سياسة عربية

الاحتلال يلاحق طلاب الجامعات بالضفة ويهدد مستقبلهم

الاحتلال هدد كل من ينتمي للكتلة الإسلامية بالملاحقة- جيتي
الاحتلال هدد كل من ينتمي للكتلة الإسلامية بالملاحقة- جيتي

"إذا وصلت ليدكم هذه الرسالة، فمعنى ذلك أنكم أولياء أمور إحدى ناشطات الكتلة الإسلامية"، عبارة خطها الجيش الإسرائيلي في منشورات وزّعها على منازل بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حملت تهديدا لكل من يعمل تحت إطار الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابية لحركة حماس في الجامعات).

وتعتبر إسرائيل عمل الطلاب والطالبات في صفوف "الكتلة الإسلامية" عملًا غير شرعي، ومخالفًا للقانون، بحسب تلك المنشورات.


وفي الجامعات الفلسطينية، تعمل الكتل الطلابية المنبثقة عن الفصائل، ومن بينها "الكتلة الإسلامية"، في إطار نقابي يهدف لتقديم الخدمات للطلبة، إضافة لمشاركتها وإحيائها العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية.

ويلاحق الجيش الإسرائيلي الطلبة الجامعيين الذين يعملون تحت إطار "الكتلة الإسلامية"، حيث يتعرضون لحملات اعتقال واستدعاء واقتحامات متكررة لمنازلهم وسكناتهم الطلابية.


ويصاحب تلك الحملات، مصادرة لممتلكات خاصة بالكتلة، ومنها رايات، وأجهزة حاسوب، وأموال، ومطبوعات وغيرها.


وكان آخر تلك الحملات، الاثنين الماضي، حين أعلن الجيش أنه "شن حملة ضد الكتلة الإسلامية التي تحرض للإرهاب في الجامعات بمدينة الخليل، وتمت مصادرة مواد تحريضية كثيرة، إضافة إلى تحذير ذوي الطلاب الذين يشاركون في أعمال التحريض"، وفق بيان له.

وذكر بيان الجيش، أنه "تم توزيع منشورات تحذّر من المشاركة في نشاطات التنظيم التحريضية التي تعتبر عَمَلًا جنائيًا".


وتفاجأ عدد من الفلسطينيين أمس الثلاثاء، بمنشورات وضعت أمام منازلهم، تحذّرهم من التحاق أبنائهم وبناتهم في صفوف "الكتلة الإسلامية".

وجاء فيها: "ننبهكم علما، بأن أي تورط في نشاطات الكتلة، قد يؤدي لاعتقال ابنتكم والمساس بمشوارها العلمي ومستقبلها، وإلى تبذير أموالكم وبعث السخط والقلق في قلوب أسرتكم".

وأضاف الجيش: "إننا نهيب بكم أيها الوالدين وأولياء الأمور، بمتابعة نشاط وتصرفات ابنتكم، وتشجيعها على مواصلة مشوارها العلمي، وإبعادها عن مثل هذه النشاطات". وختم المنشور بعبارة "وقد أُعذر من أنذر".

واعتقل الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عددًا من الطلاب والطالبات الجامعيين في الضفة الغربية، لاشتباهه بعملهم تحت إطار "الكتلة الإسلامية".

وتتراوح مدة الحكم بالسجن، بتهمة الانتماء للكتلة الإسلامية بين 8 أشهر و18 شهرا، إضافة لفرض غرامات مالية.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تستهدف طلبة الكتلة الإسلامية، المنبثقة عن حركة حماس، خشية تجدد أعمال المقاومة في الضفة الغربية.


من ناحيته، يعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، أن "ما يقوم به الجيش من تهديد لطالبات الكتلة الإسلامية ولأهلهن على خلفية عملهن النقابي لخدمة طلبة الجامعات الفلسطينية، هو تهديد لكل شرائح الشعب الفلسطيني".

ويضيف بدران في بيان له، ردًا على حملة الاعتقالات والتهديد بالخليل الاثنين، أن تلك الحملات والتهديدات "سياسة قديمة أثبتت فشلها في ثني شعبنا عن مواصلة مشروعه التحرري".

ويتابع: "إن استهداف الاحتلال للمرأة الفلسطينية والذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة خاصة في محافظة الخليل، يمثل دليلًا واضحًا على الدور الذي تقدمه المرأة الفلسطينية في خدمة مشروع التحرر، وهو ما يجعلها في دائرة استهداف الاحتلال الفاشي".

 

اقرأ أيضا: دعوة إسرائيلية لطرد فلسطينيي الضفة إلى الدول العربية

واعتقل الجيش الإسرائيلي أربع سيدات فلسطينيات من الخليل، منذ بداية حزيران/ يونيو الماضي، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

استهداف متواصل

الطالب بجامعة النجاح الوطنية بنابلس (شمالا)، "ب.غ" الذي يرفض الكشف عن اسمه خشية ملاحقته من الجيش الإسرائيلي، يشير إلى أن استهداف طلبة "الكتلة الإسلامية" متواصل منذ بداية عملها في الجامعات، إلا أن ذلك لم يوقف نشاطها.

واعتقل "ب.غ" ثلاث مرات خلال دراسته الجامعية، بتهمة نشاطه بالكتلة الإسلامية، ما تسبب بتأخر تخرجه لسنوات.

ويضيف في حديثه لوكالة الأناضول: "عملنا يقتصر على خدمة الطلبة في الجامعة، وتوعيتهم وإرشادهم في إجراءات التسجيل مثلًا، لا سيما للطلبة الجدد، إضافة لإقامة المعارض السنوية للقرطاسية بأسعار تناسب المستوى المادي للطلبة، وإحياء المناسبات الوطنية وغيرها من الأنشطة اللامنهجية بالجامعة".

ويمضي قائلًا: "طلبة الجامعات هم الشريحة الأكثر نشاطًا وتأثيرًا في المجتمع، وخلال سنوات طويلة كانوا يحركون الشارع الفلسطيني في مختلف المناسبات الوطنية، وقدمت الكتل بكافة أطيافها، الشهداء والمعتقلين والجرحى، لذلك فإن الاحتلال يسعى لإخماد شعلة العمل النقابي داخل الجامعات".

ضد العمل النقابي


من ناحيته، يقول النائب عن حركة "حماس" بالمجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني، إن استهداف الجيش الإسرائيلي لطلبة الكتلة الإسلامية، "هو استهداف للعمل النقابي المشروع في كل دول العالم".

وأضاف القرعاوي: "الكتلة الإسلامية ليست وليدة اللحظة، فهي تعمل منذ سنوات طويلة تحت وجود الاحتلال بظروف غاية في الصعوبة، خاصة في الضفة الغربية".

وطالب النائب "الجهات الحقوقية والمؤسسات النقابية المحلية والعالمية بأن تلتفت لهذا الأمر، وأن تقف في مواجهة هذا الاستهداف، الذي يضع العمل النقابي الجامعي تحت خطر الملاحقة والاعتقال".

ورأى أن الأساليب الجديدة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في إيصال رسائل تهديد لطلبة وطالبات الكتلة الإسلامية وعائلاتهم تشكل ضغطًا مضاعفًا على الطلبة وأهاليهم.

استهداف لكافة الفصائل

ولا تقتصر الملاحقة الإسرائيلية لطلبة الجامعات على ناشطي الكتلة الإسلامية، فطلبة الكتل الأخرى، يواجهون بعض الملاحقات على الخلفية ذاتها.

 

اقرأ أيضا: حملة اعتقالات للاحتلال بالضفة تطال صحفيين بقناة القدس

القيادي بالجبهة الشعبية، زاهر الششتري، يشير إلى أن إسرائيل تستهدف الطلبة الناشطين تحت إطار الجبهة الشعبية في الجامعات، حيث يتعرضون للاعتقال والحكم عليهم إما اعتقالا إدارياً بدون محاكمة، أو بالسجن لثمانية شهور إضافة لغرامة مالية.

ويقول الششتري: "الطلبة الجامعيون هم جزء من الحالة النضالية للشعب الفلسطيني، وعلينا أن نتذكر أن العديد من قادة العمل الوطني والشهداء والجرحى هم من طلبة الجامعات، فهم قدوة ووقود للحالة النضالية، لذلك سيبقى الطلبة الناشطون بالكتل الطلابية هدفا للملاحقة والاعتقال".

ولفت إلى أن معظم الطلبة الذين يفرج عنهم من السجون الإسرائيلية يعودون للعمل الطلابي النقابي بشكل أكبر فاعلية، ويصرون على مواصلة نشاطهم رغم ما تعرضوا له.

التعليقات (0)