ملفات وتقارير

كيف يتخفى المطلوبون الفلسطينيون عن أعين مخابرات إسرائيل؟

مواجهات جنين- جيتي
مواجهات جنين- جيتي

قال أمير بوخبوط، الخبير العسكري الإسرائيلي، إن المطاردة الإسرائيلية المتواصلة خلف المطلوب أحمد نصر جرار من مدينة جنين بلغت ذروتها في هذه الأيام، بحيث تم اعتقال كل من له صلة به؛ من أجل تقييد الخناق عليه، وعدم منحه أي فرصة للتحرك، ومنعه من ممارسة حياته كعادتها.


وأوضح أن القوات الإسرائيلية العاملة في الضفة الغربية، بقيادة الجنرال عيران يانيف، تواصل تنفيذ عمليات البحث والتحري والاعتقال، ووضع الحواجز العسكرية، المؤقتة والدائمة؛ من أجل العثور على جرار، وقد شملت هذه العمليات جميع الوحدات والكتائب العاملة في المنطقة، ويبدو من الصعب عليها العودة إلى سلوكها الأمني الطبيعي في ظل بقاء المطلوب طليقا؛ خشية تنفيذه هجوما مسلحا جديدا.


وأشار بوخبوط، في مقاله بموقع ويللا الإخباري، إلى أن سلوك المطلوبين سابقا تمثل بالتستر في المغارات، والصخور الجبلية، والمباني المهجورة، البعيدة عن الازدحام السكاني، ويستعينون بمساعد واحد فقط، ويبتعدون عن استخدام الهواتف المحمولة، ويغيرون بطاقات هوياتهم، ويتنكرون كأناس مسنين، أو نساء يرتدين النقاب.


ويستدل على ذلك بالمطلوب الأبرز في المناطق الفلسطينية، إبراهيم حامد، القائد السابق لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الذي بقي مطلوبا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بين عامي 1998-2006، نظرا لمسؤوليته عن قتل عشرات الإسرائيليين، ورغم اغتيال معظم مساعديه، لكنه كان ينجح في الإفلات من الموت والاعتقال في الدقيقة التسعين، حين يتمكن من تضليل أجهزة الأمن، حتى أنها أسمته "الشبح".


واستدرك الكاتب: لكن حياة المطلوبين عام 2018 مختلفة عن سنوات سابقة؛ لأنهم يجتهدون في العودة لممارسة حياتهم الطبيعية، ويحرصون على عدم القيام بأي حركة مريبة قد تلفت الأنظار؛ ولذلك يبدو من الصعب على جهاز الأمن العام الشاباك وضع يده على خلية ليس لأعضائها سجل أمني "تخريبي".


ولكن منذ اللحظة التي تنكشف أسماء الخلية، تصبح المهمة الأمنية أكثر سهولة ويسرا، رغم أنها تبدو مهمة معقدة؛ لأن المطلوب قد يجد مساعدة من عناصر حماس المنتشرين في كافة مناطق الضفة الغربية.


وختم بالقول: تتركز خشية أجهزة الأمن الإسرائيلية في تخطيط هؤلاء المطلوبين المتخفين لتنفيذ هجمات مسلحة جديدة، ما يستنفرها للعمل بجميع الاتجاهات: تجنيد العملاء، وجمع المعلومات، وعمليات التحقيق، وفي ظل أن لدى السلطة الفلسطينية مصلحة أكثر من أي وقت مضى بعدم تنفيذ أي هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، فقد يسفر ذلك عن الحصول على أي معلومة أمنية قد تؤدي لمكان تخفي هذا المطلوب أو ذاك.

0
التعليقات (0)