رغم توقف الحراك في الشارع المصري خشية العصا الأمنية الغليظة، إلا أن النظام المصري يواجه هذه الرياح الديمقراطية الجنوبية والغربية التي لا تستأذن في الدخول..
معركة الديمقراطية في العالم العربي ممتدة، ولا تزال تنتظرها الكثير من المحطات والتضحيات، وما حدث في الموجة الأولى والثانية للربيع العربي هو مجرد خطوات أولى؛ صحيح أنها لم تصمد كثيرا أمام الثورات المضادة، لكنها أثبتت القدرة على التغيير..
تظل احتمالات إتمام الانتخابات في موعدها مشكوكا فيها، كما تظل احتمالات القبول بنتائجها - لو تمت - ضعيفة، فالغرب الليبي لن يقبل بفوز خليفة حفتر حتى لو وصل الأمر لحرب جديدة، ولن يستطيع حفتر دخول طرابلس، بينما هدد هو (أي حفتر) صراحة برفض النتيجة حال خسارته، وهذا يعني جولة عسكرية جديدة أيضا
الذي أثار تندر الكثيرين هو تصريحات رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن بعد لقائها السيسي على هامش مؤتمر باريس حول ليبيا يوم الجمعة الماضي، والتي أعلنت فيها عن حاجة بلادها لنقل التجربة المصرية، أو ما وصفتها بقصص النجاح الاقتصادية والأمنية في الفترة الأخيرة..
جنى المرزوقي ثمار نضاله مع كل المناضلين عام 2011، بانتصار الثورة التونسية، ووصوله إلى الحكم، وها هو اليوم يخوض معركة نضالية جديدة في أواخر عمره لينقذ بلاده وشعبه من هذا الانقلاب البغيض..
حبل سري يربط الانقلابين في مصر والسودان، ظهرت مؤشراته في الدعم المصري المبكر للمكون العسكري السوداني بعد توقيع وثيقة المرحلة الانتقالية، وظهرت في اللقاءات المتعددة والمكثفة التي تركزت مع المكون العسكري طيلة الفترة الماضية، وظهرت أخيرا في تواصل المخابرات العامة المصرية مع القيادة العسكرية السودانية..
يبقى ملف لم الشمل والمصالحة الداخلية، واستعادة ثقة الشباب، وتطوير التحالفات مع الأصدقاء؛ من أهم الملفات التي ينبغي تسريع الجهود بشأنها، ومتابعة تنفيذها بشكل حثيث من نائب المرشد والهيئة العليا للجماعة
جماعة بهذا الحجم والانتشار تؤثر ليس فقط على أعضائها، بل تمتد تأثيراتها الإيجابية أو السلبية على عموم المجتمعات التي تنشط فيها، وبالتالي يصبح من حق هؤلاء الذين يتأثرون بأدائها أن يدلوا برأيهم في هذا الأداء
لم يكن الشاذلي مجرد قائد عسكري كبير حقق النصر المستحيل لوطنه المثخن بجراحات وانكسارات أربع هزائم سابقة، لكنه كان فوق هذا مفكرا استراتيجيا، وأيضا مفكرا إسلاميا..
لقد فشلت تلك المعارضة بشقيها الداخلي والخارجي في التوحد على أهداف الحد الأدنى خلال السنوات الثماني الماضية، وهو ما شجع النظام على المزيد من القمع والانتهاكات، أي أن المعارضة بتفرقها وخلافاتها تتحمل جزءا من المسؤولية الأخلاقية عما يتعرض له السجناء ويدفعهم للانتحار..
حديث المصالحة في مصر يظل حديثا افتراضيا حتى اللحظة، ترغب فيه أطراف كثيرة يهمها مصلحة الوطن والشعب، لكن كرة المصالحة بشكل أساسي بيد النظام الحاكم الذي لا يمل من إرسال رسائل متضاربة، حسب تغيرات الأوضاع الإقليمية والدولية..
هذه الصيحات تبدو تفكيرا رغائبيا لأصحابها، ونوعا من الثأر والمكايدة السياسية، ولا تعبر عن واقع حقيقي لتجذر التيار الإسلامي (والذي لا يقتصر على الإخوان المسلمين) في عموم دول المنطقة، حتى وإن تعرضت الكثير من تجاربه للفشل أو الإفشال..