على الرئيس التدارك ودعوة إسماعيل هنية لزيارة تونس، التي ما فتئت تكون في واجهة الموقف المبدئي، وأصل ذلك سياق الثورة والديمقراطية، رغم كل المصاعب الداخلية وهشاشة العلاقة بالخارج، وإمكانية تأثيره في القرار السياسي
لم يتم عرض أي قانون للتطبيع على التصويت في البرلمان التونسي، لكن ما حصل هو تعطيل مسار مناقشته في اللجان. والامتحان القادم هو التالي: هل سيتم منح قانون تجريم التطبيع إمكانية تجاوز اللجان الى الجلسة العامة؟ إذ يبدو أن المناورات ستتركز هناك تحديدا
المرحلة التاريخية التي نحن بصددها هي مرحلة "توازن الرعب"، وهي ليست مرحلة نهائية في الصراع، لكنها، وبعكس ما تحيل عليه حالة الإحباط العربي العام، مرحلة متقدمة كثيرا عن الوضع في الستينات مثلا، مرحلة مؤتمرات "اللاءات الثلاث"
لنتفق على أن اسس الصراع الهيكلية تتعلق في جزء منها على الاقل بالتركيبة الجينية لهذه لأقطاب المحاور. هل يمكن أن تتخلى إيران عن مكونها الطائفي الشيعي في قلب مشروعها الاستراتيجي؟ وهل يمكن أن تفعل السعودية ذات الشيء؟
في السياق التونسي يبدو الكثيرون خارج التغطية، غير قادرين على تعديل البوصلة والتفكير خارج الصندوق الأيديولوجي وإكراهاته. لكن المنطق يتحرك، والمحاور تختلط، وسيفهم البعض تدريجيا ضرورة التفريق بين المناكفات الصغيرة في الفنجان التونسي، وتوازنات الإقليم.
ليست صغيرة، لكن أيضا ليست صرة العالم. لا يمكن للساسة في تونس النظر للشأن الداخلي دون احتساب تعقيدات وجهات النظر المتباينة والمعقدة لأطراف الإقليم والأطراف الدولية
من الناحية السياسية، القرارات الواردة في الخطاب تبدو خطوة استباقية لاحتواء أي غضب شعبي واحتقان اجتماعي؛ عبر توفير آليات أكثر مرونة لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية
نحن هنا إزاء حزام جزائري- ليبي- قطري داعم للرئيس التونسي. وهذا الحزام بالمناسبة هو أيضا جزء من المجال الإقليمي غير المنخرط حتى الآن في التطبيع، إذ نلاحظ صمتا مغربيا ومصريا وسعوديا- إماراتيا مما حصل.
بلاغ مجلس الأحبار اليهود في أوروبا يعتبر خطوة جديدة في مسار الحملة على سعيد. إذ أصدر بيانا أعلن فيه اتهامات للرئيس التونسي على أساس أنه ذكر اليهود في كلمة له تخص الاحتجاجات الشعبية واعتبارهم مسؤولين على الأحداث، في حين أن التمعن في مضمون الفيديو وسياقه لا يمكن أن يحيل البتة على ذلك
المسألة ليست مسالة تطبيع فقط، فنحن إزاء أضواء كاشفة على مسارات استراتيجية تتجاوز تونس إلى مواضيع علاقة مسار الثورات والديمقراطية بالصراع مع إسرائيل والوضع الداخلي في تونس
لم يكن إعلان التطبيع مفاجئا لأي متابع مدقق في الشأن المغربي، فهناك أصول تاريخية للتطبيع المغربي سنتحدث عنه لاحقا. لكن، بالنسبة لنا في تونس، يضعنا التطبيع المغربي في "مهب رياح" قوية. أمامنا صيغة من اثنتين: إما الاحتماء تماما بالجزائر وتجنب التطبيع أكثر ما أمكن، أو مواجهة إغراءات مختلفة
تغير السياق في السنوات المقبلة يتضمن تقاربا أمريكيا إيرانيا سيؤثر بالضرورة على دور وحجم الإمارات، ويجعل حجمها في المكان المناسب، خاصة أن الكثيرين يتحدثون عن أن حجم الإمارات تضخم بكشل لا يتناسب مع وزنها الفعلي، خصوصا إثر تورطها في أكثر من ملف إقليمي
الاغتراب الأخطر بلا شك كان بوضوح الاستقطاب الهوياتي، اعتبار التناقض الرئيسي، إما تفوق الدولة الدينية أو الدولة المناهضة للإسلام السياسي. الأمر المؤكد الآن أن فشل ترامب في عهدة ثانية على رأس أكبر قوة دولية يعني عمليا عدم حصول المرتمين في حضن تحالف التطبيع الإسرائيلي في المنطقة
منطق تمثل موقع الضحية دون فهم بقية الضحايا، واختلاق المؤامرات عندما تكون معتديا، والتنصل من المسؤولية؛ هي من الأمراض الطفولية للإرهابي والجمهور المساند للإرهاب