عندما افتتح سيرغي لافروف «منتدى فالداي» يوم الاثنين الماضي، بتوجيه تحذير جديد إلى الولايات المتحدة من اللعب بالنار في سوريا، في إشارة إلى دعمها للوحدات الكردية شرق الفرات، كانت المقاتلات الروسية تشارك النظام وحلفاءه في القصف المدمر الذي تتعرض له ضاحية دمشق الشرقية.
بدا ماكرون كأنه يحاول استعارة أدبيات الجنرال شارل ديغول، عندما وجه بعد ثلاثة أيام على فوزه وبمناسبة «يوم أوروبا»، رسالة عبر الفيديو إلى الفرنسيين والأوروبيين على السواء، تعهد فيها بألا يكون رئيسا مكتوف الأيدي «أنا رئيس للجمهورية الفرنسية، وأريد أن تتمكن أوروبا اليوم وغدا من السير إلى الأمام مجددا.
هل هذا هو ترامب الآخر، ترامب الصارم والجاد والمخيف أيضا، الذي فاجأ الجميع بمن فيهم شخصيات بارزة من الحزب الجمهوري، عندما اختار بطريقة "أضرب حديدا حاميا"، أن يوجّه مجموعة واسعة من الرسائل والإشعارات النارية عبر قاعدة الشعيرات السورية التي دمرها ولم يُصب جنديا روسيا واحدا من الذين كانوا فيها؟
الهياج التركي ضد الدول الأوروبية سياسة متعمدة من رجب طيب أردوغان، الذي يريد تأجيج الشعور القومي عند مؤيّديه، ليحصد أكبر عدد من الأصوات في الاستفتاء الذي يجري يوم 16 نيسان المقبل، لإعطائه حكما رئاسيا يجعله سلطان سليم عصره.
الود الذي راكمه دونالد ترامب حيال فلاديمير بوتين آخذ في الذوبان، ومؤشر العلاقات المتوترة مع موسكو أيام باراك أوباما قد يتحوّل مع ترامب علاقات عاصفة، ففي البيت الأبيض رئيس مفعم بـ"الأنا" غير منضبط وفجائي، يكسر القوانين، ويقفز فوق المنطق، والاستعراضية الواضحة في سلوك بوتين تجعله على شيء من "مواهب ترام
تأتي الجولة الآسيوية لخادم الحرمين على مفترقات عميقة ومهمة، ليس لأن الحديث يتنامى منذ عقد عن القرن الآسيوي، ولأن خبراء التوازنات الاستراتيجية يتحدثون الآن عن معالم "ما بعد الغرب"، بل لأن السعودية تبقى دائما أشبه بحجر الرحى على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية.
عندما وقف باراك أوباما أول من أمس في قاعدة ماكديل متحدثا في كلمة وداعية عن نهجه في الحرب ضد الإرهاب، كانت نيران المعارك المتداخلة ضد الإرهاب منظمات وأنظمة تتصاعد في مناطق واسعة من الشرق الأوسط .
عندما يجلس دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، سيكون محور البيت الأبيض وحامل الأختام شاب في الـ35 من عمره، هو جاريد كوشنر، صهر الرئيس وزوج ابنته إيفانكا، الواجهة الألماسية لـ"الترامبية"، كما جاء في أحد التعليقات الأمريكية.
هناك فرق كبير بين الشكل والمضمون في موضوع الانتخابات النيابية التي جرت في الكويت يوم السبت الماضي. الشكل يدعو إلى الإعجاب، لكن المضمون يدعو إلى التوجس، وهو ما يفرض حكما توقع أن يعود الكويتيون قريبا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات جديدة.
إن البيان الذي صدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن لا ينتشل لبنان من أزماته، لكنه يقدم صورة واضحة عما يريده العالم وحتى المواطن اللبناني العادي لهذا البلد المُتعَب، أي إرساء تفاهم وطني صادق صلب.
تعرف جيدا كم هي مهمات عهدك ثقيلة، لن أحدثك عن استعادة الدولة المنهوبة، وعن تسونامي الملفات التي تحتاج إلى علاج، بل عن مدى حاجة عهدك إلى تعاون العائلة اللبنانية، وإلى ضرورة كتابة الصفحة الجديدة بحبر يجمع كل الطيف اللبناني الذي عليه أن يشارك لا أن يتفرج... اذا اتّسعت له المشاركة.
تكتسب المحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في تركيا أهمية مضاعفة، ليس لأنها تأتي على مفترقات حاسمة وتحولات ساخنة في المنطقة فحسب، بل لأنها شكّلت محطة مهمة في سلسلة من المحادثات المنهجية بين بلدين يلعبان دوراً عميقاً ومتماثلاً الى حد بعيد في الأزمة السورية.
هل هناك "خطة ب" عند واشنطن؟ ليس من الواضح. وهل توافرت أخيرا رغبة أمريكية في تزويد المعارضة المعتدلة، صواريخ مضادة للطيران توقف التدمير المنهجي لحلب، أو السماح للحلفاء بتزويدها هذا السلاح؟ أيضا ليس من الواضح..
الغريب أن يقرع الإيرانيون وأتباعهم طبول شعارات الموت لأمريكا، ثم يجعلوا الساحة الأمريكية منبرا لتبرئة أنفسهم وتوجيه التهم إلى السعودية، لأنها وقفت وتقف لهم بالمرصاد في الخليج والمنطقة العربية.
"كارثة العصر" تماما كما وصفها بان كي - مون، لكن بعد خمسة أعوام من القتال المجنون والدمار الهائل وأكثر من ثلاثمئة ألف قتيل و12 مليون لاجئ، إلى أين يمكن أن تذهب سوريا؟ واستطرادا، كيف يمكن أن ينعكس مصيرها على المنطقة؟
هل كان من الضروري إطلاق تعهدات جديدة تذكرنا بطوفان التعهدات المماثلة التي سبقتها ولم تنفذ، وهو ما جعل "داعش" والإرهاب يتغوّلان في ما يشبه حربا عالمية ضربت حتى الآن في أكثر من عشرين بلدا؟