كشف السياسي السوري، محمود الحمزة، في حديث مع "
عربي21"، عن تلقي عائلة أحد الجنديين الروسيين اللذين أسرهما تنظيم الدولة في مدينة دير الزور مؤخرا اتصالا يعتقد أنه من الاستخبارات الروسية.
وأوضح الأكاديمي المعارض للنظام السوري، والمقيم في موسكو، أن الاستخبارات الروسية طلبت من العائلة الهدوء والصبر، وأبلغتهم بأن ابنهم سيعود، كما قال.
والثلاثاء، نشر تنظيم الدولة، شريطا مصورا يظهر جنديين روسيين، قال التنظيم إنه أسرهما خلال المعارك في مدينة دير الزور.
وفور تداول الشريط، نفت وزارة الدفاع الروسية وقوع حوادث مرتبطة بعسكريين روس في سوريا، بحسب وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية.
لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، عاد وقال الأربعاء إن موسكو قلقة على مصير الجنديين الأسيرين اللذين أعلن عنهما التنظيم.
اقرأ أيضا : تنظيم الدولة يعلن أسر جنديين روسيين وموسكو تنفي (فيديو)
وفي تصريح نقلته "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية"، أشار بيسكوف، إلى أن معلومات الكرملين تبيّن أن أحد المختطفين روسي من "القوزاق الروس"، مضيفا أنها "معلومات غير مؤكدة، وغير رسمية".
وبينما وصف مراقبون التصريحات الروسية بـ"المتخبطة"، اعتبرها السياسي محمود الحمزة، "استمرارا للخط الإعلامي الروسي الذي يقلل من حجم الخسائر البشرية في سوريا".
وأضاف الحمزة: "السلطات الروسية لا تعترف إلا بمقتل 40 عسكريا، علما بأن مصادر مختلفة تشير إلى مقتل المئات من الجنود الروس في المعارك السورية".
من جانبه، أكد المحلل السياسي أسامة بشير، أنه تم التعرف على هوية العسكريين الروسيين اللذين تم أسرهما في دير الزور.
وبيّن لـ"
عربي21"، أن أحدهما من منطقة "القوقاز"، والثاني من جمهورية مولدافيا، موضحا أن الجنديين "يقاتلان في سوريا إلى جانب شركات أمنية روسية تابعة لوزارة الدفاع الروسية"، واستدرك: "لقد ظهر أحدهم وله لحية، علما بأن اللحية ممنوعة في الجيش الروسي".
وأشار بشير، المقيم في بلغاريا، إلى وجود شركات أمنية روسية عدة في سوريا، موضحا أن شركة "فاغنر" الروسية الأمنية هي التي تتولى تنسيق عمل هذه المجموعات على الأراضي السورية.
وتعد شركة "فاغنر" واحدة من أكبر الشركات الروسية العاملة في سوريا، ومسلحة بسلاح ثقيل (دبابات)، ومعظم مجنديها كانوا مشاركين في عمليات أوكرانيا، وتشكلت على أنقاض شركة "فيلق السلافيين" الأمنية المنهارة.
اقرا أيضا: روسيا تحدد موعد تسليم دير الزور بالكامل لقوات الأسد
وبحسب بشير، فإن غالبية المقاتلين في هذه الشركات، هم من الجنود السابقين، ومن أصحاب السوابق الجنائية.
وفي ذات السياق، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، صورا قديمة للجندي الذي يدعى "زابلاتوني رومان"، وهو يقوم بدفن رأس قتيل مفصول عن الجسد، وقالوا إن الصورة ملتقطة خلال مشاركة رومان في حرب الشيشان، وأشاروا إلى ارتكابه مجازر بحق المسلمين هناك، لكن لم يتسن لـ"
عربي21" التحقق من صحة الصور من مصادر رسمية.
وتعليقا على ما سبق، أكد الخبير العسكري العميد أحمد رحال، وجود شركات أمنية روسية في سوريا، مبينا أن "الجنود في هذه الشركات هم من المرتزقة، وتتراوح رواتبهم الشهرية ما بين 3 و5 آلاف دولار أمريكي، وغالبيتهم من العاطلين عن العمل ومن المسرحين".
وقال لـ"
عربي21": "لا تعترف بهم روسيا لأنهم مرتزقة وليسوا على قوائم وزارة الدفاع الروسية".