مقالات مختارة

المرحلة الأخطر

رشيد حسن
1300x600
1300x600

يكاد يتفق معظم المحللين والمتابعين للشأن الإسرائيلي، بأن "نتنياهو" قد يشن حربا قذرة على قطاع غزة،كما سيلجأ إلى تدمير قرية «الخان الأحمر»، وقد أعلن صراحة عن جريمته في خطابه الأخير،لإجبار أهلها على الرحيل، وسيقوم برفع وتيرة العدوان الصهيوني على المسيرات السلمية في غزة والضفة، ورفع وتيرة التطهير العرقي بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها في القدس، وكافة مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة. 

هذه التوقعات لم تأت من فراغ، وليس تخمينات تفتقر إلى الأسباب الموضوعية.. و"لا ضرب في الرمل".. بل هي حصيلة تفاهمات واتفاقات بين "نتنياهو" وزعماء "حزب البيت اليهودي".." بينيت وشكيدا".. وكانت وراء تراجعهما عن تقديم استقالتيهما من الحكومة، وبالتالي البقاء في الحكومة ودعمها، وعدم إجراء انتخابات مبكرة.

ومن هنا..
فالوضع في الأرض المحتلة، جد خطير، والمرحلة الحالية هي أخطر مرحلة، تمر بها القضية الفلسطينية، في ظل وجود إرهابي متهور، يدعى "نتنياهو".. لا يؤمن إلا بالحرب، وتقوم سياساته، وتحالفاته على كسب اليمين المتطرف...ويحظي بدعم قرصان أميركي متهور "ترامب".. يؤمن بالرواية الصهيونية ويعمل على تحقيقها.


هذا اليمين الصهيوني المتطرف.. هو الذي يدعو الى طرد الشعب الفلسطيني من وطنه، ويرفض بالمطلق إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، غربي النهر، وعلى الأرض التي احتلت عام 67،وحدودها الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، ويعتبر أن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، هي "أرض إسرائيل".

نتنياهو هذا علاوة على أنه يميني فاشي، فهو أيضا مشهور بالكذب، ولا يخجل من هذه الآفة، التي تفوق بها على كافة سياسي إسرائيل، بشهادة زعماء الأحزاب والصحفيين..الخ، ويجسد في سياسته، وباقتدار ملحوظ، وصايا "ميكافيلي" في كتابه الأشهر "الأمير"..فكل شيء جائز، وكل شيء مقبول، ما دامت «الغاية تبرر الوسيلة» لتحقيق أهدافه وأحلامه وطموحاته.

وبوضع النقاط على الحروف..
فالذي يملي على هذا الأحمق سياسته، ويفرض مواقفه، ويتحكم بتصرفاته وسكناته هو نرجسيته المفرطة، وإصراره على أن يبقى في الحكم، وبالتالي فهو مستعد لعمل أي شيء لتحقيق هذه الغاية.

ومن هنا..
وبما أن المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع متطرف، ونتاج ايدولوجيا عنصرية "الصهيونية".. فسيعمل "نتنياهو" على تحقيق مطالب هذا المجتمع، وتحقيق أهداف ورؤيته الصهيونية القائمة على الاحتلال والتهجير وإقامة المستعمرات، من خلال سياسة التطهير العرقي الفاشية، وسرقة الأرض، وتهويد القدس..الخ... كسبيل وحيد لنجاحه وحزبه "الليكود" في الانتخابات النيابية المتوقع ربيع العام القادم 2019.. وعودته لسدة الحكم في إسرائيل.. سنوات أخرى، ليكون بذلك اكثر رئيس وزراء يشغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل..!!

شعبنا الصامد المقاوم، يعرف حقيقة "نتنياهو".. وأهدافه العنصرية الفاشية والتي يلخصها قانون ما يسمى "بالقومية" الذي يجرد الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير، ومن حقه في وطنه، ومن حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ويعتبر فلسطين كلها من البحر إلى النهر "ارض إسرائيل".

شعب الجبارين لم يفاجأ بتهديد "نتنياهو" بهدم الخان الأحمر قريبا، ولن يفاجأ بشن عدوان آثم على غزة.. فاعتداءات إسرائيل على غزة لم تتوقف أصلا، فالحصار مستمر منذ 12 عاما.. ومسيرة البحر أمس الأول جوبهت بنيران سفن العدو التي تحاصر غزة،،ما أدى إلى إصابة العشرات من أبناء شعبنا.


وفي اعتقادنا.. فان شعب الجبارين الذي هزم كل الغزاة عبر التاريخ، فاصبحوا «عابرون في كلام عابر»... سيقتلع الغزوة الصهيونية من جذورها.. وان غزة المقاومة التي أسقطت اولمرت وباراك وشارون وليبرمان..الخ، حتما ستسقط نتنياهو، ولن يكون مصيره بأفضل من مصير من سبقوه من الساسة الفاشيين..مزبلة التاريخ.

 

باختصار...
إن مواجهة هذه المرحلة الخطيرة جدا، تستدعي الإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية، ووضع حد لحالة الانقسام المزرية، التي شوهت نضال شعبنا، وشوهت تضحياته، وتوشك على اغتيال مشروعه الوطني..


فالوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجلت في غرفة العمليات التي قادت المعركة الأخيرة وانتصرت على العدو هي الكفيلة بهزيمته، وإفشال مخططاته، وزلزلة أركانه. واقتلاعه من جذوره، ليعود الأبناء والأحفاد من حيث أتى آباؤهم الصهاينة الأوائل.


وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

عن جريدة الدستور الأردنية 

0
التعليقات (0)