نحن في هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الأمة تناهشتنا قتالات ودماء لها و ليس لها آخر، وما تلك المناظر البشعة في التنكيل والقتل و الترويع إلا نتيجة لعدم اصطلاح الأمة اليوم على منهجية متفق عليها للتعامل مع الاختلافات و الصراعات.
إن ظاهرة التلاعب بأوراق العنف تتصاعد بصورة خطيرة، والتعويل على المساندة الخارجية غير مجدٍ دون الإدراك العميق لاستراتجيات المصالح الدولية والقدرة على نسج خيوط المصالح في هذا المحيط المضطرب مع الحفاظ على جميع التوازنات.
لأننا في عصر الصورة والإعلام فإن الحاجة ماسة إلى تربية إعلامية لتحصين الأجيال من الرسائل الهائلة الهادفة إلى تضليل الوعي، كما نحتاج إلى تمكين الأجيال الصاعدة من القدرة على الاختيار السديد للرسالة الإعلامية النافعة وكشف طريقة التلاعب بالعقول وتزييف الحقائق..
ليس ارتفاع وتيرة الانتهاكات، التي تشهدها الإمارات في الآونة الأخيرة، إلا نماذج ماثلة للعيان للفجور في الخصومة، بواسطة المبالغة في العقوبات التي تفرضها على الناشطين الحقوقيين والإصلاحيين المعتقلين منهم والمقيمين خارج الدولة.