أينما تولي أذنك ستسمع دعاوى موجهة لجماعة الإخوان بخطوة للخلف. فبعض أنصار الانقلاب يطالبون الجماعة بهذه الخطوة، والعودة إلى مرحلة "النشأة والتكوين" جماعة دعوية
تلقيت رسالة من "هريدي الصعيدي"، يطلب مني أن أفسر له أسباب تنقلاتي الأيديولوجية و"الحزبية" من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمن؟!
قديماً كانت التحية المعتمدة مساء في الريف المصري عند النساء وبعض الرجال: "سعيدة"، ثم توقف استعمال "سعيدة"، عندما أشاع البعض أنها تحية خاصة بالإخوة المسيحيين. والبعض عمل على طريقته على إنهاء هذه التحية، كأن يقول ساخراً لمن يلقي عليه "سعيدة"، أن "سعيدة تزوجت"!..بالتعامل مع التحية على أنها اسم فتاة.
لا أجد مبرراً للاستمرار في التقليد القديم، الذي يتمثل في "الصلاة الرسمية"، عندما يصبح مطلوباً من رئيس الدولة في مصر، أن يصلي العيدين و"الجمعة اليتيمة" ليتم نقل الصلاة على الهواء مباشرة، مع وجود عبد الفتاح السيسي، الذي قام بإحياء شعيرة "صلاة الخوف"!.
من أراد أن يقف علي قواعد الصعود والترقي في "دولة مبارك" فليدرس حالة اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات سابقاً، والذي عندما طالعت حديثه في جريدة "الوطن"، أيقنت أن مصر محروسة حقاً ببركة أولياء الله الصالحين، كما يقول المتصوفة!.
من الظلم بمكان أن نحاسب السيسي بمناسبة مرور مائة يوم علي توليه الحكم، أو حتى ألف يوم!.
فقد تم حساب الرئيس محمد مرسي بالساعة، مضت ساعة ولم يفعل شيئاً.. ساعتان.. ثلاث ساعات، يوم .. يومان.. مائة يوم.. وعند كل وحدة زمنية كان القرار: "لقد فشل الرئيس"!.
عندما سمعت ضجيجاً ضد قانون التظاهر مؤخراً، ووصل الحال إلى حد مواجهته بالإضراب عن الطعام، فيما عرف بنضال "الأمعاء الخاوية"، قلت: "لقد عدنا إلى زمن المناضلة لبنى". عندما يتم التعايش مع الانقلاب العسكري، ويصبح الرفض لما أنتجه من قوانين تقر القمع - المعروف منه بالضرورة – ويؤسس للاستبداد.
لم نكن بحاجة لدليل يؤكد أن عبد الحليم حافظ هو الفنان المفضل لعبد الفتاح السيسي، لكن موقفه الأخير، جعلنا على يقين من أن أغنية العندليب المفضلة له هي :" لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت".
من أراد أن يقف علي صحة مقولة أن الموت يختار، فلينظر إلى موت اليساري المناضل أحمد سيف الإسلام حمد عن عمر يناهز "63" عاماً، في وقت بقي فيه اليساري المنبطح رفعت السعيد حياً يسعي رغم أنه يدق أبواب الثمانين بعنف.
عاد الشيخ فوزي السعيد، إلى منبر مسجده "التوحيد" بشارع رمسيس، فكان هذا علامة علي انتصار الثورة، ومُنع مرة أخرى من الخطابة، فكان هذا قرارا كاشفا علي انتصار الثورة المضادة، التي أعادت الأمور إلى ما كانت عليه في عهد مبارك، وعبد الفتاح السيسي هو أحد سدنة "دولة المخلوع".
عندما يقول الانقلابيون في مصر إنهم يتابعون أحداث "ميزوري" عن كثب، فاعلم أنهم يلعبون "العُقلة". وهي اللعبة المفضلة لقصار القامة، الذين يريدون التخلص من أزمتهم!.
بدا كما لو كان "خضرة الشريفة"، وكأنه لم يكن يوماً يد المخلوع التي يبطش بها، وعينه التي يرى بها. وكأنه لم يكن يخطف معارضين للحكم وينكل بهم، ولم يعتقل خصوما سياسيين بالمخالفة للقانون