إن تسوية الملعب السياسي في الجنوب لصالح لاعب وحيد هو المجلس الانتقالي، وتمكينه وفقاً لاتفاق الرياض الجديد من الاستحواذ على القرار السياسي في السلطة الشرعية، ليس إلا خطوة تأسيسية تسبق على كل حال الترتيبات النهائية..
تجميع القيادات قد يكون من بين أخطر أهدافه هو وضع هذه القيادات تحت السيطرة المباشرة، بعد الارتدادات القوية التي أحدثها الانقلاب الذي أدارته ونفذته قوة الواجب السعودية في محافظة أرخبيل سقطرى..
هذا النوع من الهرطقة السياسية مقصود لذاته، فهو في النهاية يسهم في تنميط المعركة باعتبارها مواجهة بين التحالف الذي يمثله المجلس الانتقالي الانفصالي، وبين التحالف القطري التركي الذي تمثله قوات الحكومة الشرعية..
مآلات الأمور في اليمن بناء على هذه النتائج الكارثية، ستسهم حتماً في بلورة موقف سياسي وطني وشيك؛ من شأنه أن يتجه نحو تبني خيار المواجهة الشاملة مع الأطراف المعادية لليمن، وفي مقدمتها التحالف السعودي الإماراتي
ليس موت الرئيس هو ما يُقلق، بل تنازلاته التي تنتزعها السعودية استغلالا لمنصب هادي وصلاحياته الرئاسية المطلقة. لذا فإن الخطر المحدق اليوم بالدولة اليمنية لا يأتي من حرب الحوثيين والانفصاليين على الشرعية ولا من دعم الأطراف الخارجية لهذه الجماعات المسلحة، بل من عجز الرئيس وتواطئه.
كل المؤشرات تدل دلالة قطعية على أن السعودية وبالتنسيق الكامل مع الإمارات؛ ماضية في إعادة تكييف اتفاق الرياض، وصولا إلى صيغة تهدف في الأساس إلى تثبيت الوقائع الجديدة في عدن والمناطق المجاورة لها والخاضعة للمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من الإمارات، وهي أشبه بمن يطلق الرصاصة الأخيرة على جسد جريح.
لعل من بين أهم المساعدات تلك التي كانت الحكومة التركية قد استعدت لتقديمها للشعب اليمني، ولم تحصل على رد من التحالف حتى الآن بشأن الموافقة على إيصالها إلى هذا الشعب المنكوب
ما حدث حتى الآن يتجاوز مفهوم التمرد ليصل إلى نصف انقلاب، وهو بهذه الصيغة يعد الثاني من نوعه الذي ينفذه الانقلابيون الانفصاليون على السلطة الشرعية تحت غطاء التحالف ودعمه
منذ انقلاب 21 أيلول/ سبتمبر 2014، بدأ شهر رمضان يتحول إلى مناسبة مليئة بالتحديات المعيشية وحتى الروحية، لا تحتملها الأوضاع المتردية للناس على كافة المستويات، فلا مرتبات ولا دورة اقتصادية طبيعية يمكن أن تتولد معها الفرص والوظائف، بوقت يسود فيه اقتصاد الحرب بالمناطق يحكم التي الانقلابيون سيطرتهم عليها
الرواية التي نقلتها مصادر قريبة من الاشتباكات تشير إلى أن المواجهة تطورات إثر ملاسنة جرت بين أحد الجنود السعوديين ومقاتل تابع للنخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، على خلفية قيام القوات الحكومية باستحداث أربع نقاط في محيط المنشأة الحيوية
الجائحة الحقيقية التي تواجه اليمنيين وتخيفهم هي المشروع الذي يمثله الحوثيون ويساعد غريفيث في التأسيس له وشرعنته، إلى جانب التغطية التي توفرها تحركات غريفيث للسعودية وشريكتها الأخرى في الحرب للإفلات من المسؤولية عن النتائج الكارثية..
أمام تصعيد قوات الانتقالي واستعراضاتها المتشنجة، أوعزت السعودية إلى القوات الحكومية تنظيم مناورة عسكرية بمدينة شقرة، وزيادة مستوى التحشيد للقوات الحكومية في أبين، للضغط على قوات الانفصاليين وردعها
السعودية بعد خمسة أعوام من تدخلها العسكري، بمؤازرة قوية من الإمارات وبشراكة سيئة معها، إنما تبرهن بأن تدخلها في اليمن ليس إلا نسخة مشابهة تماماً من حيث خطورته وعدوانيته وأهدافه الجيوسياسية؛ من التدخل الإيراني
جاءت عاصفة الحزم لتحقق أهدافا بعينها منها إنهاء الانقلاب وإعادة السلطة الشرعية لممارسة ولايتها الدستورية، وإعادة إطلاق العملية السياسية في البلاد، لكن أي من ذلك لم يتحقق بل على العكس، فالشرعية باتت تعيش وضعاً صعبا ربما تفقد معه الأمل في مغادرة معتقل الرياض والعودة إلى أرض الوطن