على منصة مؤتمر "إيباك"، ظهر الفتى الذي كان فلسطينياً. حضر في مقابلة للحديث بين يدي جماعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة في حدثها السنوي الأكبر. أتى في مؤتمر "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" ليقول ما سبق أن قاله مراراً وتكراراً عبر سنوات خمس خلت بأنّ الاحتلال على حق.
لا تبدو فلسطين المحتلة اليوم هي "دولة اليهود" التي نادى بها تيودور هرتسل، أو هكذا على الأقل بالنسبة لقطاعات من الشباب الإسرائيلي الذين أدركوا أن مسعاهم لتحقيق الذات متاح في بقاع بعيدة.
أثمان فادحة دفعها مسلمو أوروبا منذ مطلع القرن الحادي والعشرين. فقراءة الجرائم والاعتداءات ضمن سياقات ثقافية أو دينية؛ ألقى بهم في دائرة المساءلة بعد كل حلقة من سلسلة الأحداث الصادمة والتطوّرات الحادّة التي عرفتها بلدان أوروبا.
لا تبدو فلسطين المحتلة اليوم هي "دولة اليهود" التي نادى بها تيودور هرتسل، أو هكذا على الأقل بالنسبة لقطاعات من الشباب الإسرائيلي الذين أدركوا أنهم مسعاهم لتحقيق الذات متاح في بقاع بعيدة. فبعد اثني عشر عقداً من انطلاق المشروع الصهيوني من
ماذا يعني أن تحتشد عدّة ملايين حول العالم في يوم واحد من أجل غزة، بعد شهرين تقريباً من التظاهر؟ المغزى أنّ غزة أصبحت أيقونة الأمم، وأن فلسطين لم تعد وحدها في الشقّ الجماهيري من معادلة الصراع.
"أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد، اضرب، .. واو". هذا ما يحدث داخل المدرعات المحصّنة المتراصّة على تخوم قطاع غزة. ومثل هذا يجري في غرف متوارية عن الأنظار، تدير أسراب الطائرات المسيّرة التي تطوف الأجواء بحثاً عن فرائسها. ومن فيض هذه المشاهد تلتقط دعاية الاحتلال ما تراه الأنسب لتلقيم مراسلي الإعلام به..
إنها حرب من نوع آخر، أسلحتها التعبير الرمزي المصوّر، وجيشها خبراء ورسّامون وناشطون في الشبكات. تتفاعل هذه الحرب أسبوعاً بعد أسبوع وتتزايد ضراوةً وتأجّجاً، وتتجنّد لها أذرع الترويج الممتدّة حول العالم.
شرعت دعاية الاحتلال في قصف غزة منذ اصطناعها مشهد الأمهات الباكيات وتمريره عبر العالم ليفترش صدارات الصحف. بدا مفاجئاً هذا الاستصحاب الخاطف للدموع وربطه المتسرِّع بغزة وتحميلها المسؤولية عن عملية الخليل. لم يكن مفهوماً تماماً كيف قويت أمّهات ثلاث على الانخراط في جولات دعائية حملتهن إلى قلب أوروبا، ليتحدّثن أمام الإعلام العالمي ومجلس حقوق الإنسان، رغم انشغالهنّ المُفترَض بخيوط الأنباء عن أولادهن.
كانت بكائيات ذوي المجندين الثلاثة منذ فقدهم في منطقة الخليلبمثابة نقطة البدء لدعاية العدوان الحربي الجديد على غزة. فمنذ أن بالغت أبواق دعائية ومنابر إعلامية في إبراز البكائيات عبر العالم، اتّضح أنّه المنحى التبريري الاستباقي المعهود الذي يستعمل الدموع لتسويغ العدوان الآتي.
منذ أن قضمت روسيا شبه جزيرة القرم خلسة من أوكرانيا، صعد الاهتمام باستراتيجيات الصراع والحروب الباردة. لقد أدرك الأوروبيّون بين عشية وضحاها أنّ تخوم قارّتهم مكشوفة من الشرق في وجه تهديدات حسب بعضهم أنّها ولّت ولن تعود.