يكشف الرئيس الأمريكي عن جوانب جديدة من نظرته لدول العالم ومجتمعاتها وشعوبها، هي بالنسبة له، ليست دولا، بل «زبائن»، وقيمة الزبون تتحدد بقدرته الشرائية وملاءته المالية.
ما وقع في الأهواز، والرد الإيراني الصاروخي في الداخل السوري، يوفران «تمريناً» ، أو «بروفة» لما يمكن أن تكون أن تكون عليه المواجهة بين إيران وواشنطن في المرحلة المقبلة ... البلدان لن ينزلقا إلى قعر هاوية الحرب الشاملة، فلا أحد يريدها ولا أحد يرغب بدفع تكاليفها الباهظة.
لا أحد في المنطقة يريد الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة في المنطقة – ربما باستثناء إسرائيل – بيد أن الوقوف على «حافة الهاوية» ليس خياراً، وإذا أخفقت الأطراف الإقليمية المتناحرة بالابتعاد خطوة أو خطوتين للوراء، فإن مخاطر الانزلاق إلى «قعر الهاوية» ستصبح مرجحة.
حلفاء ترامب العرب، من المعتدلين بالطبع، ليس لديهم سوى خيارين: كلاهما معاً، وليس أحدهما على حساب الآخر أو بديلاً عنه ... عليهم تقديم «التقدمات» المالية «الفلكية» للولايات المتحدة، نظير الحماية والرعاية التي تقدمها لهم ... وعليهم في الوقت ذاته، التكيف مع سياساته التي تلحق أشد الضرر بهم مباشرة.
حتى بفرض نجاح «الوسيط/الوسطاء» في بلورة حزمة إجراءات بناء الثقة، وتدشين قنوات تفاوض خلفية أو أمامية (لا فرق)، فإن فرص الاتفاق بين الجانبين على «اتفاق شامل» ينطوي على برنامج طهران الصاروخي إلى جانب برنامجها النووي، ويتناول دورها الإقليمي، ستكون ضئيلة للغاية.
منذ 2006، لم تقع عمليا أية مقاومة جدية تذكر في لبنان.. أكثر من عقد كامل من الهدوء.. وخلال الفترة ذاتها، كانت غزة عرضة لعدوان ووحشية إسرائيلية متكررة، تنتهي دائماً باتفاقات هدنة وتهدئة، تخرقها إسرائيل..
لا شك أن زيارة الوزير العُماني لواشنطن، وما تخللها من محادثات مطولة، قد تركزت حول إمكانية استئناف الوساطة ... واشنطن بحاجة لمعرفة ماذا يدور في أذهان وعقول القادة الإيرانيين ... والإيرانيون، معنيون بتتبع الخطوات الأمريكية المقبلة.
من يعرف طبيعة الوضع اليمني، وطبيعة القوى المحتربة، لن يساوره الشك بأن هذه التكتيكات لن تفلح في تحقيق مراميها، وأن الحل في اليمن، إما أن يكون سياسيا، أو لا يكون، وأن نظرية «المستنقع اليمني» الذي ابتلع جمال عبد الناصر وجيشه، ووقف سدا منيعا في وجه العثمانيين من قبل، لن يكون لقمة صائغة لأحد.
فيما خصّ الأزمة السورية، اتفق الجانبان على ما اتضح، على «العمل سوياً لحفظ أمن إسرائيل»، أمرٌ دفع نتنياهو لأن يكون الزعيم الدولي الوحيد الذي رحب بالقمة وشكر ترامب وأثنى على بوتين ... نخلص من ذلك، أن التفاهمات الروسية – الإسرائيلية قد أصبحت بعدها، في صلب التوافق الأمريكي – الروسي في سوريا وحولها.
جدران الثقة بين روسيا والغرب عموماً، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، ليست صلبة ولا ثابتة، ولهذا يصعب على الكرملين، التفريط بما لديه من أوراق، قبل أن يكون تأكد من حصوله على الثمن المناسب، وهذه المسألة لن تحسم في قمة واحدة، ولا بين عشية وضحاها.
تعالت الأصوات في لبنان لتسريع فتح معبر نصيب/ جابر... للبنان مصلحة لا تقل عن مصلحة الأردن وسوريا في فتح المعبر، ذلك أن طرق تجارته للعراق والخليج، تمر من هذا المعبر تحديدا..
إيران تناصب تركيا العداء، وهي استثمرت وتستمر بـ «حروب الوكالة»، تحت شعارات ومسميات شتى، وهي مستعدة للمضي في عدائها لإسرائيل، حتى آخر فلسطيني أو لبناني أو سوري، طالما أن الحرب لا تجري على أرضها.
الصراع الإيراني-الأمريكي في العراق وعليه، يدخل مرحلة جديدة، إذ حتى قبل أن تعلن المفوضية النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، بدأت عمليات جس النبض، حول تشكيل الحكومة والائتلاف الحاكم للسنوات الأربع القادمة..
إذا كان حزب الله هو الفائز الأكبر على المستوى الوطني اللبناني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن حزب القوات اللبنانية، هو الفائز الأول على المستوى المسيحي، على الرغم من كونه حلّ ثانياً بعد التيار العوني الوطني الحر، فكيف حصل ذلك وما هي تداعياته؟
أين سيتجه الجيش السوري وحلفاؤه بعد الانتهاء من جنوب دمشق وشرق حمص الشمالي؟... سؤال تدور بشأنه تكهنات كثيرة تتخطى سوريا والمنطقة، إلى عواصم القرار الدولي المعنية بالأزمة، ولقد كان السؤال ذاته، موضوع حوار مع عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الألمانية هذه الأيام.