مشكلة عبد الفتاح السيسي مع حماس لا تتعلق أبدًا بمرجعيتها الإخوانية، وإنما تتعلق أساسًا بكونها العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة، والحركة التي أدارت قطاع غزة على نحو حوّله إلى قاعدة للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها..
تعود جذور أزمة المقاومة الفلسطينية إلى العلاقة القائمة على التناقض الحتمي بين الدولة العربية الناشئة على الحدود الكولونيالية بما استدعته من هويات وطنية مستحدثة..
لقد كانت السنوات الثماني الماضية كافية لإنهاء آثار أحداث 2007 في غزة على صورة حماس لدى الشارع الضفاوي، وساهمت مظلومية ناشطي الكتلة الملاحقين في جلب التعاطف معهم.
لقد قيل كل شيء بخصوص اتفاق الإطار حول البرنامج النووي الإيراني، الذي وقعته الدول الاستعمارية الكبرى مع إيران تمهيدًا لتوقيع الاتفاق النهائي في حزيران القادم، فحتى المتناقضات ما بين استسلام إيران ورضوخ الغرب قيلت في تحليل هذا الاتفاق لحظة إعلانه قبل معرفة بنوده وتفاصيله..
اقترفت إيران في السنوات الأخيرة خطيئة مركبة تتمظهر عناصرها في ذات السياسات الإيرانية المتبعة في البلاد العربية التي يخترقها النفوذ الإيراني، فهي من ناحية وضعت نفسها في مواجهة الأمة بواسطة مشروعها الذي بدا مفارقًا للأمة، ومعبرًا عن طموح إيراني صرف متناقض مع شعارات "الثورة الإسلامية" في مرحلة البراءة
لم يكن شراء ساعة يدوية أمرًا يحيج إلى الكثير من التفكير، وربما كان هذا شأن الجميع إزاء هذه المسألة قبل ظهور الساعات الذكية، لكنه يملك أسبابًا أخرى تجعل المسألة محسومة بالنسبة إليه..
لا تتعلق أهمية تسريبات مكتب السيسي بما تكشفه من معلومات كانت حاضرة في حسّ أصحاب البصيرة النافذة والحدس القوي والتحليل الصحيح أثناء الأحداث التي سبقت انقلاب 30 يونيو/ حزيران، والأحداث التي جاءت إثر هذا الانقلاب، ولكن قيمتها في إثبات ما استنتجه التحليل الصحيح، بما ينقل ذلك التحليل من مستوى الخطاب إلى
قال بشار الأسد في تصريح كان قد أدلى به الشهر الماضي في سياق حوار أجرته معه مجلة «فورين أفيرز»: "إن الولايات المتحدة والدول الغربية ليست في وضع يهيئها للحديث عن حقوق الإنسان"..
بات قطاع غزة، وتحديدًا من بعد استكمال العدو انسحابه من القطاع في العام 2005؛ يشكل مركز الثقل الأساسي لحركة حماس، وهو الأمر الذي تعزز من بعد تشكيل الحكومة المؤسسة على انتخابات العام 2006، وتكرس من بعد ما سمته حماس بـ "الحسم العسكري"، والذي كانت نتائجه على الضفة الغربية مغايرة تمامًا.
يحفر نهر التاريخ الدافق عميقًا في أرض وإنسان المنطقة العربية منذ اشتعال الشرارة الأولى للثورة العربية الكبرى الراهنة التي غطت المجال العربي كله وأشغلت العالم كله، حتى يبدو لنا أن كل شيء يتغير، بما في ذلك أفكارنا ومشاعرنا التي تهتز كل يوم على وقع ارتدادات هذا الزلزال العنيف الذي يخلخل كل شيء..