سياسة عربية

فصائل فلسطينية: وعد بلفور خطيئة القرن وسبب ضياع فلسطين

الفلسطينيون في الداخل والخارج يحيون مئوية وعد بلفور بالتأكيد على التمسك بحقوقهم التاريخية- جيتي
الفلسطينيون في الداخل والخارج يحيون مئوية وعد بلفور بالتأكيد على التمسك بحقوقهم التاريخية- جيتي

مع حلول الذكرى المائة لصدور "وعد بلفور"، الذي منح الحركة الصهيونية وطنا قوميا لليهود على أرض فلسطين المحتلة، فقد شددت فصائل فلسطينية على ضرورة محاسبة بريطانيا على "جريمتها المستمرة".

 

وتشهد مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والداخل المحتل مسيرات وفعاليات للتأكيد على حق الفلسطينيين بأرضهم التاريخية، وبأن "وعد بلفور" تسبب بنكبات متتالية لعدة أجيال.


المطالبة بالاعتذار


وبحلول الذكرى المئوية، طالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة البريطانية بـ"الاعتذار العلني للشعب الفلسطيني عن إصدار وعد بلفور، وتحمّل تبعات إصداره بتعويض الشعب الفلسطيني سياسيا وماديا ومعنويا، والاعتراف بدولة فلسطين".

 

اقرأ أيضا: هكذا يحيي الفلسطينيون مئوية وعد بلفور (فيديو)

 

وحمّلت في بيان لها الخميس "الحكومة البريطانية التي أصدرت وعد بلفور، والحكومات البريطانية اللاحقة بما فيها حكومة تيريزا ماي الحالية، المسؤولية الأساس عما لحق بالشعب الفلسطيني من تشريد ومعاناة متعددة الأشكال".


ولفتت الرئاسة إلى أنه "مما يثير الغضب؛ أن الحكومة البريطانية تصر رغم مطالبتنا لها باحترام مشاعر الفلسطينيين، على الاحتفال بذكرى إصدارها وعد بلفور، وذلك إمعانا منها في إشهار وتأكيد سياساتها الاستعمارية ضد شعبنا الفلسطيني".

 
خطيئة القرن


بدورها، أكدت حركة حماس أن "وعد بلفور يمثل انتكاسة إنسانية وخطيئة القرن"، موضحة أنه "بجرة قلم حاول مسح التاريخ وتغيير الثقافة وإعدام الإنسان الفلسطيني".


وأوضحت الحركة في بيان لها -وصل "عربي21" نسخة منه- أن الحكومة البريطانية "تجرأت بكل صلف وتجن على إعدام شعب كامل وإقامة وطن لشذاذ الآفاق على أنقاضه ودفن أحلامه"، مؤكدة أن "الوعد المشؤوم تسبب بمائة سنة من الظلم، والمعاناة والتهجير والهدم والاعتقال والحرق والقتل بالجملة، بحق الشعب الفلسطيني".


واتهمت "حماس" بريطانيا بالعمل منذ احتلالها لفلسطين على "تطبيق وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين متجاهلة حقوق الفلسطينيين سكان هذا الوطن وأصحابه"، موضحة أنها "سبب كارثة للشعب الفلسطيني، الذي ما زالت أرضه محتلة حتى الآن، وبذلك فتحت الأبواب في المنطقة للحروب والصراعات".


بريطانيا شريكة بالجريمة


من جانبها، أوضحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن بريطانيا "عملت على تحويل الوعد إلى وثيقة قانونية من خلال تضمين تنفيذه لبنود صك الانتداب الذي صدر عن عصبة الأمم في 1922".


وأضافت الجبهة في بيان لها الخميس أن بريطانيا "عملت على مدار ثلاثة عقود، على تعزيز الوجود اليهودي وتسهيل إقامة البنية التحتية للدولة الصهيونية واستمرار دعمها وحمايتها، في مقابل إضعاف وتفتيت الوجود العربي الفلسطيني، وتهيئة الأرضية لتهجيره عن أرضه، وعدم الاعتراف بحقوقه وأهدافه الوطنية".


وأكدت أن "الوعود العربية الكاذبة التي طالبت الشعب الفلسطيني الثائر ضد الاستعمار البريطاني بالخلود للهدوء والسكينة أمام الوعود البريطانية، كشفت أن السياسة البريطانية لم تكن تأبه أو تقيم وزنا لهذه الزعامات العربية الرجعية الخائنة".


أما حركة الجهاد الإسلامي فاعتبرت بدورها رفض بريطانيا تقديم اعتذارها للشعب الفلسطيني عن الوعد  بأنه "إصرار على جريمتها ضد الشعب الفلسطيني".


وطالب القيادي في الحركة أحمد المدلل في تصريح صحفي بـ"تقديم بريطانيا للمحاكمة الدولية، على ما اقترفته من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين"، موضحا أنه "ما زال الشعب الفلسطيني يعيش آثار ذلك الوعد" متهما بريطانيا بأنها "شريكة إسرائيل في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني".


يذكر أن هيئات فلسطينية في الداخل والخارج تنظم منذ أسابيع سلسلة فعاليات وأنشطة في فلسطين وعدد من الدول العربية والعالمية للتذكير بالمناسبة، تشمل مظاهرات ووقفات ومعارض تؤرخ للوعد وآثاره السلبية على الشعب الفلسطيني.

التعليقات (0)