قال غوستاف لوبون: "تنشأ الثورات السياسية عن معتقدات تأصلت في النفوس، ولكنها قد تنشأ عن أسباب أخرى تجمعها كلمة الاستياء، فمتى عمَّ هذا الاستياء تألف حزب قادرعلى مكافحة الحكومة".
أجد نفسي كالعادة لدى حديثي عن عظماء أمتي، أنني بالفعل لم أكتب شيئا، غير أن عزائي الوحيد، التعريف بهذا الرمز الإسلامي الذي يجهله الكثيرون من أبناء الأمة... حتى لا تندثر الرموز.
يا معشر حزب النور اللاسلفي، هل وجدتم ما وعدكم سادتكم حقا؟ لم تحصدوا سوى الشوك والمر، وانفض عنكم الناس، وانهارت قواعدكم الشعبية، واحتقركم الكبير والصغير، والعدو والصديق..
عندما يستبد الفراعنة والأكاسرة والقياصرة، ويختزل كل منهم دولته في شخصه، ويفرض حكم الرجل الواحد، فحينئذ نفسر ذلك بأنه اغترار بسطوة المُلك، وانخداع ببريق السلطة والعرش..
"تأتيني كتب كثيرة من المغرب، وجاوا، ومصر، وسوريا، والعراق، ونفس فلسطين بلدكم، مقترحا أصحابها عقد مؤتمر إسلامي أو انتخاب خليفة أو ما أشبه ذلك، ويكون جوابي دائما: يجب أن نؤسس من تحت، يجب أن نُربّي الفرد..."..
لا يليق بمن يسعى لنصرة قيم العدل والحق والخير والجمال أن يحيد عن التزاماتها، وما أقبح مسلك الذين يستطيلون في أعراض الناس بدعوى أن الفاسق لا غيبة له، وهو فهم مغلوط حتما،
قال المؤرخ الجَبَرتي عن السَنة التي شهدت الحملة الفرنسية على مصر: "هي أول سني الملاحم العظيمة والحوادث الجسيمة والوقائع النازلة والنوازل الهائلة وتضاعف الشرور وترادف الأمور وتوالي المحن واختلال الزمن وانعكاس المطبوع وانقلاب الموضوع..
ليست المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وحدها تصلُح حلا، أهم من ذلك حقن تلك الجماهير المُغيّبة بجرعات يقظة فكرية، يتولى مسؤوليتها قادة الرأي والنُّخب من المثقفين والكُتاب والصحفيين والمُربّين..
إن أفضل طريقة لمقاومة البرودة الخارجية هي أن يجري الدم في الداخل، الشجاعة تأتي من الداخل من القلب، نتحدث كثيرا عن الهزائم التي ألحقها بنا الآخرون، وحان الوقت لكي نبدأ بالحديث عن الهزائم والخسائر التي ألحقناها بأنفسنا..
عندما يغيب صوت الحق وتُكمم أفواه أنصاره، ويلتمع الباطل برعاية الظالمين من أهل السطوة والغلَبة، حينئذ يجد الأقزام مجالا رحبا للتطاول على عمالقة الإسلام بغير رادع أو محاسبة..
أحسنوا الخطاب يا قوم.. فالشتائم لم تُحقّق يوما أي نفع من أي نوع لأي قضية مهما كانت.. وبيننا وبينكم قصص السابقين ممن شتموا وأساؤوا وتطاولوا.. من شُعراء وكُتّاب وسياسيين.. ومرّ الزمان على رحيلهم والحال كما هو الحال..
هذه الجماعة سوف تبقى شوكة في حلقوم الطغاة، وليست هي المحنة الأولى التي تتعرض لها، وأرى أنها سوف تعود من جديد بعد الإمعان في النقد الذاتي، وفقه متطلبات المرحلة، وجمع الشتات واستكمال النقص.
عندما تدرك جماهير الأمة قيمة رموزها، وتقدر عطاءاتهم، وتستشعر بالفعل مدى أهميتهم، فيصبحوا موضع اهتمام الشعوب، حينئذ نستطيع القول إن الأمة مؤهلة لنقلة حضارية..