في ظلّ حالة كهذه، ومع الامتناع عن تنفيذ التفاهمات والاتفاقات التي أخذت تُوقّع باستمرار منذ العام 2005 وحتى اليوم، بما في ذلك الاتفاقات المتعلقة بمنظمة التحرير، ومع عدم المراجعة الجادة والعملية لمسار التسوية وسياسات السلطة، ومع التراجع عن مسار المصالحة، من العبث القول إنّ المشاركة أجدى من المقاطعة
التخلي عن القضية الفلسطينية، فضلا عن الانخراط الكثيف في السعي لتصفيتها كما هو حاصل الآن؛ لا شكّ أنّه العامل الأهم في تفكيك الكتلة السنيّة. وطالما أنّ الوعي حاضر بخصوص استخدام إيران للقضية الفلسطينية لتغطية سياساتها التوسعية، فلماذا لا تخلّص تلك الدول العربية القضية الفلسطينية من الاستخدام الإيراني
في الثورة السورية، يمكن القول إن حماس هي أكثر طرف غير سوري دفع ثمنا باهظا فيها. فبالإضافة لمشاركة بعض شبابها في سوريا في الأحداث، فإنّها خسرت لعدد من السنوات الدعم الذي كانت تقدّمه إيران، وهذا فضلا عن خسارات أخرى في علاقاتها والساحات التي توجد فيها أو تعمل عليها
(1)
"في محادثة واسعة وشاملة، اعترف الأمير محمد بن سلمان أيضا بحق اليهود في أرضهم"، مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية هي التي وضعت ذلك السطر عنوانا فرعيا لمحاورتها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
إن كانت ثمة إرادة حقيقية لرفض خطة ترامب، فالحلّ فقط في جبهة وطنية واحدة لمواجهة هذه الخطّة، ولكن على غير النظام القائم الذي يراهن عليه المصريون ومن خلفهم، أي على غير ما انتهت إليه السلطة وجودا ودورا ووظيفة بعد انهيار بعدها النضالي بفشل مشروع التسوية
يطرح الفلسطينيون احتمالات متعددة حول الجهات التي قد تقف خلف الحادث، وهذه الاحتمالات لا تكاد تترك أحدا من الفاعلين الفلسطينيين الداخليين، فضلا عن الاحتلال
الأسماء يجري تداولها بصفتها رموزا للفلسطينيين، وهذه الرموز يجمعها سرعة الظهور والرحيل، أو تُعرف لحظة الرحيل، أو إنجاز عمل مقاوم ما، بكلمة أخرى يجمعها سرعة الترميز
وغزّة اليوم، بقعة لا بدّ من تطويعها لتمرير "صفقة القرن"، ولا بدّ من تحطيم مقاومتها، أو استدراجها؛ للدخول في لحظة ترامب/ نتنياهو وعملائهما في بعض العواصم العربية
السلطة الفلسطينية لا ترغب في الذهاب مع مشاريع التصفية الحالية المطروحة للقضية الفلسطينية، لكنّها في الوقت نفسه لا تملك لا الرغبة ولا الإرادة في اتخاذ مسار بديل مختلف عما اختطّته لنفسها