كان واضحا أن النظام حاول من البداية التمييز بين الإخوان وباقي الحركات والجماعات الإسلامية الحركية، لكن غالبية هذه الحركات والجماعات رأت أن الانقلاب لم يتم على الإخوان أو الرئيس المنتمي إليهم فقط، بل هو انقلاب على الثورة والمسار الديمقراطي الذي سمح لهذه الجماعات بحرية الحركة لأول مرة..
الحديث عن عجز التيار العلماني عن تنظيم صفوفه لا ينطلق من حالة شماتة سياسية بل من رغبة حقيقية في تنظيم هذا التيار لقواه الحية، ليمثل إضافة حقيقية لمعركة التغيير والديمقراطية، وتوظيف الطاقات العاطلة فيه وهي كثيرة لصالح الوطن، وخاصة أنه في غالبه يرفض حتى الآن الانضواء في مظلة مشتركة مع الإسلاميين
حتى هذه اللحظة تقتصر أحكام الإعدام وتنفيذها على الإسلاميين بمختلف مدارسهم، لكن هذا لا يعني أنها ستتوقف عند حدودهم، فالصمت عليها لأي سبب يحفز النظام على إصدار المزيد منها، وهذا المزيد لن يقتصر على فئة بعينها..
في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى توحيد صف أبنائها وحشد كل طاقاتها لمواجهة الأزمة المصيرية الخاصة بشريان الحياة (نهر النيل)، فإن النظام الحاكم يواصل خطواته لنشر الكراهية و"المكارثية" في البلاد..
في لحظات التحول الكبرى يكسب من جهز نفسه للتعامل معها، وفي الحد الأدنى يستطيع تخفيف خسائره، ويكون قادرا على التعامل مع تداعياتها، أما أولئك الذين يقفون مشلولي الحركة في انتظار التغيير فإنهم سيكونون حتما وقودا له
الوساطة القطرية قد تتمكن من توفير ورقة التوت التي تستر كل الأطراف، فنظام السيسي افتقد كل الأوراق بعد أن ألقى بآخرها وهي المناورات العسكرية التي سمحت بنقل القوات العسكرية المصرية إلى الحدود الإثيوبية مباشرة، ولكن يده أصبحت مغلولة عن توجيه ضربة عسكرية..
فارق كبير بين الموقف الشعبي المصري الراسخ الداعم للنضال الفلسطيني والرافض للتطبيع منذ 44 عاما، وبين موقف نظام سياسي اغتصب السلطة بدعم صهيوني، وليس متوقعا منه أن يعض اليد التي ساعدته والتي لا تزال قادرة على معاقبته
هل تراجع شيخ الأزهر عن المواقف الفقهية التقليدية للأزهر تجاه هذه القضايا تحت الضغوط السياسية؟ أم أنها جاءت نتيجة بحوث علمية في مؤتمرات وورش نظمها الأزهر بمشاركة كبار فقهائه، كما قال الشيخ نفسه تنفيذا لدعوته لاجتهاد جماعي منذ العام 2015.
يراهن صناع هذه الدراما ومن يقف خلفهم على إمكانية نجاحهم في التلاعب بعقول المصريين، وتزييف وعيهم، وصناعة الصورة التي يريدونها، وربما حققوا بعض النجاحات الجزئية المؤقتة في مسعاهم، لكنهم سيصطدمون في النهاية بحقائق التاريخ. فهذه الأوهام المصنعة لن تصمد كثيرا بعد انتهاء السلطة الحالية
منذ الأيام الأولى للاعتصام كان هناك حرص من سلطة الانقلاب على التعتيم الإعلامي الكامل على الاعتصام ومنع وصول وسائل الإعلام إليه وعدم تمكينها من نقل وقائعه، وفي الوقت نفسه نشر وبث أكاذيب كثيرة حوله
ضد التطوير بطبيعة الحال، ولكن المهم أن يكون التطوير لصالح الشعب ووفق أولوياته الملحة، ووفق دراسات جدوى حقيقية، بينما نحن أمام حاكم لا يؤمن أصلا بدراسات الجدوى ويقول إنه لو توقف عندها فلن ينجز شيئا
الأوضاع القمعية العامة في مصر حرمت الكثيرين من الترشح إما لوجودهم في السجون أو لخوفهم من اللحاق بزملائهم المحبوسين، والسلطة التي حاولت تعطيل الانتخابات وافقت على مضض على إجرائها بعد أن تيقنت أن مخرجاتها لن تكون بعيدة عنها..