مقالات مختارة

سعوديون مع التطبيع!

حسين لقرع
1300x600
1300x600
بالموازاة مع تأكيد الدكتور أنور عشقي، في حديث لموقع "دوتشية فيليه" أن السعودية ستطبّع مع الكيان الصهيوني، انطلاقاً من أنها أصبحت معنية باتفاقية كامب ديفيد بعد "تسلّمها" جزيرتي تيران وصنافير، نشر سعوديون على موقع "تويتر" وسماً غريباً عنوانه "سعوديون مع التطبيع"، لم يخجلوا فيه من الدعوة جهارا نهارا إلى نفض اليد من القضية الفلسطينية والتطبيع الكامل مع الاحتلال!

هذا الوسم البغيض نضح بكميةٍ هائلة من الحقد على الفلسطينيين، حتى أن مغرّدين لم يجدوا حرجاً من تبرير قصف غزة فجر الثلاثاء الماضي وقال إنه استهدف مواقعَ حماس "الإرهابية"، وكأنَّ كتّاب هذه التغريدات صهاينة محتلون وليسوا عربا مسلمين يهمُّهم المرابطون في بيت المقدس وأكنافه!

ومن حسن الحظ أن هذا التيار المتصهْين الذي بات يتحدَّث بلا أدنى خجل عن "ضرورة" الإسراع بالتطبيع بذرائع "المصلحة"، و"الواقعية"... لا يمثل إلا أقلية قليلة من السعوديين وهو مدعوم من جهاتٍ رسمية لتحضير الشعب للتطبيع، وقد وُوجه بمقاومةٍ شرسة من غالبية السعوديين الذين نشروا بدورهم وسما بعنوان "سعوديون ضدّ التطبيع" ندّدوا فيه بخيانة فلسطين والأقصى والعمالة لقتلة أطفال غزَّة، وعبّروا عن رفضهم القاطع للتطبيع مع السفاحين الذين لم يتوانوا عن ارتكاب المذابح بحق الفلسطينيين طيلة 70 سنة من الاحتلال وتهجيرهم وابتلاعِ أراضيهم وتهويدِ مدنهم ومقدَّساتهم وحصارِهم والتنكرِ لأبسط حقوقهم...

هذا الوسم المبارك يؤكد أن الشعوب غير معنية بتطبيع أنظمتها مع الاحتلال، ولن تقبل الانخراط فيه ولو بقيت العلاقات قائمة عقودا طويلة، ويكفي أن نذكر بهذا الصدد مثَل الشعب المصري الذي رفض أيّ تطبيع شعبي مع الصهاينة منذ 38 سنة كاملة، وحاصر السفيرَ الصهيوني بالقاهرة منذ سنوات قليلة وكاد يقتله لولا أن النظام الانقلابي سارع إلى نجدته.

بقي فقط أن نتساءل عن موقف "هيئة كبار العلماء" مما يُطبَخ ويُحضّر، وهي التي سارع كبيرُها آل الشيخ منذ أسابيع قليلة إلى تأييد حصار أربع دول عربية لشقيقتها قطر العربية والمسلمة وزعمَ أن هذا الحصار الذي جاء في عزّ شهر الرحمة ولم تسلم منه حتى الماشية والإبل: "فيه مصلحة للمسلمين، وللقطريين أنفسهم؟!"، وما هو موقف السديس الذي وقف في التراويح أمام البيت الحرام ليدعو على القطريين بدل المجرمين الصهاينة، ويصفهم بـ"أهل الشقاق والعناد"، لأنهم عاندوا الدول الأربع ولم يرتضوا الرضوخ لرغبتها في فرض الوصاية عليهم وتجريدهم من سيادتهم واستقلالية قرارهم، ولم يقبلوا بتجريم حماس والتخلي عن دعم غزة؟ لماذا لا يدعو السديس الآن أمام الكعبة المشرّفة على من يدعو إلى التطبيع مع اليهود ويخذل فلسطين والأقصى ويعادي المقاومة الشريفة ويصفها بـ"الإرهاب"؟

لماذا تنمّر هؤلاء العلماءُ على قطر الشقيقة ولزموا الصمت الآن، مع أنهم مطالبون بتبيان الحق للعامّة وعدم كتمانه وعدم نبذه وراء ظهورهم، وبأنْ يجهروا به ولا يخافوا في الله لومة لائم؟ ما رأي هؤلاء العلماء في من يركن إلى الذين ظلموا ويلقي إلى اليهود بالمودّة ويتّخذهم أولياء من دون المؤمنين ويبتغي عندهم العزَّة؟

لماذا لم نعُد نُحسُّ منهم من أحدٍ أو نسمع لهم رِكْزا؟!

الشروق الجزائرية
2
التعليقات (2)
hamasa
الأحد، 02-07-2017 06:47 م
قبح الله سلمان و الأسرة السخوطية الهالكة عبيد عدو الله ( ترامب ) ، و قبح من رضي بهم حكاما و ملوكا في جزيرة العرب مهبط الوحي و منزل الرسالة . قاتل الله الملك العضوض و أداله و أزاله و أقام مكانه الحكم الراشد على منهاج النبوة . وصل النفاق والعبودية ودقديس الحاكم الى الكفر كم أنت وضيع حقير أتعظم بشر بصفات رب البشر ستقف بين يدي ربنا جل في علاه وتحاسب عليك من الله ما تستحق سلمان ما هو إلا عميل مخلص لأمريكا ينفذ مخططاتها في المنطقة ويدفع إليها أموال الأمة وكأنها ملك أبيه. ...لعنة الله عليه سي العنيزى هذا " أبو عنزة " أن هذه السيوف التي وصف بها هذا عجوزه المترهل سلمان ، لا سلمه الله ، كلها من خشب " المهند والفيصل والحسام والمعصوم والحتف والعطب والبارق والصمصام والمعصوم والقاطع .."لا تعمل إلا في أجساد الفقراء والمساكين ومن لا حول له ولا قوة كأطفال اليمن ونسائه أما العتاة الطغاة البغاة من أمثال ترامب والسيسي ونتن ياهو فسيوف صاحب " أبي معزة " تتحول أمام مكرهم وخبثهم إلى حرير أملس ناعم ..هذا المادح المنافق لو كان له حاجة عند الشيطان – حسب ما يظهر – لتنازل له عن الشرف والعرض وباع الجنة بجهنم ، بمثل هذا المنافق أبي معزة ضاع الأمر وانفرط لا أبا له ، ملأ الله جوفه قيحا وصديا ونحاسا مذابا ...شُلَّ لسانك وأركانك من قذر سافل، وشُلَّ لسان وأركان من سمح لك وصمت عليك ومن رضي بما قلت.. هذا من باب السخرية لا من باب المدح، فما زاد عن حده اقلب إلى ذده.. فمتى يفهم الجهلاء ذلك..؟؟؟
جميل
الأحد، 02-07-2017 09:16 ص
انا كنت في مكة يوم دعاء السديسي بمناسبة ختم القرآن ومن دعائه من لك يافلسطين ويبكي ونسي ان سيده ومولاه اشترا سلاح بالمليارات. واحسست بنفاقهم انهم منافقون وليسوا من الرجال علماء اخر الزمان