هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نفى مكتب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، ما توارد عن رفض لبنان مساعدات عسكرية روسية تشمل ملايين الأعيرة النارية التي ستودع لجهاز الشرطة.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية أول من نشر خبر رفض العرض الروسي أمس الاثنين، وقالت إن الذخيرة "كانت معروضة على الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة وإنه جرى رفضها".
وأكد مصدر عسكري أن الجيش "رفض العرض قائلا إن الرفض جاء لأسباب فنية متعلقة بنوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني ولا علاقة له بالسياسة".
وكانت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية نشرت تقريرا، تحدثت فيه عن تحركات روسيا في منطقة الشرق الأوسط، التي تهدف إلى تعزيز نفوذها داخل حدودها، وخاصة في الدول التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الصدد، أصبح لبنان خيارا مثاليا ومحطة روسيا الموالية في المنطقة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا تمكنت من ضمان مكانة مرموقة في المنطقة، خاصة بعد تدخلها في سوريا، كما أنها حاولت التقرب من العديد من الدول المجاورة لها.
وفي الوقت الذي سلطت فيه الأضواء خلال الانتخابات اللبنانية على نزاع الهيمنة الإقليمية بين إيران والمملكة العربية السعودية، فقد اختفت وراء الكواليس القوة العسكرية الروسية.
اقرا أيضا : هل يغدو لبنان محطة روسيا الموالية في الشرق الأوسط؟
وبينت الصحيفة أن موسكو تسللت إلى بيروت عبر دفتر شيكات، بهدف توسيع نفوذها في المنطقة، الذي بدأ انطلاقا من الأراضي السورية.
وقال المكتب الإعلامي للحريري إن الخبر الذي نشرته جريدة الأخبار "عار من الصحة".
وأضاف في بيان: "يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يؤكد أن الخبر عار عن الصحة وأن الجانب الروسي قد تبلغ الموافقة على تسلم الهبة التي ستذهب للزوم قوى الأمن الداخلي في وزارة الداخلية".
وكانت صحيفة الأخبار الموالية لحزب الله ،قالت إن سبب رفض الجيش للعرض الروسي سياسي وإن الولايات المتحدة كانت تعارض قبول الجيش اللبناني للمساعدات الروسية.
وقال مصدر سياسي لبناني كبير لرويترز "جاء الرفض بذريعة أن لبنان لا يحتاج هذه الأنواع من الأسلحة والذخيرة لكن السبب (الحقيقي) وراء ذلك ربما كان الضغط من الولايات المتحدة".
والولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للجيش اللبناني، إذ منحته ما يزيد على 1.5 مليار دولار من المساعدات منذ عام 2006.
وتقول واشنطن إن دعمها يهدف إلى تعزيز الجيش بصفته القوة العسكرية "الوحيدة" المدافعة عن لبنان، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير، ومواجهة التهديدات القادمة من سوريا.
ونشرت وكالة تاس الروسية للأنباء في شباط، فبراير الماضي، مسودة اتفاق عسكري بين روسيا ولبنان. وتضمن الاتفاق، القابل للتجديد كل خمس سنوات، أهدافا عامة تتعلق بتحسين مستوى تبادل المعلومات وتطوير التدريب العسكري ومكافحة الإرهاب.
وفي أوائل العام الحالي، قالت وسائل إعلام محلية ودبلوماسي غربي إن روسيا عرضت تقديم خط ائتمان بقيمة مليار دولار على الجيش اللبناني لصالح الأسلحة وغيرها من المشتريات العسكرية.
وأشار المصدر العسكري إلى أن لبنان لا يزال يحتفظ بعلاقات عسكرية مع روسيا، قائلا إن الجيش وقع اتفاقا مع موسكو العام الماضي لشراء 104 مركبات نقل عسكرية وإن ضباطا بالجيش اللبناني لا يزالون يتلقون تدريبا في روسيا.
ونص قانون صدر عام 2017 على أن بإمكان الولايات المتحدة فرض عقوبات على البلدان التي تنخرط في "تعاملات مهمة" مع الجيش الروسي.