ملفات وتقارير

ما دلالة طلب الجيش من السيسي تمديد فترة عملية سيناء؟

السيسي افتتح الأحد مركز قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب- تويتر
السيسي افتتح الأحد مركز قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب- تويتر

طالب رئيس أركان حرب الجيش المصري، الفريق محمد فريد حجازي، قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بتمديد فترة العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" لأكثر من 3 أشهر وذلك لاستكمال أهداف العملية، ما أثار التساؤلات حول فشلها واستكمال أهداف السيسي منها.

طلب حجازي، جاء أثناء افتتاح السيسي قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، الأحد، متحدثا عن صعوبات تتمثل بوجود مخازن لدى العناصر الإرهابية بها عبوات ناسفة شديدة الانفجار، ووقوع مسرح العمليات بمناطق سكنية، مؤكدا أن مد العملية بهدف "التأكد من تطهير سيناء بأكملها من الإرهاب وتمهيدا لبدء خطة تنميتها".

العملية التي بدأت الجمعة 9 شباط/ فبراير الجاري، جاءت بتكليف السيسي لرئيس الأركان، أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، باستخدام "القوة الغاشمة" لاستعادة أمن سيناء خلال 3 أشهر وهي المدة التي كان قد حددها السيسي للقضاء على الإرهاب.

ونتج عن العملية حسب بيانات القوات المسلحة مقتل 71 تكفيريا وتوقيف 5 آخرين، والقبض على 1852 مطلوبا جنائيا، وتدمير 1282 وكرا و393 عبوة ناسفة وكميات كبيرة من مادة "سي فور" و"تي إن تي"، و112 عربة و269 دراجة نارية و14 عربة دفع رباعي محمّلة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية.


وتواصلت "عربي21"، مع أحد أهالي العريش، وأحد طلاب جامعة سيناء بالعريش، للحصول منهم على شهادات ميدانية عن واقع العملية وما آلت إليه حتى الآن، إلا أنهما أكدا على عدم توافر المعلومات، وهروب الأهالي من مناطق الأحداث.

 

اقرأ أيضا: السيسي يكشف عن سبب غضبه خلال افتتاح حقل ظهر (شاهد)

والسؤال: هل طلب رئيس الأركان يعد اعترافا منه بفشل العملية؟ أم أن السيسي لم يحقق أهدافه السياسية من تلك الحرب بعد؟

وفي إجابته عن تلك الأسئلة، قال رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، إنه "لتحديد ما إذا كانت العملية العسكرية قد نجحت أم لا؛ لابد أن نعرف هدفها أولا".

الضابط السابق بالجيش، أوضح لـ"عربي21"، أن "حروب العصابات التي يواجهها الجيش بسيناء لها أساليب للمواجهة؛ ليس منها حشد عدد كبير من القوات بهذا الشكل"، متوقعا "عدم تحقيق هذه العملية أي شيء يذكر مع التمرد الحادث في سيناء، باستثناء توسيع الحاضنة الشعبية للقوى المناوئة للدولة".

وأضاف عادل: "ولذلك فهناك هدف آخر غير معلن لوجود هذه القوات في سيناء لم يتضح بعد؛ وهذا ما يجعلنا نعتقد أن تواجد هذه القوات هناك -مهما كان عددها الحقيقي- سيستمر حتى تحقق هدفها الأصلي أو تفشل في ذلك فتنسحب"، مؤكدا اعتقاده بأن الأمر له علاقة بفلسطين ودعم الصهاينة كعادة الجيش منذ زمن بعيد.

وقال الكاتب الصحفي أسامة الألفي، إن "سيناء أرض شاسعة وطبيعتها الجبلية تتيح إمكانية اختباء أية عناصر فيها، وممارسة حرب عصابات، ومن الصعب على جيش نظامي خوض حرب عصابات بأرض مجهولة لأفراده، وللنجاح في القضاء على هذه العناصر يحتاج لوقت أطول".

الألفي، أضاف لـ"عربي21"، أن عامل الوقت "لإنهاك تلك العناصر وإبقائهم بمخابئهم حتى تتنهي مؤونتهم من ماء وطعام مع محاصرة الطرق التي يتزودون عبرها بالإمدادات، فإذا كان يمكنهم الصبر على الغذاء لأسبوع أو اثنين إلا أن الصبر على الماء لا يمكن تحمله أكثر من 3 أيام وأمامهم في هذه الحالة إما الموت بمخابئهم أو القتال والمواجهة أو الاستسلام".

وأوضح، أن "المشكلة أن تنفيذ الأمر بهذه الصورة يحتاج وقتا طويلا، ولا نعلم مقدار ما يتوفر لهم من ماء وغذاء، لذا فقد تطول المواجهة؛ إلا لو استعان الجيش بأبناء سيناء العارفين لمسالكها ودروبها"، مشيرا إلى أنه "على الجيش إذا أراد إنهاء العمليات بسرعة كسب الأهالي لأنهم عانوا خلال 3 عقود من التهميش والمعاملة كمواطنين درجة ثانية، والتخوين".

وقال مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية الدكتور خالد رفعت، إنه بعد كل عملية من عمليات "سيناء 2018" يتم تقييم نتائجها بين الإيجابيات والسلبيات والتأكيد على الدروس المستفادة.

رفعت أكد لـ"عربي21"، أن مد العملية يتطلب وجود قوات عالية التسليح والتدريب بالمناطق المفصلية لسيناء، مطالبا بعدم تركها خالية يتوطن بها الإرهاب خاصة المنطقة "ج"، مضيفا أن الخطوة التالية هي الإسراع بالمشروع القومي لتعمير سيناء وتوطين 6 ملايين مصري بها بحلول عام2030.

وانتقد رفعت قول البعض بأن هدف العملية هو إخلاء سيناء وتسليمها، مؤكدا أن لديه معلومات عن مشروعات هامة بعد العملية، بينها مصنع إسمنت أبو زنيمة بتكلفة 220 مليون دولار، وينتج 22 مليون طن سنويا ويوفر 1500 فرصة عمل، ثم إعادة تشغيل منجم فحم المغارة بأيلول/ سبتمبر 2018.

 

اقرأ أيضا: هكذا أمنت مصر وإسرائيل صفقة الغاز.. ما علاقة عملية سيناء؟

وقال إن هناك خطة لزيادة أرصفة ميناء العريش لاستقبال 20 سفينة، وتشغيل أنفاق قناه السويس في 30 حزيران/ يونيو 2018 حيث يتم العبور من إفريقيا لآسيا بـ 3 دقائق، كما يتم إنشاء مزرعة سمكية بمياه بحيرة البردويل، وأخرى بمدينة الطور بجنوب سيناء.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال الكاتب الصحفي عبدالفتاح فايد، إن طلب رئيس الأركان من السيسي تمديد مهلة القضاء على الإرهاب في سيناء "كان متوقعا"، موضحا عبر صفحته بـ"فيسبوك" أن "معنى هذا أن الحرب ستظل مفتوحة لتؤدي دورها السياسي المطلوب وهو القضاء على الحياة السياسية"، مضيفا "أن تقضي على الإرهاب يعني أن تبث الروح في الحياة السياسية وهي خطر داهم على النظام الفاشي، وعندما يستمر ويعلو صوت المعركة ضد الإرهاب تستطيع إسكات كل الأصوات والزج بأصحابها خلف القضبان".



التعليقات (1)
ابن الجبل
الإثنين، 26-02-2018 07:18 م
كان يريد السيسي استخدام هذه الحملة العسكرية ونتائجها كدعاية انتخابية وان تنتهي قبل اجراء الانتخابات الرئاسية،