هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مفهوم الحرمان العاطفي لدى الأطفال. في هذا السياق، توجد جملة من المؤشرات التي تدل على دخول الطفل في دوامة الافتقار إلى الحب والاهتمام. كما توجد بعض الطرق والنصائح التي من شأنها أن تخفف حدة هذه الظاهرة التي تلحق بالأطفال.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المودة والحنان من المشاعر التي لا يمكن أن تكون مفقودة في حياة أي طفل. وينتج عن الافتقار إلى مثل هذه العواطف عواقب وخيمة على أي طفل خلال نموه ونشأته.
عموما، تمثل مشاعر الحنان والحب أفضل هدية يقدمها الآباء لأطفالهم. ومع ذلك، يتزايد عدد الأطفال المفتقرين إلى هذه المشاعر من طرف عائلاتهم أو المحيطين بهم، على حد السواء.
وأشارت المجلة إلى تفسير مصطلح الحرمان العاطفي. وعلى وجه الخصوص، يتلخص هذا الشعور في برود ونقص مشاعر الحب والاهتمام التي كان ينعم بها الطفل سابقا. في المقابل، يحتاج الطفل إلى دعم أبوي وأسري كبير مليء بالحب والعاطفة خلال فترة الطفولة.
لكن، يتلاشى هذا الدعم على مر السنين؛ بسبب تراكم مشاغل الحياة. وينسى الكثير من الأولياء التزاماتهم غير المادية، ودورهم الفعال في تماسك الأسرة. نتيجة لذلك؛ أصبح الحرمان العاطفي ملموسا وحاضرا بقوة في جميع المجتمعات. وأدى انعدام التواصل وعدم مبالاة الأولياء إلى شعور الطفل بالوحدة والافتقار إلى الحب.
وأوردت المجلة أن جملة من المؤشرات تدل على إصابة الطفل بالحرمان العاطفي.
أولا، يمثل اضطراب علاقة الطفل بوالديه أثناء الطفولة من أهم علامات وقوع الطفل في دوامة الوحدة والحرمان العاطفي. كما أن رفض الطفل للآخرين، والشعور تجاههم بمشاعر يغمرها الكره والنفور، توضح مدى افتقاره للدعم النفسي والحب الأسري الذي يحتاجه في هذه المرحلة الحساسة.
ثانيا، تعبّر التصرفات السيئة وغير اللائقة للطفل، على غرار الغضب والعدوانية المبالغ فيها والصراخ بشكل مفرط، عن أزمة نفسية حقيقية بسبب افتقار الصغير للحب الأبوي. وتتمثل العلامة الثالثة في صعوبة التواصل مع الآخرين والتأقلم معهم بسهولة، ومواجهة مشاكل في الاستيعاب وتلقي المعلومة. من جهة أخرى، لا تنعكس هذه المشكلة على الجانب النفسي فقط للطفل، بل تضر بصحته كذلك، إذ تسبب ضعف جهاز المناعة.
ونوهت المجلة ببعض النصائح التي من شأنها مساعدة الآباء على تخطي مشكلة الحرمان العاطفي لدى أطفالهم. ومن الجهة الأولى، يجب على المعنيين بالأمر التعامل مع هذه الظاهرة على أنها مشكلة حساسة وفي غاية الخطورة، وتتطلب حلولا فورية.
من جهة أخرى، يمكن أن يكون الطفل عرضة للانحراف في المستقبل جراء الحرمان العاطفي. نتيجة لذلك، يواجه الطفل خطر تعاطي المخدرات، أو الإصابة بأمراض عقلية، في حالة تجاهل هذا الأمر. ولهذا السبب، من الضروري أن يستشير الآباء طبيبا نفسيا بمجرد اكتشاف أي من العلامات التي ذكرت مسبقا.
وسلطت المجلة الضوء على بعض الحلول الأخرى البسيطة والعملية. وعلى وجه الخصوص، يلعب وعي الآباء دورا فعالا في حل هذه المشكلة. على سبيل المثال، يمثل منح وقت كاف للأطفال ومشاركة بعض الأنشطة معهم من الحلول والطرق الفعالة التي تشعر الطفل بالدفء والحنان العائلي.
فضلا عن ذلك، يجب أن يغمر الآباء أطفالهم بالحب باستمرار، كي يشعر الطفل بأنه محبوب ومحم. كما يعزز الاستماع إلى الطفل بآذان صاغية ثقته في نفسه، ويمرر له كمّا من الموجات الإيجابية.
ختاما، ذكرت المجلة أن العطف والحنان الأبوي من الجوانب الجوهرية التي يحتاجها الطفل. وتحصن هذه المشاعر الطفل من كل أشكال الحرمان العاطفي. بشكل عام، يجب أن يشعر الطفل بحب أبويه، حتى لو بشكل رمزي؛ لأنها الحل لحماية الطفل من الوحدة والحرمان العاطفي، ولبناء علاقة وطيدة بعائلته.