صحافة دولية

"فيلت" الألمانية: كيف نشأت سلطة محمد بن سلمان؟

أشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان تعلم سياسة قمع المعارضين عن والده الملك سلمان بن عبد العزيز - الأناضول
أشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان تعلم سياسة قمع المعارضين عن والده الملك سلمان بن عبد العزيز - الأناضول

نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تطرقت من خلاله إلى أسرار الصعود الصاروخي لابن سلمان على سلم المناصب. 

ولبسط سيطرته على منصب ولي العهد، اعتمد ابن سلمان أساليب قذرة، حيث أقدم على التضييق على ابن عمه، محمد بن نايف، بهدف التخلص منه. كما قام بتحويل المملكة العربية السعودية إلى دولة الرجل الواحد.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أكد أنه ماض في تحقيق طموحاته مهما كانت الظروف. في هذا الصدد، أفاد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن "لا شيء يمنعني من الوصول إلى السلطة إلا الموت". وبذلك، يقصد بن سلمان أن الأمر الوحيد الذي يقف في طريقه نحو كرسي الملك هو تعرضه للاغتيال.

وأكدت الصحيفة أن ابن سلمان كان يحتل المركز الثالث في عائلة آل سعود قبل أن يجبر ابن عمه محمد بن نايف على تقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية في شهر حزيران/ يونيو. ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، تم افتكاك كل الهواتف الجوالة التي كانت في ملك بن نايف، كما احتجزه جلادوه داخل القصر دون أن يتم تمكينه من تناول أدويته حتى قدم الولاء لولي العهد الجديد، محمد بن سلمان. وبذلك، أصبح بن سلمان أقوى رجل في المملكة.

 

اقرأ أيضاواشنطن بوست: هكذا غير ابن سلمان المملكة لـ"الأسوأ"

وأشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان تعلم سياسة قمع المعارضين عن والده الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي كان من أقوى الأمراء في عائلة آل سعود. وعندما كان يشغل منصب أمير مدينة الرياض، كان قصره يحتوي على سجن مخصص للمعارضين.

وأوضحت الصحيفة أنه عند بلوغه سن 24، أصبح ابن سلمان مستشارا خاصا لوالده. وفي سن 26، تولى منصب رئيس ديوان ولي العهد. أما حين بلغ 28 سنة، فقد أصبح ابن سلمان وزير دولة. وبعد سنة من ذلك، بات أصغر وزير دفاع في العالم قبل أن يصبح ولي ولي العهد. وفي وقت لاحق، كسر ابن سلمان تقاليد وراثة الحكم عبر الإطاحة بمحمد بن نايف.

وأفادت الصحيفة بأنه إلى حدود تنصيب ابن سلمان وليا للعهد، كانت ولاية العهد تنتقل من أخ إلى آخر. في الأثناء، وضع ابن سلمان حدا لقواعد توارث السلطة في المملكة، حيث تولى العديد من المناصب في وقت واحد ليحول بذلك بلاده إلى مملكة الرجل الواحد. من هذا المنطلق، حملت المملكة العربية السعودية لقب "مملكة ابن سلمان".

وأوردت الصحيفة أن ولي العهد السعودي أطلق حملة اعتقالات طالت العديد من الدعاة والمفكرين والشعراء، فضلا عن الأمراء والناشطات. وفي سنة 2017، بلغت حملات الاعتقالات ذروتها، حيث تعرض 100 أمير للاعتقال داخل فندق ريتز كارلتون. وعلى إثر تعرض بعض الأمراء للتعذيب، تم إطلاق سراح عدد منهم بعد أن ضخوا 100 مليون دولار في خزينة الدولة.

وأضافت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية السعودية تعاملت مع المعارضين بعنف مبالغ فيه. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، ارتفعت عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، ينتهج ابن سلمان سياسة خارجية عنيفة، حيث ورط بلاده في التدخل العسكري في الأراضي اليمنية وارتكب جرائم حرب هناك.

وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان احتجز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، نظرا لعدم رضاه عن سياسته. وعندما انتقد وزير الخارجية الألماني السابق، سيغمار غابرييل، هذه الخطوة، أقدم ابن سلمان على سحب السفير السعودي بألمانيا. كما فرض ابن سلمان حصارا على قطر. من جهة أخرى، وعندما انتقدت أوتاوا الوضع الحقوقي في السعودية، أمر ابن سلمان بإعادة الطلاب السعوديين المقيمين في كندا إلى ديارهم.

 

اقرأ أيضامجلة فرنسية: هل سيُحرم ابن سلمان من تولي العرش؟

وأبرزت الصحيفة أنه في كل سنة، يعود حوالي 35 ألف طالب سعودي مقيمين في دول أجنبية إلى ديارهم دون أن يكون مستقبلهم المهني واضحا. وفي الواقع، ينتمي 70 بالمئة من الشعب السعودي إلى فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، ربعهم عاطلون عن العمل نظرا لأن القطاع الخاص لا يوفر سوى 30 بالمئة من مناصب الشغل، فيما لا تستطيع الحكومة السعودية خلق مناصب شغل.

وتطرقت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي يمثل أمل الشباب في بلاده في مستقبل أفضل. في هذا السياق، منح ابن سلمان المرأة حق قيادة السيارة، كما أنشأ العديد من دور السينما، ووعد شعبه بمناصب شغل جديدة. كما تجرأ ولي العهد على مواجهة النخب القديمة، ولكنه لن ينجح في تحقيق هدفه إلا بالمحافظة على التماسك الاجتماعي. لذلك، يواجه بحماس قومي أعداءه في الداخل والخارج.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه في حال تبين أن ابن سلمان أعطى الأمر باغتيال خاشقجي، فقد يكون ذلك بمثابة جزء من مخططاته. وفي نهاية المطاف، من شأن حادثة خاشقجي أن تثير الرعب في نفوس كل معارضي النظام السعودي في مختلف أنحاء العالم.

 

التعليقات (0)