كان الرجل موظفا صغيرا فى شركته لا يأبه له أحد ولا يراه وسط ألاف العاملين بالشركة فهو واحد من هؤلاء الناس الذين تسير حياتهم باعتيادية ورتابة ولا تؤثر مجريات حياته فى حياة من حوله ، ومرت السنوات و الأيام وإذا بالأقدار ترفع الرجل وترقى الموظف الصغير ليصل الى رأس هذه الشركة ويصبح رئيس مجلس إدارتها ، وهن
لم نفقد إنسانيتنا فقط بل فقدنا عقولنا وقدرتنا على التفكير الموضوعي، نحن فى خطر داهم ليس لفشل السياسات الحالية فحسب بل لتشظى المجتمع وغياب العقل وخفوت صوت الضمير وارتفاع صوت الجهل والخرافة والنفاق والانتقام والكراهية.
أجهزة الدولة المصرية قادرة على تصفير الصراع إذا أرادت، وجماعة الإخوان أيضا تستطيع المساهمة في إنهاء الصراع إذا تحلت بالواقعية ومراجعة الذات، لعل ما حدث في غزة يفتح الطريق لتحكيم العقل في كل المسارات. إن غدا لناظره قريب..
مات والدي وأنا في عامي الخمسة عشر لكن سبق موته رحلة مرض مضنية تذوقنا فيها كل صنوف العذاب والمعاناة والاكتئاب والشفقة عليه مما عايشه من ألم بلا حدود، لم يكن والدي وكثيرون مثله يرقصون فى غرفة الانعاش ولا يستخدمون القسطرة كوسيلة للترويش بل كانت خطوة علاجية لإبقائهم على قيد الحياة.
في أوائل 2014 كانوا ينادون على الصعيدي والبوسعيدي والسكندري وكل مواطن مصري ليذهب للاستفتاء على الدستور ويقول نعم لأعظم دستور في تاريخ مصر –كما كانوا يقولون حينها – قالوا للمواطنين حينها أن التصويت على الدستور بنعم يعنى تحقق الاستقرار وعدم عودة الإخوان للحكم وأن من يحب مصر سيذهب ليقول نعم ، ورقص المواطنون البسطاء أمام اللجان تأييدا للسلطة الجديدة ودستورها ولم تمر سوى ثلاثة سنوات ليخرجوا مرة أخرى على الناس يقولون فيها يجب تغيير الدستور من أجل مصلحة مصر وحمايتها وأن عدم تعديل الدستور يعنى سقوط مصر في الفوضى.
من يحب هذا البلد سيقول الحق ولن ينضم لطواير المطبلين والمدلسين، حب الوطن واستقراره ليس بالشعارات الفارغة والمزاعم الواهية بل بالأفعال والممارسات، ولا عزاء لجوقة النفاق والتطبيل، فالنفاق لن يبنى وطنا ولن ينقذ دولة من مآلات السوء.
هناك راية للعدل والكرامة والإنسانية يجب أن ترتفع ويستظل بها كل مخلص مجرد من الهوى، وهؤلاء كثيرون حتى إن لم يستطيعوا التجمع في كيان أو التعبير عن أنفسهم كما ينبغي..
كل ما يحدث رغم أنه يصيبنا بالكآبة والإحباط إلا أنه يحمل بشريات كثيرة باقتراب انطفاء هذا الكابوس ونهايته، لكل شخص دور يجب عليه القيام به في رحلة السعي نحو الديموقراطية، الوعي محل الصراع، فلننتبه حتى نسرع الخطى للمستقبل الذي ننشده..
هل في مصر معارضة سياسية حقيقية ؟ هذا السؤال يشغل الكثيرين بعد التشظي الكامل الذى أصاب القوى السياسية فى مصر منذ صيف 2013 حين توقفت السياسة تقريبا ودخلت مصر في متاهات لم تخرج منها بعد..
هنيئا لآية حجازي ورفاقها الحرية، ونتمنى أن يتحول الجدل إلى قضية المعتقلين ظلما منذ ثلاث سنوات في مصر ولا أحد يعنى بأمرهم وننساهم بين زخم الأحداث، وراء كل مظلوم ظالم ظلمه، ووراء كل ظالم مؤيد ومطبل له يدعمه ويشجعه..
في يوم واحد تم تفجير كنيستين في مصر في محافظة الإسكندرية ومدينة طنطا في حادثتين في التوقيت ذاته الذي تم اختياره ليوافق بدء احتفالات المسيحيين في مصر بالأعياد.
تركيا لا تسير للأفضل كما يظن البعض فقد تحول الحلم القومى التركى الى حلم أردوغان، وحتى إذا تم تمرير التعديلات الدستورية باستفتاء شعبى – وهذا متوقع – ستشهد تركيا صراعا سياسيا بين أردوغان ورفاقه أنفسهم..