سياسة دولية

عقيد أمريكي: روسيا تشن حربا إلكترونية على جنودنا في سوريا

حاولت روسيا التشويش على أجهزة إلكترونية أمريكية في سوريا (أرشيفية)- جيتي
حاولت روسيا التشويش على أجهزة إلكترونية أمريكية في سوريا (أرشيفية)- جيتي
كشف عقيد في الجيش الأمريكي، عن أن العسكريين الأمريكيين في سوريا يتعرضون لهجمات إلكترونية من روسيا، بصورة ممنهجة، موضحا أن ما يحصل "حرب إلكترونية" غير مسبوقة.

جاء ذلك وفق ما نشره العقيد براين ساليفان في مجلة "فورين بوليسي"، موضحا أن الأنظمة اللاسلكية الإلكترونية الروسية تستهدف بشكل ممنهج الجيش الأمريكي في سوريا، خلال الفترة الممتدة من أيلول/ سبتمبر 2017 إلى أيار/ مايو الماضي، ما يعني تسعة أشهر من العمل المتواصل ضد الهجمات الإلكترونية الروسية. 

ولكنه أشار في تصريحاته التي رصدتها "عربي21" إلى أن الجيش الأمريكي تمكن من التغلب على الهجمات الإلكترونية بنجاح حتى الآن.

وأضاف ساليفان أن مثل هذا الوضع الذي واجهته قواته في سوريا من المستحيل تكراره في أي مكان آخر، مشيرا إلى أن سوريا كانت بيئة مناسبة لاختبار التقنيات الروسية والدفاع ضدها، وهي فرصة لن تعوض بالنسبة للجيش الأمريكي، وفق قوله.

وحذر من أن الحرب الإلكترونية لا تقل خطورتها عن الهجمات التقليدية بالقنابل والمدافع. ولكنه أشار إلى إنها تسمح للقوات الأمريكية بفرصة نادرة لتجربة التقنية الروسية في ساحة المعركة، ومعرفة كيفية الدفاع ضدها.

ولم يقل سوليفان الذي عادت وحدته منذ نشرها في العراق وسوريا وأفغانستان والكويت، كيف أثر التشويش الروسي على فريقه. لكن الخبراء في الحرب الإلكترونية يقولون إن الهجوم يمكن أن يضر بمعدات الاتصالات، وأنظمة الملاحة، وحتى الطائرات.

ونقلت المجلة تعليقا على هذه التصريحات عن الخبير العسكري في معهد ليكسينغتون دانيال غور، يقول إن وسائل الحرب الإلكترونية المثبتة في الطائرات الروسية قادرة على التشويش على مسافات تفوق مئات الكيلومترات، ما يؤدي إلى أخطاء فظيعة، مثل تشويه صورة معركة وسير العمليات.

وكان رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية الفريق ريموند توماس قد أعلن في نيسان/ أبريل الماضي أن سوريا تشهد حربا أكثر عدوانية على الكوكب، من حيث استخدام وسائل الحرب الإلكترونية، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية في سوريا تواجه كل يوم تعطيل وإيقاف الاتصالات والملاحة للطائرات.

ونقلت المجلة أن روسيا تستخدم سوريا بشكل متزايد كقاعدة اختبار للأسلحة الإلكترونية الجديدة، التي طورتها موسكو على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية،. 

يتيح الصراع في سوريا لروسيا فرصة لتعلم كيف تستجيب أنظمة الولايات المتحدة المتطورة للهجمات الإلكترونية أيضا.

وقال الجنرال رايموند توماس، قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، للمجلة إن سوريا أصبحت "أكثر بيئات الحرب الإلكترونية عدوانية على كوكب الأرض".

أما وكالات الأنباء الروسية، فنشرت وفق ما رصدته "عربي21"، أنه تم في الأراضي السورية رصد أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية مثل "ليير-3" و"كراسوخا" و"موسكفا-1"، بجانب محطتين للرادار "زووبارك-1" و"غارمون".

ومنظومة "ليير-3" عبارة عن جهاز تشويش ديناميكي هوائي، يمنع اتصالات "GSM". و"كراسوخا" تحلل نوع الإشارة وتطلق على العدو أشعة تشويش. وأما "موسكفا-1" فإنها تقوم بمسح ضوئي للمجال الجوي ولدى اكتشافها عدوا ترسل البيانات إلى وسائل الدفاع الجوي والقوات الجوية، بحسب ما نشرته المجلة.

وأما محطات الرادار "زووبارك-1"، فإنها قادرة على مراقبة المجال الجوي وتحديد مواقع إطلاق النار للعدو عن طريق حساب مسارات الصواريخ الباليستية والصواريخ، ومحطة الرادار "غارمون" قادرة على كشف الأهداف الجوية.
التعليقات (0)