نكات وطرف تلك الأيام كثيرة، بدءا من الأم التي تشتغل في البيت، فتطلب هاتفيا، بلهجة مقدسية طريفة من ابنها عدم انتهاء المناوشات حتى تصل، والأطفال الذين صار جزء من "إغاظتهم" للجنود أكل "الصفيحة" والبطيخ أمامهم.
الخطير في الموضوع أنّ الورقة الأهم فلسطينياً هي الآن، جزئياً على الأقل بيد الأنظمة العربية وليس بيدهم، فإذا وافق العرب حقاً على التطبيع تكون آخر الأوراق الفلسطينية انتهت تقريباً.
ما لا يعرفه، أو يتجاهله كوشنير، أولا، أنّ حالة الاحتقان والغضب الشعبيين، ضد الاحتلال تفوق كثيراً المستوى السياسي، الذي يفكر (كما أي قيادة سياسية واقعية) بحسابات دبلوماسية وسياسية، وأنّ الشعب الفلسطيني، تاريخياً، يسبق قيادته في مواجهة الاحتلال.
يقوم كل من جيرارد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوثه للسلام في الشرق الأوسط، وجيسون غريبنلات، مندوب ترامب لشؤون التفاوض الدولي، بجولة للمنطقة..
من يتذكر جرار، كانون الثاني (يناير) 2018، والأعرج آذار (مارس) 2017، لا يجب أن ينسى محمد عاصي، 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2013، الذي اغتيل عندما كان يتحصن في كهف بين قريتي كفر نعمة وبلعين.
طرح الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في خطابه في القمة الإفريقية، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تصورا للمرحلة المقبلة في مواجهة السياسات الأمريكية، وذلك على الصعيد الدولي، ولكن يصعب رؤية نجاح الجهد دوليا، دون النجاح فلسطينيا أولا قبل ذلك، ثمّ عربيا، وعالميا، وهناك فرق بين الدولي والعالمي.
شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هجوماً في افتتاح دورة المجلس المركزي، الأحد الفائت، في اتجاهات عدّة، وبلغة لا حذر فيها، ما يثير أسئلة هل قرر الرئيس "إحراق سفن؟". إذا كان الأمر كذلك فعلام يراهن؟
في أول مقابلة متلفزة بعد توليه منصبه سفيرا، قال فريدمان في سبتمبر (أيلول) الفائت، إنّ قرار الأمم المتحدة 242 يعني أنّه يحق للإسرائيليين ما شاؤوا من الأراضي، على أن يعيدوا ما لا يحتاجونه من الأرض لأغراض السلام والأمن.
لقد طرح الإسرائيليون فكرة "السيادة الوظيفية" في موضوع القدس، أثناء مفاوضات كامب ديفيد وطابا، عامي 2000 و 2001، فيما يمكن تسميته بصلاحيات إدارية واسعة، ليس إلا. والآن يجري تسويق أفكار شبيهة، ولكن فقط في الضفة الغربية.
ربما واحد من النقاط التي يجدر طرحها بعد مائة عام من وعد بلفور، هي ماذا كان سيكسب العالم والغرب، لو لم تقم "الدولة الإسرائيلية"، ولو لم يجرِ تبني فكرة "القاعدة الثقافية"؟
تقول أسيرة محررة من مناطق شرق رام الله، إنّها بعد المقاومة المسلحة، وسنوات الأسر، والإبعاد والمنفى، والعمل البيروقراطي، أرادت العودة للأرض؛ لقريتها التي اعتقلت منها، نهاية الستينيات.
ولا يمكن تجاهل السياسات الإسرائيلية، للتدخل في الدول العربية، مثل السودان والعراق ولبنان، وتكوين حلفاء فيها حيث أمكن ذلك على خلفية طائفية. وهو أمر لا يبتعد أبداً عن السياسات الإيرانية، من احتلال للجزر الإماراتية، والتدخل في دول عربية، مثل اليمن، والبحرين، ولبنان، وسورية، وغيرها.
ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الأربعاء الفائت، الكلمة السنوية المعتادة، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولعل جزءا من أهميّة الكلمة يوضّحه التغييب الكامل لفلسطين في كلمة الرئيس الأمريكي.