سياسة عربية

هجمات مزدوجة من النظام وتنظيم الدولة على تحرير الشام بحماة

سمح النظام لتنظيم الدولة بالوصول إلى مناطق تحرير الشام- أرشيفية
سمح النظام لتنظيم الدولة بالوصول إلى مناطق تحرير الشام- أرشيفية

يستمر لليوم الحادي عشر على التوالي الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على مواقع خاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" بريف حماة الشرقي، بالتزامن مع هجوم آخر يشنه تنظيم الدولة على مواقعها أيضا على محور حماة - البادية، في ظل قصف جوي من النظام والروس.

ويبدو أن النظام لجأ إلى استراتيجية ضرب التنظيمين ببعضهما، بعد أن فشل في صد هجمات تنظيم الدولة وتحرير الشام الانغماسية، فترك عناصر تنظيم الدولة يصلون إلى مناطق سيطرة تحرير الشام، رغم أنه كان محاصرا بالكامل داخل ناحية عقيربات.

ووفقا لرؤية ناشطين وقادة ميدانيين، فإن الأمور ستكون أكثر سوءا فيما لو تواصلت المعارك، معتبرين أن الكثافة العددية والسلاح بيد هيئة تحرير الشام لن تكون كافية لصد هجوم التنظيم والنظام.

القيادي العسكري في "فيلق الشام"، عبد الرحمن العمر، قال في حديث لـ"عربي21": "إن تحرير الشام في موقف لا تُحسد عليه أبدا في الوقت الراهن، ويبدو أنه تم ترتيب خطة محلية برعاية دولية لإنهائها، وذلك عبر إضعافها عسكريا على يد عدة أطراف، أبرزها تنظيم الدولة، الذي يوازيها بل ويتفوق عليها في العديد والعتاد، واستطاع النظام تحقيق هدفه، مستغلا العداوة بينهما، وإتاحة المجال أمام التنظيم لتحقيق مكاسب لوجستية، في ظل حصاره وخسارته لأبرز معاقله في الرقة ودير الزور، وانحسار مساحة سيطرته إلى ما دون الربع".

 

اقرأ أيضا: تحرير الشام تدمّر البنية التحتية لمطار أبو الظهور.. لماذا؟

ويضيف: "هدف النظام من هذه العملية هو فتح طريق يصل دير الزور بحماة والساحل، بعد أن تقدمت قواته وسيطرت على مساحات واسعة من ريف دير الزور الشرقي ودير الزور المدينة، سبقها سيطرته على البادية السورية، متضمنة ريف الرقة وصحراء دير الزور الغربية، وصولا لتدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، وبدأ يخطط لشق طريق يربط المنطقة الشرقية بمراكز نفوذه الحيوي في الساحل، إلا أن امتداد سيطرة تحرير الشام شرقي حماة حال دون ذلك".

واستطرد قائلا: "تعتمد خطة النظام على التقدم غربا من عقيربات باتجاه الرهجان، التي تسيطر عليها تحرير الشام، ومنها قصر ابن وردان والقرى المحيطة به من الجهة الشمالية الغربية، وصولا إلى سهل الغاب على شكل ممر ضيق، سيعود النظام لتوسيعه لاحقا عبر هجمات في الشمال والجنوب، وبالتالي سيكون قد عزل مناطق شمال حماة وإدلب والمناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة وتحرير الشام عن مناطقه، وأمن ممرا استراتيجيا كان يتطلع إليه منذ زمن".

وعن الاستراتيجيات المطروحة لدى "تحرير الشام" لصد الهجمات على مناطق الشمال السوري، تحدث الناشط الإعلامي علي جليلاتي لـ"عربي21"، عن أنه لا وجود لأي استراتيجيات في الوقت الراهن، في ظل خلاف معظم الفصائل معها بعد الأحداث الأخيرة في إدلب، مضيفا "أن مناطق الشمال في خطر حقيقي الآن، وأن جبهة النصرة لن تصمد طويلا أمام الهجمات المتكررة والمتواصلة، وسيكون سقوط المناطق مدويا شرق حماة، وسيشكل خسارة كبيرة وضربة قاسمة، ليس للهيئة فحسب، بل للمعارضة كلها".

التعليقات (0)