هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن أول شعوب مارست الأعمال التجارية في العالم.
وعلى الرغم من أن قبائل البدو عُرفت بأنها ضمت أول التجار الرحل في تاريخ البشرية، إلا أن عددا من علماء الآثار دحضوا هذه الفكرة، مؤكدين على أن التجارة مُورست لأول مرة في العهد البرونزي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البدو كانوا قبل 4000 سنة يرعون الأغنام وينتقلون بين البلدان قاطعين مئات الكيلومترات بحثا عن العشب كطعام لأغنامهم.
اعتمد الباحثون في دراستهم على مجموعة من الآثار التي خلفها البدو الأوائل على غرار روث الحيوانات والعظام وبقايا الأسنان والنباتات.
وبعد ذلك، عُرف البدو بدورهم البارز في جلب البضائع الغريبة من أماكن بعيدة إلى مملكة ماري في بلاد الرافدين. نتيجة لذلك، يعتقد الكثيرون أن الفضل يعود إليهم في ازدهار حضارة العراق منذ 3000 سنة قبل الميلاد.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة من الباحثين قاموا بإجراء مقارنة بين آثار البدو الرعاة في القرن العشرين وآثار نظرائهم من البدو الأوائل، وأكدوا أن هناك اختلافا بين الإثنين.
واعتمد الباحثون في دراستهم على مجموعة من الآثار التي خلفها البدو الأوائل على غرار روث الحيوانات والعظام وبقايا الأسنان والنباتات.
ووفقا لتلك الآثار، استنتج الباحثون أن الرعاة الأوائل عاشوا في أماكن قريبة من المدن ولم يتجولوا بين المناطق البعيدة.
وفي هذا الصدد، قالت عالمة الآثار في جامعة بنسلفانيا، إميلي هامر، إن "هؤلاء الرعاة لم يقطعوا مسافات طويلة. ولذلك، من المرجح أنهم ليسوا أول من مارس التجارة الحقيقية".
وأفادت الصحيفة أن هذه الدراسة التي أجراها كل من إميلي هامر وعالم الآثار من جامعة نورث كارولينا، بن آرباكل، حول التجار الأوائل، أثارت نقاشا حول كيفية ازدهار الحياة الحضرية المبكرة.
وفي السياق ذاته، صرح عباس علي زاده من جامعة شيكاغو، وأستاذ في دراسة حياة شعوب البدو والرعاة الأوائل على غرار البختياريين، الذين قطنوا جنوب غرب إيران، أن "هامر وآرباكل مخطئان، ذلك أنهما لم يقابلا في حياتهما بدويا قط".
تجدر الإشارة إلى أن علماء الآثار اتفقوا على أن الرعاة الأوائل بدأوا في الترحال قبل عشرة آلاف سنة، خاصة بعد بداية الزراعة في الشرق الأوسط بقليل. في المقابل، اختلف العلماء حول ما إذا كانت هذه الرحلات موسمية بهدف البحث عن الثروة الخضراء.
بمجرد ظهور المدن الحضارية في جنوب بلاد الرافدين، تدفقت الأحجار الكريمة والمعادن والأخشاب إليها من أفغانستان وإيران ومنطقة الأناضول. وقبل 2000 سنة، بدأ أول نظام تجاري عالمي بين حضارة السند في بلاد الشام إلى غاية مدينة أور الغنية في جنوب العراق. مع ذلك، أشار عدد قليل من النصوص القديمة إلى طريقة نقل البضائع.
واستند العلماء في استنتاجهم إلى رحلات رعاة الأغنام الحاليين على جبال زاغروس، ومستدلين بوجود حفريات في القرى التي ذهبوا إليها.
ونوّهت الصحيفة إلى أنه بمجرد ظهور المدن الحضارية في جنوب بلاد الرافدين، تدفقت الأحجار الكريمة والمعادن والأخشاب إليها من أفغانستان وإيران ومنطقة الأناضول. وقبل 2000 سنة، بدأ أول نظام تجاري عالمي بين حضارة السند في بلاد الشام إلى غاية مدينة أور الغنية في جنوب العراق. مع ذلك، أشار عدد قليل من النصوص القديمة إلى طريقة نقل البضائع.
وأوضحت الصحيفة أن الرعاة الأوائل، من الأردن وسوريا وتركيا وإيران، عاشوا حتى قبل الميلاد بنحو 1000 سنة في المناطق المحيطة ببلادهم، وكانوا يعملون وكلاء لشحن البضائع.
في هذا الصدد، قامت عالمة الآثار من جامعة كيل الألمانية، شيريل مكارويتز، بتحليل مينا أسنان الأغنام والماعز، التي يعود تاريخها إلى حوالي 9000 سنة قبل الميلاد، في مناطق قريبة من عمان.
أردفت الصحيفة أن بعض النصوص التي عُثر عليها في مدينة "كول تبه" في منطقة الأناضول، والتي تعود إلى 1900 سنة قبل الميلاد، تؤكد على أن التجار وعائلاتهم نظموا قافلات من الحمير قطعت قرابة ألف كيلومتر بهدف نقل البضائع إلى مدينة آشور في العراق.
وتأكدت مكارويتز من أن هذه الأغنام كانت تأكل في مناطق قريبة ولم تبتعد كثيرا. ولكن، لسائل أن يسأل، إذا لم يكن البدو هم التجار الأوائل، فمن هم أول التجار الذين نقلوا البضائع؟
في هذا الإطار، بيّنت الصحيفة أن الاكتشافات الأخيرة في تركيا وسوريا وإيران وشمال العراق تؤكد على أن هناك العديد من المدن التي نشأت في الشرق الأوسط في العصر البرونزي. وقد استمرت حركة التجارة من خلال العلاقات الاجتماعية التي نشأت عبر الزيجات الملكية وبفضل التجار المتجولين.
وأردفت الصحيفة أن بعض النصوص التي عُثر عليها في مدينة "كول تبه" في منطقة الأناضول، والتي تعود إلى 1900 سنة قبل الميلاد، تؤكد على أن التجار وعائلاتهم نظموا قافلات من الحمير قطعت قرابة ألف كيلومتر بهدف نقل البضائع إلى مدينة آشور في العراق.
من جانبه، أكد الخبير في اللغة المسمارية في جامعة ميشيغان، بيوتر ميشالوفسكي، أنه "خلال ذلك العصر، كان هناك العديد من رجال الأعمال الذين يقومون بأعمالهم التجارية الخاصة".
وأفادت الصحيفة أن رحلات الرعاة الأوائل انطلقت خلال الألف سنة الأخيرة قبل الميلاد. في هذا الإطار، أشارت إميلي هامر إلى أن هؤلاء الرعاة ارتحلوا بالفعل لمسافات طويلة وعاشوا في الخيام، كما أن هناك دلائل على ذلك، بيد أن حركة التجارة العالمية بدأت قبل ذلك بكثير.
في المقابل، يرى بعض علماء الآثار عكس ذلك، حيث أن الرعاة الأوائل لهم الفضل في نشاط حركة التجارة العالمية، وقد ربطوا المدن الحضارية في ذلك العصر ببعضها البعض.
كما أكد هؤلاء على وجود علامات في بعض الأماكن الأثرية في صحراء النقب تشير إلى أن الرعاة استخدموا الحمير بحوالي 3000 سنة قبل الميلاد من أجل السفر لمسافة 100 كيلومتر.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن تحليل عظام وروث الحيوانات في الحفريات الجديدة في مدينة أور التي تقع في منطقة بلاد الرافدين، سيضع حدا لهذا النزاع بين علماء الآثار.