تقف حركة النهضة الآن، وجزء من مصيرها سيتحدد وفق السيناريو الذي سيتم اختياره لإنجاز الانتقال القيادي داخلها. ليس أبناؤها فقط هم الذين ينتظرون كيف ستكون النهاية، بل حتى خصوم الحركة الذين يراهنون على انهيارها.
صحيح أن الديمقراطية التونسية لا تزال هشة، وتمر بصعوبات كثيرة ومتعددة المستويات، لكنها بقيت صامدة ولم تسقط في الفوضى ولم تعصف بها حرب أهلية، كما حصل في بلدان عربية أخرى سرق منها ربيعها
تونس رابحة من السلام في ليبيا وخاسرة من مواصلة الحرب والاحتراب. فما آلت إليه الأوضاع هناك ساهم بشكل واضح وملموس في تعميق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تطحن تونس حاليا
ما يحدث في لبنان يفرض الشروع في تفكير عميق من أجل وضع خطة جديدة تهدف إلى تمكين شعوب المنطقة من فرز مختلف القوى، وإعادة السلطة إليها حتى تمنع النخب من احتكار القرار ومصادرة الثروات والمعرفة من جديد. حدثت الرجة في بيروت فكان صداها في كل العواصم العربية
تضاءل دور حفتر وحجمه كثيرا دون أن يختف من المشهد، رغم محاولات البعض النفخ في صورته. فالقوى الداخلية والخارجية التي اعتقدت في قدرته على "الحسم العسكري" خابت آمالها واهتزت حساباتها
هذا المسار وإن فشل تاريخيا، إلا أنه يجعل المتدينين في حالة خوف على معتقداتهم وعلى حرياتهم الدينية، ويؤدي إلى صراعات وتوترات داخل المجتمع، في حين أن العلمانية الحقة جاءت لتحمي هذه الحريات وتقننها، وتجعل منها ثابتا من ثوابت المجتمع الديمقراطي
صحيح الرئيس ترامب ومن يشاطره أفكاره بشر، ونحن أيضا بشر، لكن لكل منا طريقه ومنهاجه. المصيبة أننا وإياه نعيش على المركب نفسه، والأخطر من ذلك أن موازين القوى في العالم جعلت منه ربان السفينة.
أحس أغلب المواطنين بأن ما فعله رئيسهم رغم أهميته الرمزية إلا أنهم اختلفوا في شأنه وفهم دلالاته ونواياه. بمعنى آخر، احترموا الرجل لكن جزءا منهم لم يفهموه