صحافة إسرائيلية

مسؤول إسرائيلي: إسرائيل فوتت "فرصة تاريخية" بسوريا.. ما هي؟

المسؤول قال إن إسرائيل اكتفت بإنجازات عسكرية تكتيكية في سوريا- جيتي
المسؤول قال إن إسرائيل اكتفت بإنجازات عسكرية تكتيكية في سوريا- جيتي

أكد مسؤول إسرائيلي سابق، أن الحكومة الإسرائيلية فوتت "فرصة تاريخية" في الترتيبات الجارية في الأراضي السورية، وعليها أن تسعى لإنجازها قبل الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وأوضح السكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية، تسفي هاوزر في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه "لم يكن يفترض بخروج القوات الأمريكية من سوريا أن يفاجئ أحدا في الساحة السياسية والأمنية والإعلامية الإسرائيلية".

وأضاف: "ولكن حين يكون جل الاهتمام مكرس لخطوات تكتيكية على حساب الاستراتيجية المنظمة، فإننا نستيقظ مرة أخرى متفاجئين بواقع غير مرغوب فيه من ناحية إسرائيل"، لافتا أنه "منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، اختارت إسرائيل تجاهل السياقات التاريخية التي تقع خلف الحدود".

وفي الوقت الذي "شخصت فيه كل من تركيا وروسيا طيف الفرص الجغرافية – الاستراتيجية، وعدلت خطواتها الإقليمية، اختارت إسرائيل أن تتمنى "النجاح" للطرفين واكتفت بإنجازات عسكرية تكتيكية وافتراضية".

وذكر هاوزر، أنه كانت هناك "مصلحة استراتيجية واضحة لإسرائيل، بأن ترى صورة نهاية الحرب في تقسيم المجال السوري لثلاث دول، وفقا للانتشار الإثني على الأرض؛ علوية وشيعية، وسنية وكردية".

ونوه إلى أنه "في تحقق هذه المصلحة كان ما يصد التوسع الإيراني، ولكن أكثر من هذا؛ كانت فيه فرصة استراتيجية لتعديل الحدود التاريخية، وهو ما يجد تعبيره في اعتراف دولي بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، الذي يشكل 1 في المئة فقط من المجال السوري".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو يناقش مع بومبيو قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا

وزعم المسؤول الإسرائيلي السابق، أن "هذه المصلحة تتطابق في أساسها مع المصلحة الدولية لمنع القتل الجماعي، وضمان حقوق الانسان ومنع اللجوء"، منوها أن "إسرائيل فوتت فرصة تاريخية لتسريع تغييرات ضرورية في الترتيبات الحدودية في الشرق الأوسط، والتي كانت قد تقررت تعسفا في نهاية الحرب العالمية الأولى".

وتابع: "أما الآن، فإن خروج القوات الأمريكية من سوريا، يلزم إسرائيل ببذل جهد جبار، وتفعيل كامل لنفوذها من أجل إقناع حليفتها، الولايات المتحدة، لتبني سياسة "نقية" في كل ما يتعلق بالمجال السوري، والاعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان كخطوة استكماليه لانسحاب قواتها من سوريا".

ورأى أن "مثل هذه الخطوة ستخدم المصلحة الأمريكية بعيدة المدى للحفاظ على أمن إسرائيل وعلى استقرار الأردن، دون أن تحوز قوات على الأرض"، زاعما أنه "لا يوجد أفق آخر لهضبة الجولان غير الأفق الإسرائيلي، وكل انسحاب إسرائيلي لسفوح بحيرة طبريا يضمن انعداما بنيويا للاستقرار، آجلا أم عاجلا سيستدعي تدخلا عسكريا أمريكيا".

ونبه هاوزر، أنه "لا يوجد فراغ في الشرق الأوسط، وفي غياب عمل مصمم وفوري من جانب إسرائيل لاعتراف أمريكي بسيادتها في الجولان قبل خروج واشنطن من سوريا، من شأن إسرائيل أن تجد نفسها أمام مطلب دولي بـ "صفقة الأحلام" الأسدية – الإيرانية المتمثلة في انسحاب إيراني من سوريا مقابل انسحاب إسرائيلي من الجولان".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: استقالة ماتيس تقلق إسرائيل وخطر الحرب يتصاعد

وذكر أن "تلبد السحب في سماء السياسة العالمية، من شأنه أن يتكدر فيخلق "عاصفة كاملة" هذه المرة في طالع إسرائيل، وهكذا ربما نجد أنفسنا ذات صباح أمام مفاجأة أخرى أكبر بكثير، تتمثل في ضغط دولي للانسحاب من الجولان، بروح الحلول التي طرحت في عهود ما قبل الحرب الأهلية في سوريا".

وبين المسؤول، أن من "يرى هذا الوصف كرؤيا هاذية، من الأفضل أن يسأل نفسه، إذا قدر مع اندلاع الحرب في سوريا بأن تتواجد في غضون بضع سنوات قوات إيرانية في القنيطرة، وأن يعود بشار الأسد ليحكم بعد مئات آلاف القتلى وملايين اللاجئين".

التعليقات (1)
عباس السملوطي
الثلاثاء، 25-12-2018 07:58 ص
سوريا قادمة ولكن بثوب عربي اصيل بعيدا عن ملوك البترول الذين سيطرشون الدماء لما فعلوه في دمشق الكرامة.