ليس هنالك في ظاهر الأمر أي وجه صلة بين إضرابات الممرضات في بريطانيا واجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. إلا أن الحدثين ينطويان على بعض مفارقات هذا العهد المتأخر من تاريخ "اللا-نظام" النيوليبرالي العولمي المترنح. ذلك أنه لم يسبق للممرضات في بريطانيا أن خرجن للإضراب في الشوارع على الإطلاق.
طول الاعتياد يضعف الانتباه ويحد من القدرة على الملاحظة، ولهذا فإن الزائر قد يرى ما لا يراه صاحب البيت، كما أن السياح يلاحظون في العادة أشياء، وتلفت أنظارهم تفاصيل لا يكاد يشعر بها أبناء البلاد.
اعترضتني في بداية إقامتي في أمريكا، منتصف الثمانينيات، مشكلتان "ثقافيتان". الأولى هي انعدام القهوة القوية الفوّاحة! قضية مصيرية ربما يأتي حديثها في فرصة قادمة. أما المشكلة الأخرى فهي أنه لم يكن في البلاد عهدئذ وجود لكرة القدم. كان الفقد مؤلما ولا عزاء باستثناء صفحات الرياضة في لوموند والشرق الأوسط اللتين لم يكن يقرأهما في مكتبة الكلية سواي. لهذا كانت العودة إلى أجواء كرة القدم من ألذ مباهج الاستقرار في لندن. على أن مفاجأة طريفة حصلت لي عندما وجدت صدى لمواجع الفقد الكروي هذه عند مصدر فكري رصين.
كان الإغريق يؤمنون بآلهتهم وأساطيرهم ولا يؤمنون، حيث كان علية القوم يرون حينا أن الأسطورة هي أساس الحقائق الفلسفية، وحينا آخر أنها تحريف خفيف لهذه الحقائق.
تاريخان اثنان يلخصان مأساوية المصير المظلم المفزع الذي صرنا نحن البشر مقبلين عليه أو ماضين إليه دون أي رغبة في التفكير فيه، ناهيك عن الاستعداد لمواجهته وعمل ما يلزم لدرء مخاطره الداهمة. الأول هو 28 يوليو، والثاني 15 نوفمبر. كل منهما يؤكد الآخر ويكمله ويواطئه على إغلاق دائرة القدر البشري. ومن الطريف أنه يبدو كما لو أن هذين الرقمين قد تحالفا لمناقضة البيت الشهير “إن كان يوليو في الشهور كبابنا فشفيع يوليو، في الشهور، نوفمبر” الذي اختزل به الشاعر الجزائري مفدي زكريا تاريخا وطنيا من الانكسار والانتصار.
لست أدري إذا كان معظم الناس يشاهدون نشرات الأخبار وبرامج شؤون الساعة على التلفزيون مشاهدة اندماجية (من الألف إلى الياء) أم انتقائية (بمفاضلة بين الفقرات حسب الميول والاهتمامات)..
يرجّح العارفون بالشأن الروسي، أن نظام بوتين أخذ يحاول تهيئة الرأي العام الداخلي لتقبّل ضرورة تقليص أهداف «العملية الخاصة» في أوكرانيا ووقف القتال، بعد أشهر أو ربما عام، في إطار مفاوضات تؤكد المصادر الاستخبارية الغربية أنها قد بدأت بين روسيا وأمريكا بشأن مخرج سياسي، يحتفظ بموجبه الكرملين ببعض الأراضي
قبيل انضمام بولندا وتشيكيا والمجر إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1999، سئل أستاذ العلاقات الدولية الفذّ ستانلي هوفمان، عقب محاضرة ألقاها في تشاتهام هاوس في لندن..
ليس من القابل للتصور أن تتوهم أي دولة أن في استطاعتها أن تكون أشد من أمريكا عطفا وحدبا على الولد الإسرائيلي المدلّل. ومع ذلك فإن هنالك من يتوهم ويتنطّع. وقد قدم جون كيري الدليل على أن أمريكا تغتاظ من هذه المزايدات المجانية..
هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها منظمة العفو الدولية، منذ تأسيسها قبل أكثر من ستين سنة، على تسمية النظام السياسي والقانوني الإسرائيلي باسمه الصحيح: نظام فصل عنصري (أبارتهايد). لكن لسائل أن يسأل: ما الجديد؟..
كان الإذاعي السوداني القدير الشاعر المجيد أيوب صدّيق هو من نبّه بعضنا، أيام الزمالة الأخوية الجميلة في إذاعة البي بي سي، إلى وجوب الاطّلاع من حين لآخر على ما تنشره أسبوعية جويش كرونيكل، لسان حال يهود بريطانيا. وظني أنه يصدر في ذلك عن موقف مجانس لموقف جريدة «القدس العربي» التي تدأب يوميا على نشر مقتط
اختارت النيويورك تايمز أن تحوصل أبرز أحداث 2021 واتجاهاته وشخصياته في إحدى وأربعين قصة انكبّت على كتابتها كتيبة من جيشها الصحافي العرمرم. وتتعلق هذه القصص، المستوحاة من أهم الأحداث التي استأثرت بالنقاش الواسع في وسائل الإعلام، بمسائل مثل: العنف في أمريكا، نظرية العرق النقدية، مستقبل العمل ووظائفه..
أول من لفت انتباهي إلى مخاطر التكنولوجيا الرقمية والعوالم الافتراضية على حرمة الحياة الشخصية (ما يسمى عادة بـ"الخصوصية") وعلى حرية التفكير، وحتى على استقلالية الكيان الإنساني، في هذا الطور المتأخر من عصر الحداثة الفائقة، هي إيمّا كار. كان ذلك عام 2014 لما ترقت هذه السيدة الإنكليزية اللامعة من باحثة
شهدت هذا الأسبوع الندوة التي عقدت في تشاتهام هاوس مع السياسي الفرنسي ميشال بارنيي بمناسبة صدور النسخة الإنكليزية لكتابه عن مفاوضات البركسيت. وقد صدر الكتاب في الأصل الفرنسي بعنوان..