتخاذ فعل. وتستند هذه المعاملات إلى تراكم الشعور بالفشل في تنفيذ ما يتعهد به الشخص تجاه نفسه لتحسين أحواله مع دخول السنة الجديدة، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، لتكون المحصلة أن هذا اليوم الأكثر هو الأكثر شعورا بالإحباط والكآبة، بحسب ما طرحه أرنول.

 

اقرأ أيضا: هكذا استقبلت مدن كبرى العام الجديد باحتفالات مميزة (شاهد)

ورغم اعتراف أرنول لاحقا بأن هذه الفكرة قد اعتمدت خطأ على أنها نظرية علمية، ودعا البريطانيين لتمحيصها بمجملها، فإن تساؤلات تثور عن استخدامها من قبل بعض الشركات للترويج لنفسها. وفي الحقيقة، فإن أرنول ابتدع هذه المعادلة بناء على طلب شركة "سكاي ترافيل" السياحية، التي استخدمت المعادلة للدعاية لعطلاتها الشتوية.
 
وكان أرنول قد أوضح عام 2013، في حديث لصحيفة ديلي تلغراف حينها، أن الشركة طلبت منه بداية تحديد اليوم الأفضل لحجز رحلة صيفية، لكنه وجد أن حساب العوامل سالفة الذكر تجعل الاثنين الثالث من كانون الثاني/ يناير هو الأكثر ضغطا وكآبة في السنة، وبالتالي قد يكون جيدا لقضاء عطلة، لكنه أوضح أن هذا مجرد تخمين شخصي، ولا يعني أنه يشكل حقيقة مطلقة للجميع.

 

اقرأ أيضا: لماذا يقبل السياح الألمان على قضاء عطلتهم الصيفية في تركيا؟

ورغم ذلك، استمرت الشركات بالترويج لهذه الفكرة باعتبارها فرصة تجارية، حيث تعمل شركات التسويق على استغلال ما تعتبره وضعا نفسيا سيئا يسيطر عليه الاكتئاب، وبالتالي استهداف الجمهور بدعاياتها التي قد تلقى استجابة أكبر تتمثل بمزيد من الإنفاق من قبل المستهلكين، بحسب اعتقادها.

وتشملت الدعايات والعروض في "الاثنين الأزرق" شركات السياحة والمطاعم. وهذا العام، أعلنت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في بريطانيا؛ عن توزيع شطائر برغر مجانية لمدة خمسة أيام، ابتداء من هذا الاثنين، بعد تثبيت تطبيق المطعم على الأجهزة الذكية.

وتنقل صحيفة الإندبندت" عن الباحثة المتخصصة بالصحة العقلية للأطفال، أن استغلال الحالة النفسية للترويج لمنتجات مثل الوجبات السريعة يترك آثارا ضارة.

وفي هذا السياق، تقول المتخصصة في علم النفس، جوان هارفي، إن وصف هذا اليوم بـ"الاثنين الأزرق"، يأتي لأن السماء تكون زرقاء بسبب الطقس البارد، وهذا ما يبعث على الاكتئاب، لكن لو شهد ذلك اليوم سطوعا للشمس، فإن الجو سيتغير، كما أن الحالة النفسية سستتغير أيضا، في إشارة إلى عدم صحة المعادلة، حيث أن الأمر لا يتعلق بيوم محدد بل بأوضاع الطقس.

ومن أعراض حالة الكآبة في مثل هذا الوقت من السنة، صعوبات النوم والشعور بالانفصال عن الآخرين، مع ارتفاع الميول نحو التفكير بالانتحار، بحسب مختصون بالنفس.

ويشار إلى أن أرنول لم يكتف بابتداع فكرة "الاثنين الأزرق" أو اليوم الأكثر كآبة في السنة، بل أطلق ما أسماه اليوم الأكثر سعادة في السنة في 2005 بناء على طلب شركة كبرى للمثلجات، وحدده ضمن حزيران/ يونيو، أي في منتصف الصيف.

 

اقرأ أيضا: عاصفة ثلجية كبيرة تجتاح أكثر من نصف أمريكا.. هذا خط سيرها

0
التعليقات (0)

خبر عاجل