هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي يزداد فيه التوتر على حدود قطاع غزة، خرجت مواقف إسرائيلية متباينة من مستقبل التعامل مع القطاع، في ظل حالة المزاودات الداخلية الإسرائيلية، والاتهامات الموجهة للحكومة بالعجز عن إيجاد حل لحالة الاستنزاف الجارية في مستوطنات غلاف غزة.
فقد
أجرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقابلة ترجمتها "عربي21" مع اثنين من المسؤولين الإسرائيليين الكبار، أحدهما في
الائتلاف الحكومي، والآخر من زعماء المعارضة.
يوآف
غالانت وزير الإسكان الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية
والسياسية، قال إن "الحرب في غزة يجب أن تكون آخر الخيارات الإسرائيلية، لأن
الدولة لا تذهب لهذا الخيار العسكري كإمكانية أولى فورية، رغم أني أعتقد أننا سوف
نصل في نهاية الأمر لمعركة واسعة مع حماس في قطاع غزة".
وأضاف: "لا أستطيع أن أغض الطرف عما يعانيه مستوطنو غلاف غزة، لأن ما يواجهونه
جعل حياتهم لا تطاق. وفي الوقت ذاته، فإن خروج الدولة لقرار الحرب تجاه غزة ينبغي
أن يسبقه العمل على تهيئة الظروف المناسبة والأكثر ملاءمة".
وحين
سئل غالانت، وهو القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الذي قاد
الحرب الأولى على غزة في 2008، حول مدى استعداد إسرائيل لخيار الحرب وماذا تنتظر،
أجاب إننا "بانتظار التوصل لقناعة صحيحة، وحينها سنقوم باتخاذ اللازم".
وأشار إلى أن "الدولة لا تذهب للحرب كأولوية أولى، وإنما إن أصبحت الخيار الأخير، لأننا
قبل أن نقوم بهذه الخطوات العسكرية، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كل النتائج
المتوقعة، وأعتقد أننا لم نصل بعد لهذه النقطة".
وأوضح
أن السؤال الذي يردده مستوطنو الغلاف: حتى متى يعودون لحياتهم الطبيعية؟ أعود
فأقول، إن "تطلب الأمر فإننا سنقوم بتفكيك قطاع غزة، لكننا قبل الوصول لهذا
الواقع، فإننا يجب فحص النتائج المستقبلية ومعرفة الحلول اللازمة، أدرك فقدان
الصبر لدى مستوطني الغلاف، وأتفهم معاناتهم، ولكن من المحظور التسليم بحالة إطلاق
قذيفة صاروخية أو بالون حارق واحد".
أما
رئيس المعسكر الصهيوني آفي غاباي فقال، إن "مستوطني الغلاف يعانون من إطلاق
الصواريخ، وهذا أصبح أمرا غير محتمل، يجب عدم التسليم بذلك، وعدم قبول أي تكرار للجولة
الأخيرة في الجمعة الماضية، نحن نجد أنفسنا في وضع لم تعرف فيه الحكومة أين تريد
الوصول".
وأضاف
أن "الحكومة تتصرف كسفينة يقودها مجموعة من السكارى، تارة تتحرك يمينا وأخرى
يسارا، ومرة أخرى يمينا ثم يسارا، ويتشاجر أحدهم مع الآخر، ببساطة ليس لدى هذه الحكومة استراتيجية، وإلا فإن الجمهور الإسرائيلي سيشعر أنه ليس لديه حل في المدى المنظور".
وأوضح
أن "الوضع في غزة يتطلب من رئيس الحكومة أن يستدعي رئيس هيئة أركان الجيش، للاتفاق
سويا على خطة عسكرية حول كيفية إعادة السلطة الفلسطينية لغزة، والعودة بالأحداث
لما قبل 2007 حين سيطرت حماس على القطاع".
وأشار إلى أننا "نرى الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية كيف تحفظ الأمن
فيها، بينما في غزة لا توجد، يجب أن نضع ذلك هدفا لدولة إسرائيل، والسؤال كيف يمكن
القيام بذلك من خلال خطوات سياسية واقتصادية، صحيح أن أبو مازن ليس الصديق المفضل
لنا، لكنه طلب منا السيطرة على غزة، حتى لو من خلال عملية عسكرية، فقد أبدى
استعداده لذلك".
وختم
بالقول إن "عباس حاول إشعال النار في غزة من أجل استدراجنا هناك، لكن في
النهاية نحن لدينا مصالح ينبغي أن نفهم أين هي، وتتمثل بأن تسيطر السلطة
الفلسطينية على غزة، لا حماس ولا الجهاد، وسأقول أكثر من ذلك، بعد هذين التنظيمين
ستأتي تنظيمات أخرى".
صحيفة
معاريف نقلت عن وزير التعليم نفتالي بينيت قوله، إنه "ليس سرا أنني منذ بداية
الأحداث دفعت بالأمور لاتخاذ سياسة مختلفة تجاه غزة عن الوضع السائد اليوم، لكن للأسف
فإن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان لم يقم بتنفيذها".
وأوضح
أنني "دائما كنت أقول إن المسلحين الفلسطينيين الذين يقومون بتفكيك الجدار
الحدودي مع غزة، ويدخلون داخل الحدود الإسرائيلية، أو يرسلون الطائرات المشتعلة
والبالونات الحارقة، يجب أن يقتلوا، لكن الحكومة لم تفعل ذلك، ولهذا نحن ندفع
الثمن اليوم".
وأضافت
في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "الواقع
يقول إن الحكومة والكابينت اليوم يكتفون فقط بشد الحبل، لكن من لم يطلق النار على
المسلح الأول فإنه سيتسبب بوصول آلاف المسلحين، وهذا ما يحصل اليوم، لن نخضع
لتهديدات حماس وإنذاراتها، لأنني تعلمت في قطاع الأعمال والتجارة أن من يقوم
بتهديدي وابتزازي، فلن أخضع له، وإنما أدير الكرة باتجاهه".