حقوق وحريات

بعد معصوم مرزوق.. حملة اعتقال واسعة تطال معارضين بمصر

سبق أن توجه معصوم مرزوق بمبادرة خارطة طريق لحل الأزمات التي تعيشها مصر- أ ف ب
سبق أن توجه معصوم مرزوق بمبادرة خارطة طريق لحل الأزمات التي تعيشها مصر- أ ف ب

شنت قوات أمن مصرية، الخميس، حملة اعتقال طالت حتى الآن معارضين وأكاديميين ونشطاء، على رأسهم مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، والأكاديمي يحيى القزاز، والخبير الاقتصادي رائد سلامة، وزوجة وأولاد الناشط سامح سعودي، وفق ما أكده مراسل "عربي21".

بدورها، أعربت الحركة المدنية الديمقراطية بكل مكوناتها عن قلقها البالغ من الأنباء التي ترددت عن قيام قوة أمنية بإلقاء القبض على السفير معصوم مرزوق والباحث الاقتصادي د. رائد سلامة، ضمن حملة أمنية تشمل آخرين.

وقالت في بيان لها، الخميس، وصل "عربي21" نسخة منه: "بينما ما تزال الأنباء تتواتر، ترى الحركة أن مثل هذه الأساليب في مواجهة أصحاب الرأي تضيف إلى عوامل الاحتقان والتوتر".

وتابعت: "يضاعف من قلق الحركة أن السفير معصوم شخصية وطنية خدمت مصر في ميادين القتال مقاتلا، وفى ميادين الدبلوماسية مساعدا لوزير الخارجية، كما أنه فيما دعا إليه مؤخرا من نداء نشره باسمه، التزم بالمسارات السلمية الدستورية، ولم يدع إلى عنف أو فوضى".

وأردفت:" كما أن محامي السفير معصوم قام بالإخطار رسميا عن الاجتماع الذي دعا له في ميدان التحرير. وأكد السفير أنه سيلجأ إلى القضاء لو رفض الأمن الترخيص لذلك الاجتماع، وهو ما يعني التزامه بالمسارات القانونية الدستورية".

وأكملت الحركة المدنية: "أيا كان الرأي في بنود نداء السفير معصوم، فإنه حاول من وجهة نظره تجنيب البلاد مخاطر الفوضى بمقترحات تقطع الطريق على تحول مشاعر الغضب والاحتجاج إلى انفجار".

وطالبت الحركة المدنية الديمقراطية بالإفراج الفوري عن السفير معصوم، ورائد سلامة، وكل من تشملهم الحملة، وضمان كل حقوقهم القانونية والدستورية.

 

اقرأ أيضا: الأمن المصري يعتقل السفير السابق معصوم مرزوق


وكانت أسرة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، قالت لـ"عربي21"، إن قوات الأمن اعتقلت "مرزوق" من منزله منذ ساعات، وتم اقتياده لجهة غير معلومة، بعدما تم تفتيش المنزل وأخذ بعض محتوياته الشخصية، محملين النظام المصري مسؤولية ما قد يتعرض له.

وفي 5 آب/ أغسطس الجاري، أطلق مرزوق مبادرة جديدة انفردت "عربي21" بنشرها، عبارة عن نداء عام يشمل خارطة الطريق التي يتبناها لإنهاء أزمة مصر، متضمنة 9 بنود موجهة إلى الحكام والمحكومين في مصر.

وتأتي حملة الاعتقالات التي قامت بها قوات الأمن اليوم قبل أسبوع من دعوة "مرزوق" للنزول إلى ميدان التحرير يوم 31 آب/ أغسطس الجاري، وعقد مؤتمر شعبي موسع يحضره كل من يوافق على ما تضمنه النداء الذي أطلقه مؤخرا، وتنسق له لجنة يتم تشكيلها من أحزاب المعارضة المصرية، وذلك في حال رفض رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي الاستجابة للبند الأول في نداء مرزوق، الذي ينص على إجراء الاستفتاء على استمرار بقاء حكمه من عدمه.

وقال الناشط السياسي في التيار الشعبي، سامح سعودي، إن قوات الأمن توجهت قبل ساعات قليلة إلى منزله لاعتقاله، إلا أنه لم يكن موجودا، فقامت بالقبض على زوجته وأبنائه الاثنين، وحطمت أثاث المنزل.

وفجرت مبادرة مرزوق عاصفة من الهجوم في وسائل الإعلام المؤيدة لسلطة الانقلاب، متهمين إياه بـ"إهانة القضاء"، و"الإساءة لرموز المحكمة الدستورية العليا"، و"الدعوة لقلب نظام الحكم"، و"إهانة مؤسسات الدولة"، و"التحالف والتنسيق مع جماعة الإخوان"، بحسب قولهم.

 

اقرأ أيضا: مرزوق يدعو المعارضة المصرية لبحث تنسيق مؤتمر ميدان التحرير


وتقدم محامون معروفون بقربهم من الأجهزة الأمنية، من بينهم محامي البلاغات الشهير سمير صبري، بستة بلاغات إلى النائب العام ضد مرزوق، مطالبين بمحاكمته العاجلة.

فيما أعلنت قوى وشخصيات سياسية معارضة تضامنهم مع مرزوق، مؤكدين مساندتهم له، ورفضهم حملات التحريض التي يتعرض لها.

 

وأعلنت بعض القوى والشخصيات الأخرى تأييدهم للمبادرة التي طرحها، باعتبار أنه "ألقى حجرا كبيرا في مياه السياسة الراكدة في مصر"، بحسب قولهم.

التعليقات (0)