إن وصول كل هذه الدول إلى الحائط المسدود، وتخبطها في مشاكلها، وعدم قدرتها على الوصول إلى حلول لأزماتها الداخلية والخارجية.. قد يكون الدافع الأقوى للقبول بمثل هذا الطرح المثالي..
وتجمع كلا الرؤيتين على أن مستقبل الوضع في سوريا سيكون له تأثير على كل الأوضاع في المنطقة. وفي المقابل، فإن ما يجري في لبنان وتركيا والأردن والعراق وإيران له تأثير على الوضع في سوريا، وإن كلا المحورين المتصارعين في المنطقة يضغطان كي تكون نتائج الصراع لصالح كل منهما..
أقيمت في بيروت سلسلة ندوات سياسية وفكرية لبحث الأوضاع في تركيا وإيران، ومنها الندوة الحوارية الهامة في مقر حركة الأمة في بيروت، والتي شارك فيها باحثون أتراك وإيرانيون ولبنانيون وفلسطينيون
نحن أمام مشكلة كبيرة، ومن مسؤولية الأمين العام الجديد والأمانة العامة للمؤتمر، وكل من يهمه مستقبل العمل القومي العربي والقومي الإسلامي، والأحزاب العربية، أن يبحث حقيقة هذه المشكلة وكيفية إيجاد الحلول لها للعودة إلى الحضور الفاعل سياسيا وشعبيا وإعلاميا
يدعو القيادي الى الحاجة الى مشروع سياسي وفكري جديد يتبنى قيام دولة المواطنة والقانون بعيدا عن الانقسامات المذهبية والطائفية والعرقية رغم الصعوبات الكبيرة في قيام مثل هذا المشروع اليوم.
المشكلة ليست بالنص الإسلامي العام، وليست بشعار إذا كان الإسلام يقود الحياة أو لا يقودها، بل المشكلة الأهم: كيف نعكس هذا الشعار على أرض الواقع، وكيف نطبق فهمنا الصحيح للإسلام، وكيف يمكن أن نستفيد من تطور العلوم والأفكار والمتغيرات الحديثة في الفهم الصحيح للإسلام
كل الاحتمالات واردة، والضغوط ستستمر وخيار اللجوء إلى الحرب أو التصعيد الميداني وارد من قبل الطرفين (أمريكا أو إيران). فهل ستؤدي الضغوط المتزايدة إلى الوصول لهذا الخيار؟
ما عاناه العالم العربي والإسلامي طيلة السنوات الأخيرة من انتشار التطرف والعنف لا تزال آثاره جاثمة على كل مجتمعات المنطقة، وإن التخلص من تنظيم داعش وأمثاله من خلال الحروب الأمنية والعسكرية لا ينهي الأزمات القائمة في هذه المجتمعات؛ التي تعاني من تشوهات فكرية وإنسانية واجتماعية..
العرب اليوم يعيشون في عصر التراجع عن ثوابت الأمة، وأنه منذ ثلاثين سنة كان الهاجس الأساسي توحيد الأمة، اليوم تراجعت فكرة الوحدة العربية، والنظام الإقليمي العربي أي (جامعة الدول العربية) يلفظ أنفاسه
طرح عدد من القياديين الإسلاميين المخضرمين خلال لقاء جمع ممثلين عن الأحزاب والحركات الإسلامية في بيروت؛ رؤية إسلامية شاملة لمواجهة هذه التحديات، ومن أجل التصدي للخطط التي تهدف لرسم خريطة جديدة في المنطقة..
ألم يحن الأوان لأن يقوم الحزب بتقييم مسيرته السياسية والفكرية والتنظيمية بعد حوالي خمس وستين عاما على تأسيسه؟ وهل يظل التاريخ متوقفا عند الإمبراطورية البريطانية والتي لم تكن الشمس تغيب عنها، وتحولت اليوم إلى دولة محدودة الفاعلية والدور؟
من خلال كل ذلك، يمكن للمراقب أن يكون أكثر اطمئنانا من أن محاولة تشويه الوعي العربي لن تتحقق، وأنه رغم كل السنوات العجاف التي مر بها الوطن العربي، فإن الفجر آت، وإن النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومقاومة الاحتلال سينتصر..