لم تكن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق منازل المقدسيين في وادي الحمص وصور باهر حدثا استثنائيا، فالجرائم الاحتلالية في القدس تحديدا هي حدث يومي..
عندما يصبح الصراع المركزي هو بين الدول العربية نفسها، تتضاءل الصراعات الأخرى، ويصبح السعي لإرضاء كل الأطراف الأخرى مقدما على المصالح العربية، بل على مصلحة الدولة نفسها في بعض الأحيان..
هل هناك مخاوف على الثورة السودانية العظيمة من أن تقتل في مهدها؟ نقول بدون تردد إن هذه المخاوف موجودة وحقيقية، وبصورة يستطيع أي متابع من بعيد أن يراها واضحة دون تفكير طويل!
لا جديد في عدوان الاحتلال على غزة خلال اليومين الماضيين، فالعدوان والعنف والقتل هو أمر متوقع من الاحتلال بحكم طبيعته العنصرية والدموية، وهي طبيعة يفهمها الفلسطيني الذي يكتوي بنار هذا الاحتلال منذ عقود، ويفهمها أيضا العربي الذي لا يزال على "عربيته"، ويفهمها الإنسان الذي لا يزال يحتفظ بإنسانيته وآدميت
حتى نوسع دائرة الفهم لطبيعة الصراع، لا بد لنا من قراءة تاريخ تأسيس "الدولة الوطنية" أو دولة "ما بعد الاستعمار" في المنطقة، لأن الصراع مشتق، في حقيقة الأمر، من طبيعة هذه الدولة وسياقات تأسيسها في البدايات..
لم ينته الصراع في السودان بسقوط الرئيس المخلوع عمر البشير، بل إن ما يجري الآن هو بداية مرحلة جديدة من الصراع داخل هذا البلد الكبير والمعقد بتركيبته السياسية والسكانية، والأهم أنه صراع "عليه" بين قوى داخلية وخارجية متناقضة..
لا يمكن قراءة الأحداث في المنطقة العربية بمعزل عن بعضها، ومهما حاولت وسائل الإعلام ومنظرو "الهويات القطرية" ترويج انتهاء أحلام العروبة فإن الواقع يثبت فشل هذه التنظيرات..