ملفات وتقارير

لماذا ترفض تركيا دخول النظام السوري إلى منبج؟

هل يملك الجيش السوري العودة إلى مناطق شرق الفرات دون إذن أمريكي؟ - جيتي
هل يملك الجيش السوري العودة إلى مناطق شرق الفرات دون إذن أمريكي؟ - جيتي

رفضت تركيا أي محاولات لدخول النظام السوري إلى مدينة منبج، كما أنها ترفض بقاء المقاتلين الأكراد فيها، وتصر على أن المدينة يديرها أهلها، وذلك بحسب الاتفاق مع الأمريكيين.

وقال الناطق باسم الخارجية التركي، هامي أكسوي إن هدف خارطة طريق منبج واضح وإنها تنص على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة، وأن تتسلم الولايات المتحدة الأمريكية السلاح، وأن يحكم منبج المقيمون فيها.

على جانب آخر، تسير الشرطة العسكرية الروسية دوريات في محيط المدينة منفردة أحيانا، وبمشاركة الأكراد أحيانا أخرى.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها تسير دوريات في محيط منبج، على محورين، يبلغ طول الأول 48 كيلومترا، فيما يبلغ طول المحور الثاني 32 كيلومترا.

المحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، أشار إلى أن الموقف التركي برفض دخول النظام السوري إلى منبج مؤسف، وأكد أن النظام في نهاية الأمر عليه أن يفرض سيطرته على كل الأراضي السورية عاجلا أم آجلا.

 

اقرأ أيضا: دوريات مشتركة لروسيا ووحدات كردية في محيط منبج (صور)

ولفت إلى أن تركيا ربما تريد من هذه التصريحات أن تصل لتعديلات على خطط تم الاتفاق عليها مسبقا حول نقاط المراقبة المشتركة في منبج.

وتابع بأن هنالك علاقة بشكل أو بآخر بين منبج وإدلب، لكنه أكد أن الاتفاقيات في النهاية هي ما ينظم كل شيء على الأرض، وإن جميع القرارات الدولية والتفاهمات الروسية التركية الأمريكية تهدف للحفاظ على الأراضي السورية من التقسيم، وإنها يجب أن تطبق.


وبعد الحشد العسكري التركي الكبير على الحدود مع سوريا استعدادا لعمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات، تحول الحديث إلى منطقة عازلة باتفاق أمريكي تركي، بعد قرار الولايات المتحدة الخروج من سوريا، ما اعتبره المقاتلون الأكراد طعنة في الظهر.

وتحولت أنظار المقاتلين الأكراد إلى دمشق مجددا، ونشرت وسائل إعلام كردية أن وفدا كرديا زار دمشق مجددا للحديث حول عودة النظام إلى مناطق شرق الفرات مقابل بعض الامتيازات للأكراد.

وفي حين أن القوات التركية لم يسبق لها الاحتكاك بقوات نظام الأسد، إلا أنها ترفض وجوده في منبج، ما يثير التساؤل حول ما هو الأفضل للأتراك على حدودهم؛ قوات النظام أم المقاتلين الأكراد؟

المحلل السياسي، العميد أحمد رحّال أشار إلى أن تركيا لم تنس استضافة النظام السوري لمؤسس وقائد حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، وتعي أن النظام صديق للحزب الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".

وأكد أن نظام الأسد تجمعه صداقات مع مقاتلي الحزب، وأن عودة النظام إلى منبج يعني بقاء القوات الكردية المقاتلة هناك.

ولفت إلى أن أصحاب القرار الحقيقي في شرق الفرات هم الأمريكيون، وليس النظام أو المقاتلين الأكراد أنفسهم.

وكان أوجلان عاش 14 عاما وأسس معسكرات للحزب هناك قبل أن يطلب منه السوريون المغادرة بضغوط تركية بعد أن حشدت تركيا عسكريا على الحدود مع سوريا.

أمس الجمعة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية لصحافيين إن "جهود وحدات حماية الشعب الكردية لإدخال النظام إلى منبج لا يمكن السماح بها".

وفي أيار/ مايو الماضي توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق لتهدئة التوتر، ينص على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية وإنشاء دوريات مشتركة أمريكية تركية بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر.

ومع اشتداد التوتر على الحدود التركية السورية، وأنباء قرب بدء عملية عسكرية تركية في منبج، أعلنت وكالة "سانا" نقلا عن القيادة العامة للجيش أن القوات المسلحة دخلت إلى منبج استجابة لنداء الأهالي.

وقال بيان الجيش إنه انطلاقا من المسؤولية الوطنية في فرض السيادة على أراضي الجمهورية العربية السورية، فإن وحدات الجيش دخلت منبج ورفعت العلم السوري فيها.

ونفت تركيا دخول أي قوات هناك، وأشارت إلى أن بلدة العريمة التي يجري الحديث عنها، تتواجد فيها قوات سوريا منذ العام 2017 ولا يوجد أي تحركات جديدة.

وأعلن التحالف الدولي وقتها أنه لم يرصد أي تحركات عسكرية للنظام في المدينة، وأنه لا مؤشرات على صحة الادعاءات بدخول الجيش المدينة.

التعليقات (0)