صلاح الدين الجورشي يكتب: تبدو فسحة الحرية الواسعة جدا التي وفّرتها الثورة، تنضب تدريجيا حتى عادت الذاكرة بالجميع إلى مرحلة ما قبل الثورة، حيث لكل همسة صادقة كلفتها القاسية، وأصبح الكثيرون وفي مقدمتهم نقابة الصحفيين، لا يستبعدون أن تعود الأوضاع إلى تلك المرحلة ببؤسها وماضيها الأسود.
صلاح الدين الجورشي يكتب: في هذه التجربة المعقدة والمثيرة تزداد علاقة الفرد بربه قوة، وهو يكتشف الإعجاز الكبير في خلقه "وفي أنفسكم أفلا تبصرون". ينتكس من طفولة أولى إلى طفولة ثانية، ثم عودة كاملة أو نسبية إلى استقرار مؤقت حتى تحين الساعة..
صلاح الدين الجورشي يكتب: ما حدث يؤكد على أن الديمقراطية التركية لا تزال بخير رغم العديد من ثغراتها، إذ نادرا ما توجه نحو 90 في المئة من الناخبين في المجتمعات الديمقراطية إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس أو أعضاء برلمان..
صلاح الدين الجورشي يكتب: في هذه المسألة بالذات يكمن الحجم الحقيقي للأزمة السياسية في تونس. كيف يقع الفصل بين الذاتي والموضوعي، وبين الحقيقة كما تحددها الوقائع والأحداث الصحيحة، وبين التأويلات الشخصية والحزبية والنفسية التي تكيف الوقائع حسبما تمليه الخصومة القائمة من أجل تصفية الحسابات السياسية والأيديولوجية؟
صلاح الدين الجورشي يكتب: لا تعتبر مسألة الشغور -رغم حساسيتها- قضية شخصية تستهدف الرئيس سعيد في حد ذاته، بقدر ما هي مسألة جوهرية تتجاوز الأشخاص وتتعلق بحماية السلم الأهلي ومستقبل الدولة التونسية
صلاح الدين الجورشي يكتب: لقد أساء سعيد اختيار التوقيت ولم يحسن قراءة الموازين والظروف، ولم يقدر حجم خصومه بشكل جيد. يعتقد بأنه قادر على فرض إرادته من خلال إضعاف الاتحاد وتغيير قيادته أو إخضاعها، في حين أنه يفتقر حاليا لأوراق رابحة، فالاقتصاد منهار، والدولة ضعيفة، وعزلته في الداخل تزداد وضوحا، أما حزامه الخارجي فهو هزيل ومهزوز
صلاح الدين الجورشي: الكرة اليوم في ملعب السلطة، فهل تتراجع وتقبل الدخول في حوار جدي وشامل معظم المركزية النقابية والمنظمات الحليفة لها، أم أنها ستتمسك بمنهج التصلب والتشدد، وهو الخيار الأرجح الذي يعلم الجميع نتائجه وكلمته سياسيا واقتصاديا؟
صلاح الدين الجورشي يكتب: تونس قد فقدت عقلها السياسي وأصبحت تخضع كليا لنوع من العبث الذي يطال حاليا الدولة والدخل القومي والتوازنات المالية ومرتكزات المجتمع المدني. وما يُخشى حقا هو أن تؤول الأوضاع في النهاية إلى فتنة تخلف وراءها آثارا عميقة في الأنفس والعمران
صلاح الدين الجورشي يكتب: المطلوب من الرئيس التونسي أن يكون واضحا شديد الوضوح سواء في تعامله مع مؤسسات التمويل العالمية، أو في علاقاته بالاتحاد العام التونسي للشغل، لأن المناورات حبلها قصير جدا..
صلاح الدين الجورشي يكتب: لم يعد لمصطلح اليسار معنى في ضوء ممارسات الكثير من المنتسبين إليه وتصريحاتهم. من حق هؤلاء أن يناهضوا الإسلاميين بمختلف فصائلهم، لكن لا يحق لهم أن يتخلوا عن الحريات وعن الديمقراطية، ولا يجوز لهم أن يحرموا خصومهم من التمتع بالحد الأدنى من الحقوق الأساسية بحجة أنهم لا يستحقون ذلك.
صلاح الدين الجورشي يكتب: الرئيس تبون مدرك تماما أن تونس أصبحت مجالا للتدخل من قبل أطراف دولية عديدة نظرا لتراجع وزنها وتعدد الجهات الطامعة فيها، ويعلم أيضا مدى خطورة ذلك على الجزائر تحديدا..
صلاح الدين الجورشي يكتب: هذا التداخل بين الدولة والإيمان والحرية والخصوصيات الفردية يجب أن ينتهي في يوم من الأيام لأنه تسبب في أضرار كبرى، ولأنه حرم المسلمين، وخاصة شبابهم ونخبهم، من أن يشقوا طرقا مختلفة ومتعددة يكتشفون من خلالها دينهم في رحابته..