هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كتب خالد السليمان: في سوريا عاقب النظام السوري الفنانين الذين وقفوا إلى جانب الشعب السوري في مواجهة بطش النظام بالسجون والمضايقة وقطع الأرزاق..
إن العقل والتاريخ والعيان كلها تشهد أن المعين الأول للمستبد هو اللئيم الأعظم من الأمة ثم من دونه لؤما.. وهكذا تكون مراتب لؤمهم حسب مراتبهم في التشريفات..
المشهد اليوم بعد ما يزيد على أربع سنوات من اندلاع ثورات الحرية العربية يراوح مكانه عبر مجموع الأزمات التي تتخلله في أكثر من دولة عرفت ثورات شعبية أطاحت برأس الاستبداد..
إشكال أي حريص على وطنه مع الاستبداد ليس نابعا من إرادته العيش بكرامة وحرية فحسب، ولكن الإشكال الأكبر ينبع من آثار ما يلحقه الاستبداد من هدم لكل التفاصيل الحسنة..
قال أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن أسباب ارتفاع مؤشرات التطرف و"الإرهاب" بالمنطقة العربية تتمثل في الاختلالات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها هذه المنطقة..
عاود الإعلامي المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، إبراهيم عيسى، هجومه العنيف على الخلافة الإسلامية، ووصفها في أحدث مقال له، بأنها"كابوس"، وأنها لم تعرف العدل سوى 12 عاما من 1436 سنة، وفق مزاعمه.
منذ أن ذهبت سَكرة الحالمين بثورة وردية تنهي أكثر من مئة عام من الضعف والتحلل والهزيمة المقيمة والذل والتبعية والهوان.. حتى طفا إلى سطح المشهد يأس متجدد، وقنوط نادم، يرجو لو أن العرب بقوا في سباتهم يعمهون..
من العجيب أن يقع الإنسان الذي خلقه الله حرا كريما تحت نير الاستبداد والطغيان ولا يتألم لذلك فتحثه طبيعته السوية علي التخلص من التشوه النفسي الحادث جراء البيئة غير المواتية لفطرته واصل خلقته بالثورة والتغيير ومن أعجب العجب أن يدخل ذلك الإنسان في العبودية طوعا دون إجبار..
الوضع الاقتصادي والاجتماعي صعب في تونس، لكن أسوء ما يمكن أن يحصل هو التوزيع غير العادل للتضحية، طلب التضحية من الأقل دخلا ومضاعفة الامتيازات للأكثر دخلا.
يعلق ضحايا الاستبداد في تونس آمالا عريضة على مسار العدالة الانتقالية الذي تم تبنيه كطريقة لمعالجة مخلفات الفترة التي سبقت الثورة.
من الصعب الثبات على الموقف الأخلاقي في الحروب الأهلية وأزمنة الاضطراب العظيم، إلا أن هذه الأزمنة ذاتها تجعل من ذلك الصعب ضرورةَ بقاء بقدر ما تجعل ضرورات البقاء صعبةَ المنال.
كلامي اليوم ليس عن البديهي، بل عن أمر يبدو أن الناس اختلفوا فيه بشأن الثورات العربية. إنني أحاول في هذه السطور تقديم الحجة على أن أي ثورة على الاستبداد لا تستحق اسمها، ما لم تكن ثورة على الاستعمار في الأساس.
بعض الذين وجدوا أنفسهم فجأة في قلب ثورات شبابية شعبية مليونية في أكثر من بلد عربي قفزوا لتصدّر الثورات ليس بالدعم فحسب، وإنما أيضاً بمحاولة لعب دور قيادي في توجيهها والتأثير في القيادات الميدانية أو التي أوصلتها صناديق الاقتراع إلى مواقع الحكم الجديد.
(هذا شعب محب للاستبداد بطبعه) عبارة صار يتداولها كثير من اليائسين والمحبطين والساخطين عما آلت إليه الأوضاع في مصر، يمعن بعضهم في شتم الشعب ونعته بأشد العبارات قسوة وتحميله مسؤولية ما جرى من انتكاسات للديموقراطية..
نظام العسكرية يعني ألا تكون إنسانا، أن تكون بلا إرادة بلا قرار بلا كرامة، أن تتحول إلى آلة صماء وظيفتها الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر.
تمدّد مخالب الثورة المضادة في تونس لا تخطئها العين وهي تسعى اليوم لاستعادة كامل المجال الذي كان لها قبل اندلاع فجر ثورة الكرامة صبيحة 17 ديسمبر 2010..