تنامت ديناميات اختراع "عدو" داخلي تمثل بـ"الإرهاب". وإذا تتبعنا مسألة العنف السياسي في العالم العربي، فقد تكاثرت منذ الانخراط في ما تسمى "عملية سلام"، وبهذا تحولت الجيوش العربية إلى قوة بوليس
رغم وجود خلافات أيديولوجية ومنافسات استراتيجية بين مكونات الحالة الجهادية في شمال غرب سوريا، لكنها لا تتجه نحو الصدام، ذلك أن المواجهة العسكرية بين الجماعات الجهادية ترتبط غالبا بمواضعات وأجندة دولية، وذلك يتطلب صفقة مع أحد الأطراف، وهو ما يزال بعيدا رغم سعي هيئة "تحرير الشام" تقديم نفسها قوة سياسية
مقترح المنطقة الآمنة الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يعدو عن كونه حيلة جديدة لخلط الأوراق وتجنب الآثار السلبية التي خلفها قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، ويهدف إلى خلق حالة من التوتر بين حلفاء "سوتشي" تركيا وروسيا، وشركاء فريق "أستانة"
خطوط جديدة ترسم شمال سوريا بعد قرار الانسحاب الأمريكي، حيث تتبدل المصالح والتفاهمات والتحالفات، وكلما اقتربنا من موعد الخروج الأمريكي من سوريا الذي قد يستغرق أربعة أشهر، سوف تتكشف تفاهمات واتفاقات جديدة بين روسيا وتركيا كلاعبين رئيسيين.
سمة التخبط والاضطراب في مقاربة حرب الإرهاب لا تقتصر على ترامب، فهو لا يختلف عن أسلافه السابقين، سوى في كونه أكثر ادعاء وتناقضا واضطرابا، فهو الرئيس الذي يقول الشيء ونقيضه دون حرج، ويمكنه كذلك اتخاذ قرارات خطيرة من خلال "تغريدة".. لكن المؤكد أن لا نهاية للحرب على الإرهاب
التحول تجاه وقف الحرب في اليمن لا يرتكز إلى صحوة ضمير عالمي أمريكي أوروبي بسبب الأزمة الإنسانية وعمليات القتل والدمار والخراب، فالتقدم الطفيف الذي تشهده اليمن في سياسة المتحاربين جاء تبعا للنزعة البراغماتية وليس الإنسانية
نزعة العسكرة الأمريكية لا تعدو عن كونها استراتيجية استنزاف للقوى المنافسة بصورة غير متكافئة، إذ لا تستطيع أي من القوى الأخرى التنافس دون المساس بأسس حياتها واقتصاداتها
العالم العربي يشهد حالة موت غير معلن، إذ تعمل الأنظمة الدكتاتورية المحلية، بالتحالف مع الأنظمة الإمبريالية العالمية وبالتعاون مع المستعمرة الإقليمية الإستيطانية الإسرائيلية، على قتل مفهوم العالم العربي من خلال مدخل "الإرهاب"
تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال يعمل كمنظمة فاعلة، ويسعى للحفاظ على هياكله التنظيمية وفاعليته الأيديولوجية ورسالته الدعائية ومصادره التمويلية، فنهاية تنظيم الدولة في سوريا والعراق لا تكتب إلا بانتهاء الظروف الموضوعية التي أوجدته، والبيئة الجاذبة التي كان أساسها الفوضى الأمنية والعسكرية والغبن
حدث قتل جمال خاشقجي شكل صدمة بالغة، وجرحا نرجسيا عميقا، حول منظورات العالم المعاصر لمفهوم الدولة والقانون والعنف، وكشف أن الدولة العربية المعاصرة لا تزال تفكر بموضوعة السياسة والدولة بطرق عفا عليها الزمن، وأصبحت تاريخا للفلسفة السياسية، حيث تنمحي المسافة بين الدولة والعصابة
وجة السياسيين الشعبويين - ليس في أمريكا وحدها بل عدد متزايد من الدّول عبر المعمورة - ممن يصعدون إلى مواقع السلطة والتأثير عبر التلاعب الاحتيالي على تلك التفاوتات، وتوجيه غضب الطبقات العاملة نحو عدو متخيّل دون توفرهم على أي حلول حقيقيّة للمشاكل البنيويّة العميقة التي أصابت تلك المجتمعات
نجحت تركيا وروسيا عبر اتفاق سوتشي في معركة النفوذ من خلال التموضع في ثنايا الإجماع الدولي على "حرب الإرهاب"، فلم تعد الحرب المنتظرة تخاض ضد المدنيين في إدلب ولا فضائل المعارضة المسلحة الموصوفة بالمعتدلة، والتي من المنتظر أن تشارك في قتال الحركات الجهادية الموصوفة بالإرهاب
ثمن إعادة تأهيل وشرعنة نظام الأسد بالنسبة للولايات المتحدة لا يمكن أن تحصل دون التزام واضح من طرف نظام الأسد بالانخراط في حرب "الإرهاب" وضمان أمن "إسرائيل"، وهو ما ظهر جليا من خلال رؤية "المجموعة المصغرة" التي تقودها أمريكا
الإعلان عن انتصار الأسد لا يعدو عن كونه خرافة تخفي الوضعية الاستعمارية الجديدة بمركباتها الخارجية والداخلية، لكنها تكشف عن هشاشة الوصول إلى حالة من الاستقرار، وتشير إلى مستقبل مظلم