ملفات وتقارير

هل تنافس الصين الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟

محللون قالوا إن الصين تسعى لبسط نفوذها في الشرق الأوسط- جيتي
محللون قالوا إن الصين تسعى لبسط نفوذها في الشرق الأوسط- جيتي

تسعى الصين لتعزيز دورها في الشرق الأوسط، وبسط نفوذها فيه على حساب الدور الأمريكي، حيث أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، عن تقديم الدعم الاقتصادي والتنموي لدول عربية عدة، بقيمة 20 مليار دولار، من ضمنها سوريا وفلسطين ومصر والأردن.


وأعادت الصين طرح مبادرتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي اعتبرتها السلطة الفلسطينية خارطة بديلة لخارطة الطريق الأمريكية المسماة "صفقة القرن"، الأمر الذي يشير إلى تنامي الحراك الصيني في المنطقة. 

ولطالما نأت الصين بنفسها عن التدخل المباشر في قضايا المنطقة العربية، فلم تشارك في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة، إلا أنها وبحسب محللين، تسعى بشكل متسارع لأن يكون لها موطئ قدم في المنطقة ودور بارز تنازع فيه الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال المختص في الشأن الصيني محمد فايز فرحات، إن الصين طوال السنوات السابقة، كانت تتحرك في أجندتها الخارجية وفق الأهداف الاقتصادية، وكانت الأدوات الاقتصادية هي أساس سياستها الخارجية وخاصة في المنطقة العربية، التي تعتمد عليها في تأمين نسبة كبيرة من وارداتها النفطية، بالإضافة إلى أن هذه المنطقة تعد سوقا كبيرة للصادرات السلعية والاستثمارية الصينية.

وأضاف فرحات في حديثه لـ"عربي21"، أن هناك بعض المؤشرات التي تقول إن الصين بدأت تتلمس الفضاء السياسي، واستخدام أدوات غير اقتصادية كما في السابق، في ملفات وقضايا المنطقة العربية.


من جهته رأى الخبير في الشؤون الآسيوية محمد البلعاوي، أن الحراك الصيني لم يكن جديدا ولكن نتائجه ومظاهره خرجت إلى السطح مؤخرا، فالصين تتحرك منذ فترة، وعقدت مؤتمرات في عدد من الدول الخليجية.


وقال في حديثه لـ"عربي21"، إن الصين تدرك أهمية هذه المنطقة من العالم من الناحية الجيو-اقتصادية و الجيو-استراتيجية، ولذلك تدرك بأن هذه المنطقة مهمة جدا لمرور خطوط التجارة.


وأشار إلى أن الصين في بدايات الأزمة السورية كان موقفها منحازا للنظام السوري، ومع ضرورة الحفاظ على السيادة السورية، رافضة التدخل العسكري هناك تحت أي ظرف، واستخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن لمواجهة أي مشروع يعطي الحق في أي عمل عسكري فيها، وتحاول أن يكون لها موقف سياسي في الأزمة السورية.

 

اقرأ أيضا: الصين تقدم مساعدات بالملايين لدمشق والسلطة الفلسطينية

واستدل فرحات على ذلك بمقارنته بين الموقف الصيني من الملف السوري، والملف العراقي عام 2003، قائلا "إن الصين لم تعترض على استخدام القوة العسكرية في العراق آنذاك، وهذا يدلل على تغيير ما حدث في السلوك الصيني تجاه قضايا المنطقة العربية".


وحول الأزمة الليبية، قال فرحات، إن الصين على الرغم من اكتفائها بالامتناع عن التصويت في الحالة الليبية قبل صدور القرار الذي سمح لحلف الناتو باستخدام القوة العسكرية هناك، إلا أنه في ذات الوقت توجد بعض المؤشرات المهمة ذات الطابع السياسي لها في ليبيا، فعلى سبيل المثال أرسلت الصين قطعا عسكرية لإجلاء رعاياها، على الرغم من أن المستهدف الأساسي كان النظام الليبي وليس أطرافا أخرى، وفي تقديره أن الصين أرادت من ذلك التأكيد أنها حاضرة عسكريا أيضا حتى وإن كان الهدف إجلاء صينيين.


من جهته رأى محمد مكرم البلعاوي أن الصين تبادر من أجل خلق بيئة تناسب مشاريعها، و تسعى لجعل منطقة الشرق الأوسط مستقرة لتنفيذ هذه المشاريع.


وأشار البلعاوي إلى التركيز الصيني على ما يسمى "طريق الحرير البحري" ثم تطور الموضوع إلى ما مبادرة "الحزام والطريق"، وفكرة هذه المبادرة تتمحور في  تعزيز الطرق البحرية والبرية والجوية عبر قارة آسيا مرورا بالخليج، ومن المتوقع أن يتم استثمار مبالغ هائلة في موضوع سكة الحديد والطرق البرية وقطاع المواصلات.


ولفت البلعاوي إلى أن المبادرة إذا استكملت كافة جوانبها فسيكون لها تأثير كبير على موازين القوى وعلى النفوذ الصيني على الأقل كقوة ناعمة في مختلف الأقاليم، بحيث تؤثر بشكل كبير جدا على موازين القوى وتوزيع القدرات الاقتصادية على مستوى العالم.


وحول الأزمة التجارية الصينية الأمريكية قال فرحات إن الصين تدرك أن السوق العربية مهمة جدا، وبالتالي فإنها إن ضاقت السوق الأمريكية أمام الصادرات الصينية، فلا بد من تعزيز أسواقها بأخرى.


وأشار إلى إدراكها أن الشرق الأوسط سوق مهمة للصادرات الصينية، ولكن هذه السوق تعاني من مشكلات عديدة؛ وهي تسعى للدخول من هذا الباب لإيجاد حالة من الاستقرار في تلك الدول، وإعادة الإعمار أو توفير الأموال والمساعدات في هذه الدول، ما سيفتح المجال أمام الشركات الصينية، التي تواجه أزمة فائض القدرات الاقتصادية أو فائض القدرات الإنتاجية.

 

اقرأ أيضا: تصاعد الخطاب بين الصين وأمريكا.. والأخيرة تهدد بمواجهة

وختم فرحات، بقوله إنه لا يمكن إنكار أن تصاعد القدرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية الصينية سيكون لها تأثير كبير على موازين القوى وعلى هيكل النظام الدولي وخلال عقد من الزمن ستكون مختلفة بشكل كبير جدا عن ما هي عليه الآن.

التعليقات (2)
محمد ابراهيم
السبت، 14-07-2018 06:41 م
عنوان المقال يجب هل تنافس الولايات المتحدة الصين في الشرق الاوسط ، كل من يعيش في تلك البلدان يرى السيطرة الواضحة للصين على السوق في تلك المنطقة ، ولا يستطيع الاميريكي منافساتها لعدم قدرته على النزول باسعاره ، في كل المجالات والمنتجات ، الهاتف الذي استعمله هو صيني نوع IKU وهو يشبه او حتى يتفوق على منافسيه ، سعره 40$ ، بينما سعر الفرنسي حوالي 150$ والاميريكي نحو 600$ هنا في مصر ، الملابس ، الادوات المكتبية ، الدراجات النارية ، الاجهزة المنزلية ، وادوات المطبخ ، والاحذية ، و.... هنا كلها صينية بجودة عالية وسعر ممتاز ، انهم يرضون بربح معقول ولا يجشعون ولا يغشون ، وعموما لم يبقى سوى السلاح والشركات الانشاءية العملاقة للاميريكان هنا وهناك منافسة قوية من الصين ايضا حيث تستحوذ حاليا على 8? من سوق السلاح العالمي ، ولها شركات هندسية عملاقة واقتصادية لمعظم بلدان الشرق ، وحتى في مجال النقل الجوي فلها طاءرة تنافس البوينج تم تدشينها في مارس 2017 ويتوقع ان تصدرها لمعظم الدول بسعر منافس ، وسياسيا فللصين سياسة متزنة تبتعد عن التدخل في شؤون الدول الصغيرة ، ولا تتورط في صراعات وغزوات كالحكومة الاميريكية ، ولهذا يكسبون كل يوم المزيد من التقدير.
اية محمود ح
السبت، 14-07-2018 04:50 م
هل يوجد ملك او رئيس بلد مسلم اليوم غير منبطح للغرب لا ولكن هم يلعبون من اجل تمزيق امريكا مؤامرة سوف تكون بدايه حرب نواويه كبيره بين اشد اعداء هذا الدين الصين وروسيا ودول الخليج وامريكا الحرب العالميه الثالثه على الابواب