هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كثيرا ما أسقط الباحثون في الحضارة الإسلامية هذا المسار التاريخي للعلاقة بين الدنيوي والمقدس في الغرب على نظيرها الإسلامي اليوم. فردوا الفوضى السياسية، من صراع طائفي وحروب أهلية مدمرة وغياب للعقلانية، إلى هيمنة الديني المطلق على البشري..
أحزاب الإسلام السياسي ليست الامتداد الطبيعي للمجتمعات التي تسيطر عليها أغلبية مسلمة، مثلما حاجج البعض. إذ إن "العالم الإسلامي" (وهي تسمية خاطئة) شهد، مثلما حدث في المجتمعات التي توجد فيها أغلبية مسيحية، فصلاً للدين عن السياسة أيضاً..
العلمانية ليست تيارا سياسيا، وإنما هي تيار فكري، ما يعني إمكانية تشابه القومي واليساري والليبرالي في تبنيهم لأفكار ومقولات العلمانية، فهذا هو العامل المشترك في تبني مبادئ العلمانية والدعوة إليها، على ما بينهم من اختلاف في الأفكار والأيدلوجيات الخاصة بكل اتجاه منهم..
هل ستسهم الأحزاب الأوروبية في تنظيم الحياة السياسية في الاتحاد الأوروبي، باعتباره تجاوزًا تاريخيًا للدولة/ الدولة القومية، وخطوة على طريق طويلة وشائكة قد تفضي إلى أممية ديمقراطية، أو عالم ديمقراطي، أو إلى علاقات ديمقراطية سلمية وعادلة بين الدول، في الحدود الدنيا؟
التناظر الذي أثبته لا يعبر عن عقيدة ذاتية ـ دون أن أنكرها ـ بل عن بيان ما قال القرآن نفسه إنه عين ما يبين أنه حقيقة في فصلت 53. وبهذا المعنى يصح وصف القرآن بكونه استراتيجية توحيد الإنسانية بمبدأين: 1 ـ الأول هو الأخوة البشرية كما عرفتها النساء 1، 2 ـ الثاني هو المساواة بين البشر كما عرفتها الحجرات 1
تتخذ في أوروبا جماعات وأحزاب اليمين المتطرف عموماً موقفاً مضاداً من تعزيز الوحدة الأوروبية، بل على النقيض من ذلك تميل إلى تعزيز القوميات القطرية، كما ترفض أحزاب اليمين المتطرف الهجرات إلى أوروبا وتميل إلى منعها والتقيد على المهاجرين الذين تعتبرهم خطراً ديموغرافياً عليها،
وفقا لمراقبين فإن غالب العلمانيين في الأردن يتحاشون الدعوة إلى أفكارهم بصورة واضحة ومباشرة، وعادة ما يقدمون أفكارهم عبر تبني أفكار التيار المدني، ويبتعدون عن التصريح بمبدأ فصل الدين عن الدولة وفق ما تطرحه العلمانية، ويختارون عوضا عن ذلك التحذير من كل صور استغلال الدين وتوظيفه لمآرب سياسية وشخصية.
كل حزب سياسي رهين الشروط التي تشكل فيها، ورهين بنيته الأولية، لذلك كانت دراسة الأحزاب من طريق المقارنة والاستقراء لا تتوصل سوى إلى نموذج أو عدة نماذج لا تمت إلى الواقع إلا بصلات ضعيفة، لا بحكم اختلاف شروط نشأة الأحزاب واختلاف رؤاها وبرامجها، على ما بينها من تشابه، فقط، بل لاختلاف شروط الممارسة العمل
عُقدة العُقد عند الغرب هي أنه لا يقبل ولا يتحمل أن يرى الإسلام يحكم ويعطي التشريعات، ويلهم المواقف والسياسات، داخليا وخارجيا. فهذه في نظر الغرب “جريمة” تحاول بعض الحركات الإسلامية تنفيذها مع سبق الإصرار والترصد! فلذلك عمل الغرب طويلا على إبعادها والحيلولة دون وقوعها.
يلفت بوبيرو إلى خطأ الخطاب الذي يروج لفكرة مفادها أنه بقدر ابتعاد المرء عن المعتقدات والشعائر الدينية بقدر ما يكون علمانيا. ويوضح أن هذا الخطاب يعززه الانطباع بوجود تنازعات بين العلمانية والعقائد الرسمية للأديان، وهذا غير صحيح..
وفقا لباحثين فإن كثيرا من تيارات الإسلام السياسي في حراكها السياسي، ومشاركاتها السياسية تتبنى منظومة فكرية وسياسية مبنية على الفقه المقاصدي، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والنظر في مآلات الأقوال والأفعال، واستحضار فقه الاستضعاف لعدم توفر شروط التمكن والاستطاعة في كثير من الأحوال والظروف.
وثق الجلاصي للحظة مطالبته بقيادة جماعية داخل النهضة تحت إشراف الشيخ راشد الغنوشي، قبل أن يضطر لمغادرة التنظيم، بعد أن لاحظ تضاؤل فرص الإصلاح من الداخل، واستمرار العطب القيادي، ومحدودية الرهان على حسم قضية التداول القيادي داخل هذا التنظيم.
بدأت تظهر في الساحة العربية نماذج من هذه العلمانية الطفيلية التي جعلت من عناوينها الرئيسة السخرية بالقيم الإسلامية ومواجهة الثوابت الدينية وفي نفس الوقت التحريض لاستئصال الحركة الإسلامية وكل مكونات الجبهة الدينية..
إنّ هذا المصنّف الحامل لعنوان "محدودية المنهج في كتب التّفسير"، يروم الاهتمام بمفهوميْن أساسييْن في كتب التّفسير هما: مفهوم التّرادف ومفهوم الإعجاز لما يتميّزان به من أهميّة في تحديد الوعي الدّيني وما آل إليه من ضبابيّة وعموميّة يُشجّعان على التّقليد والرّضا بما قاله السّلف..
الاقتراب من الحكام له ضوابط شرعية لا يجوز إهمالها، من ذلك أن يكون العالم متحليا بعزة الإسلام لا بذل التبعية والخضوع لصاحب السلطة الدنيوية، وهذا لا يتحقق في زماننا إلا بقوة المؤسسة الدينية؛ لأن العزة للأفراد غير متحققة في زماننا"..
هذا الكتاب بالغ الأهمية، لكل من يريد أن يُلِم بتطور مصر، السياسي والثقافي، منذ حقبة محمد علي، وحتى نهاية حقبة الناصرية. وإن كان من الأفضل أن تُجري دار النشر تعديلات طفيفة في الداخل، بعد مرور نحو نصف قرن على صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب..