هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حدث قتل جمال خاشقجي شكل صدمة بالغة، وجرحا نرجسيا عميقا، حول منظورات العالم المعاصر لمفهوم الدولة والقانون والعنف، وكشف أن الدولة العربية المعاصرة لا تزال تفكر بموضوعة السياسة والدولة بطرق عفا عليها الزمن، وأصبحت تاريخا للفلسفة السياسية، حيث تنمحي المسافة بين الدولة والعصابة
أغلب الأنظمة التي تحصل ضدها الثورات تنهار بعد زمن ليس ببعيد، المهم في الأمر أن الثورات الأولى، في الغالب، تشكل لحظة التأسيس أكثر من كونها الحدث الحاسم
وفق هذه المقاييس، نجد أن أغلب ما يسمى أنظمة الحكم في عالمنا العربي، ليست سوى عصابات حاكمة، لديها إعلام وفضائيات وسفارات وممثلون في الأمم المتحدة.. هم زعران الحارات بمظهر موديرن، حتى إن دول العالم الخارجي تتعاطى معهم..
التصدي للانقلابات بعد وقوعها مهمة عسيرة وشبه مستحيلة؛ لأن هذا الفعل يتطلب قوة موازية لقوة جيش الدولة، وهذا غير ممكن عمليا. إذن، أفضل طريقة للتصدي لهذا السرطان السياسي هي الوقاية منه قبل حدوثه. وهذا يتمثل في نزع فيل أية أزمة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية
مع مرور الوقت اتضحت الصورة أكثر، واتضح أن جميع مجالات الحياة ليست سوى وجه من وجوه السياسة، والرياضة، والغناء، والرسم، والتمثيل، والتجارة، والصناعة... كل هؤلاء مربوطون بحبل سري بأجهزة المخابرات، وغالبية من يتفوقون في هذه المجالات مرضي عنهم بشكل من الأشكال
منذ أحداث الربيع العربي وما تلاه وأنا أسأل نفسي هذا السؤال. وأخيرا وصلت إليّ قناعة أن الإجابة على السؤال هي نعم!!
كما يجب أن يكون معلوما أن النظام السياسي الذي لا يقوم إلا على القوة الأمنية والقبضة الحديدية؛ هو نظام هش بحسابات التاريخ والسياسة وموازين الدول، وذلك لأن الإحاطة الأمنية بالظواهر الإنسانية مهما توفرت لها كل الأدوات لن تستطيع أن تحصي التغيرات والمستجدات التي تطرأ على الشخصية الإنسانية
حكام "العرب" المعاصرون لا يريدونها عروبية ولا إسلامية ولا اشتراكية، ولا هذي ولا تلك، فالمجد لم يعد للفكر أو النظرية أو المعتقد، بل للفرد..
وقلت في شرح معنى "أيام معدودة" ختاماً: إن الزمن مهما طال قصير، وكل آتٍ قريب، ولا غالب إلا الله..
ما سبق هو مؤلم جدا، أن يتعاون أناس يفتقدون لأدنى مقومات الشراكة في اللغة أو التاريخ أو الدين أو الثقافة، ومؤلم جداً، أن يتعارك من يُفترض فيهم أنهم إخوة حسب تعاليم الرب الذي يوحدونه ويعبدونه ويرجون رضاه
لو قامت هذه الحملة بشكل مدروس، سيتراجع القراصنة عن قراراتهم، وإذا لم يتراجعوا فسوف يدفعون أثمانا فادحة، أقلها إغلاق باب الاستثمار الأجنبي في مصر، أما أفدحها فهو إهدار الأحكام القضائية المصرية أمام العالم كله، وهو أمر لو تعلمون عظيم
لأول مرة يكتشف أن الدستور، الذي ضاق به ذرعا، كأنه وضُع ليكون في خدمته في المرحلة المقبلة، وهو الذي قال إنه كُتب بنوايا حسنة!
مثلما احتاجت المنظومة إلى مقولة "الاستثناء التونسي" لتدير المسار الانتقالي بصورة تضمن عودة الوجوه والمصالح القديمة، فإنها قد احتاجت إلى فرض السردية البورقيبية باعتبارها "الخطاب الكبير"
إن أي تغيير ينتظر وقوعه في مثل هذا المجتمع المنخور يجب أن يبدأ تربويّ، وبصورة راديكالية عميقة تعزِل النشء شعوريّا عن الفساد المتأصل اجتماعيّا ونفسيّا، للحد من حجم مؤثراته التي تنتقِل من الآباء إلى الأبناء. وهذا يقتضي وعيا متوهِّجا من الآباء، ويقضي عليهم بأن يحيوا حياة مزدوجة.
نستطيع لو توافرت الإرادة السياسية الداعمة لتكوين عقل عربي، إسلامي، استراتيجي، جمعي يدعم بناء استراتيجية متكاملة تُحقق الأهداف والغايات الكبرى للأمة العربية والإسلامية
لكن هذه الثورة التي تفجرت في كل ربوع البلاد والتي انخرط في أتونها كل العباد، قد مثلت تغييرا نوعيا في مستوى الشعبية التي ميزت ثورات مصر في العصر الحديث والواقع المعاصر والمعيش، فلماذا كان هذا التغيير النوعي في مستوى العمق والشعبية لثورة 25 يناير 2011؟