لقد انكشفت المواقع وتعرت الوجوه والنوايا فإذا هو انقلاب عميق، وإن لم يطابق في شكله شكل الانقلابات السريعة. ونرى هذا مفتاحا يفسر ما نعيش ونعاني من انقلاب الرئيس
هل كان التونسيون محتاجين لكل هذا العبث؟ سأجيب بنعم، لقد كشفت الأزمة وجه المحتل الفرنسي ودوره في تخريب الوضع التونسي وستنتهي بإعادة توجيه معركة الثورة التونسية من ثورة اجتماعية محلية إلى معركة تحرر وطني؛ يكون فيها الرئيس وانقلابه وحزامه الاستئصالي قوسا صغيرا..
الحماس المفرط والبقاء في الشارع بدون خريطة واضحة سيفتت الشارع، ويجعل حماس الجمهور يخبو فينصرف عن مطالبه، خاصة أن معسكر الانقلاب يصم آذانه حتى اللحظة دون أصوات الحراك ولا يبدو عنه أي تفاعل إيجابي، مما يعني تواصل الحراك لمزيد الضغط
الخوماضة التونسية لا تزال محكمة الغلق دون التحليل، ولا تزال أمام الشارع العاطفي الكثير من مراحل الوعي لتكون تحركاته مفتوحة على أفق سياسي ديمقراطي. ونعتقد جازمين أن الأزمة الاقتصادية هي التي ستحسم مصير الرئيس ومصير معارضيه في ذات الوقت..
مراجعة مواقف كثيرة والاعتذار عن مواقف أخرى سبقت منا وقامت على حسن الظن، لنقل على الغفلة فلا بأس من ذلك ما دام المرء ينوي البقاء بهذه الأرض ليكون على الأقل أقل غفلة في ما تبقى له من وقت. لقد مرت يد النخاس ابن علي من رؤوس النخبة التونسية
أرغب في تخيل جيش تسلح بكل الأسلحة الثقيلة وخرج إلى معركة فلم يجد عدوا يقابله ماذا عليه أن يفعل بكل الأسلحة التي أنفق عمره يجمعها لهذا العدو الذي اختفى؟ إني أراه ينوء بها. وقد يطلق النار على نفسه..
هل يوحد الخوف خصوم الرئيس ضده وضد مشروعه؟ لا أرجح هذا الاحتمال، فالنخبة التي طمعت في ابن علي لا تزال تدير جزءا من المشهد المترقب لمكرمات قيس سعيد، وهو يعري جبنها ويخزيها. لذلك نرى أجل الشهر يسقط والدستور يلغى والوقت الثمين يذهب سدى، ووحدها الأزمة الاقتصادية ستنهي هذا المشهد الغريب بكل مكوناته
ظاهر القول الذي تشتغل عليه ماكينة إعلام الرئيس هو حصر الخلاف السياسي في المرحلة بين رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية، وهذا للإيهام بأن أزمة ما قبل 25 تموز/ يوليو قد خلقها حزب النهضة الذي سيطر على الدولة. لكن انسحاب رئيس البرلمان من اعتصام البرلمان في اليوم الثاني للانقلاب كشف أن المعركة في مكان آخر
اليسار العربي وشقه القومي العروبي المضطرب بين المحافظة الدينية واليسارية السياسية سيتحمل في قادم السنوات كلفة عطش مصر، تلك كلفة إسناد الانقلاب العسكري على الديمقراطية الناشئة بمصر. سيتحمل اليسار العربي كلفة خراب سوريا التي تخفى نظامها تحت ستار الممانعة، ويتحمل اليسار العربي كلفة تخريب ديمقراطية تونس
أمامنا قوم يعيشون فقط من قتل الإسلاميين، والحكومة السياسية التي سيكون عمادها الإسلاميون لن تحظى بالسلام. هناك معركة أخرى إن لم يخضها الناس ضد النقابة فلن ينصلح حال البلد.. الحل يبدأ من هناك
لا فرق في الواقع بين الاستقواء بفرنسا أو الاستقواء بقوة أخرى (أمريكا بريطانيا أو حتى الواق الواق)، وتعادل نوايا الخيانة/ العمالة أو الاستقواء بالأجنبي يجب أن ينتج كفّا مباشرا وحاسما عن كل استقواء، والانكباب على مصالحات داخلية. لا يوجد صديق في الخارج إلا بمقابل من مصالحه أولا
سينجو الرئيس من الحملة الشعبية بعد أن يوهمنا بتفضله بقبول مطالبنا في المحكمة الدستورية، وستعمل آلته الإعلامية على تصويره كمنقذ من الضلال، ولن تقول إنه من خلق الضلالة الحالية
كل المؤشرات السياسية تتجه إلى عزله من النفوس ثم من النفوذ، خاصة بعد فضيحة الخطة الانقلابية التي وصلت مكتبه وسكت عنها حتى تسربت من داخل القصر. لقد تحركت الحكومة والبرلمان في اتجاه حلحلة الأزمة الاقتصادية، ونستشعر حركة اقتصادية تدب في أوصال البلد رغم الوباء، كما نستشعر حالة تفهم خارجية للوضع في تونس