حماس والمقاومة قاموا بما عليهم أن يقوموا بهم، سواء صحت حساباتهم أو لم تصح، وهذا التقويم تحديدا ليس مبررا للخذلان، والاصطفاف وراء العدو ودعمه، سواء بالمواقف العملية أو حتى بالصمت و"الحياد" فحتى الحياد هنا هو موقف مخز ومذل..
حلمي الأسمر يكتب: أي غفران يرتجى بعد كل ما فعلته حماس، ابنة الإخوان البارة؟ أي تسامح أو تهاون أو اعتراف يمكن أن يكون مع من شق عصا الطاعة على نظام رسمي خانع مهترئ، وتجرأ على التنكيل بعدو الأمة وصديق الأنظمة؟
حلمي الأسمر يكتب: دار الزمان فتحول نتنياهو بدكتاتوريته الجديدة إلى "مرياع" يقود قطيعه إلى الهاوية مغترا بشعور النصر، فهو يقود "خرافه" إلى المجهول، رغم ما يبدو عليه الآن من زهو ونشوة بانتصاراته في لبنان وعربدته في اليمن وسوريا وغزة، بل إن مستوى غروره بلغ حدا دفعه إلى القول إنه سيغير الشرق الأوسط برمته
يحضرني هنا قول الرئيس الأمريكي جو بايدن: لو لم تكن إسرائيل قائمة لأنشأناها، تلك الفرية أو الفرضية على أحسن تقدير، جرت أكثر من مرة على ألسنة قادة وزعماء غربيين وأمريكان، ويبدو أننا صدقناها، وتفننا فيما بعد في توصيفها، فطفقنا نشتق عبارات عربية بليغة لهذا الأمر..
حلمي الأسمر يكتب: حكاية "حفظ السلام" هي عبارة في ظاهرها وباطنها تحمل معنى واحدا لا ثاني له وهو سلام الكيان، حتى ولو انطوت مهمة تلك القوة على معنى ما من المعاني لحفظ سلام غزة، فهو سلام كاذب،
حلمي الأسمر يكتب: هذه المشاعر التي جاشت بها كلمات جونسون، لم تكن لتظهر بمثل هذا الافتضاح لو لم تكن معركة طوفان الأقصى، والمعجزة التي اجترحتها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبمعنى من المعاني، وما أكثر المعاني هنا، فهذه المعركة لن تنتهي قريبا
حلمي الأسمر يكتب: مع هذا الإجرام الذي تموله دول وأنظمة وحكام، ومع كل قطرة منه، يتحول هذا الدم وبكل قطرة منه، إلى نور في سراج ضخم ينثر عتم العالم كله، بل يخيل لي أحيانا أن كل قطرة منه تتحول إلى ضربة معول، تقوض بنيانا وتهدم جدارا، وتفجر قلعة، وتلك معجزة ربما لم تخطر على بال من صمم الطافون ونفذه، وبالطبع لم تكن بحسبان من أقام الكيان وموله وأمده بأسباب الحياة، وها هو اليوم يرونه يتهاوى سقوطا في بئر لا يظهر له قاع!
الجموع التي تخرج إلى الشوارع في الأردن وغيره تحركها حرقتها على جراح غزة ومعاناتها. ودعما لمقاومتها. محاولات "تجيير" هذا الحراك لصالح جماعة أو حزب هو تقزيم ومسخ للعقل الجمعي العربي الواعي. وبنفس القدر تحميل الجماعة أو الحزب "وزر" الحراك..
حلمي الأسمر يكتب: سئل الباحث الفذ عبد الوهاب المسيري: متى تنتهي إسرائيل؟ فقال: حين تتخلى عنها الولايات المتحدة. ويبدو أن رحلة الوصول إلى هذه اللحظة قد بدأت فعلا، ويبدو أن الكيان نفسه -في رحلة الانتحار الذاتي- بات يسرع الوصول إلى هذه اللحظة على نحو مجنون..
حلمي الأسمر يكتب: مشروع الاستيطان والتهجير هو مشروع "الكيان" الحقيقي، ولا أدلّ على ذلك من تصاعده خلال العقود الثلاثة الماضية بعد "أوسلو" في الوقت الذي كان تجار الأوهام يَعِدون الفلسطينيين بدولة كاملة السيادة على حدود 67، بما فيها القدس الشرقية
غدا انتصار المقاومة إشارة "سوداء" على قرب تفكيك هذا النظام، بعد أن بدا عاريا من كل الألاعيب والأكاذيب التي حاول تسويقها وبيعها للناس باعتبارها "ضرورات وطنية" و"مصالح عليا" للوطن والأمة!
حلمي الأسمر يكتب: العقل الجمعي الصهيوني بدا يائسا من انتصاره في حرب كل خياراتها مستحيلة، وتجري وفق إيقاع المقاومة بعيدا عن خطط جنرالات العدو ومن شاركهم من جنرالات البنتاجون، ولعل هذا بالضبط ما يدفع العدو للتصرف بهستيريا في غزة، ويمعن في الإبادة، بحثا عمن يسميهم "الأشباح" الذي يقنصون جنوده ويفجرون آلياته، وهو يعتقد والحالة هذه أن عليه مسح كل غزة، للوصول إلى هدفه
حلمي الأسمر يكتب: المهووسون في الكيان بالنصر المستحيل لم يزالوا يحلمون، بل إن ثمة من بدأ يخطط كي ستكون عليه غزة بعد رفع تلك الراية، ولمن سيتم تسليم غزة، ومن سيحكمها، وما شكل هذا الحكم، يعني بدأ النقاش على كيفية استخدام جلد الدب قبل اصطياده
ارفعوا أيديكم عن فلسطين، فهي قضية الشرفاء، ولم يعد يلزمكم ارتداء مسوح الطهر، بعد أن ولغتم في دماء أصحابها، وشاركتم سرا في إخضاعها، ومحاصرتها، وتجريدها من كل ما يلزمها من الدفاع عن نفسها، وآن لكم أن تعلنوا على الملأ "ندمكم" عن الدفاع عنها ولو كذبا وبهتانا..
على الفلسطيني خصوصا والعربي عموما أن يصحو من تلك الأوهام، فلا ينتظر "غودو" العربي الرسمي الذي لن يأتي، والأهم أن يكف عن حلم الدولة والعودة، إن كان ينتظر تحقيقهما ممن صنع وهمهما..