من الضروري إلقاء الضوء على معالم رؤية الجنرالات لأنفسهم وللشعب المصرى، كيف يدركون أنفسهم كدولة فوق الدولة، وكيف يحتقرون الشعب المصرى ويرونه عبئا عليهم، وذلك من خلال اختيار عدد من التصريحات النموذجية الصادرة عن الجنرالات منذ ثورة يناير وحتى الآن في مواقف متعددة، إضافة إلى تحليل ما ورد في التسريبا
لا ندري كيف يصل الحال إلى هذا الحد، لكن يمكننا التذكير بمقولة سائدة في الأوساط العربية حولتها الثورات العربية إلى أسطورة، تقول الأسطورة إن العسكريين هم أكثر الناس حرصا على الأرض وحمايتها..
في عهد الجنرال المنقلب، الذي قال مقسما "أنه لو ينفع يتباع لباع نفسه"، حينما قال ذلك تندر الناس ولم يتصور البعض أن مقالته تلك، كانت إشارة إلى بيع كل ما يمكن بيعه، بدأ بالتنازل عن الحقوق المائية لمصر وتوقيع اتفاقية بناء سد النهضة الإثيويبي..
منذ الانقلاب الذي تبعته انقلابات أخرى مصاحبة في أجهزةٍ كثيرة داخل الدولة في مصر، أهم عنوان هذه المرحلة الفشل، ومع هذا الفشل في الأداء من نظام الثالث من يوليو؛ فإن أجهزة ومؤسسات صادفت هي الأخرى فشلاً ذريعا وإخفاقا كبيرا..
يعدّ الكيان الصهيوني والفكرة الصهيونية من أخطر الأفكار التي وردت على البشرية كفكرة عنصرية تقوم على قاعدة التوسع والاستيطان، ولهذه الفكرة سدنتها منذ هذا المؤتمر التأسيسي الذي قام عليه هيرتزل، مؤسسا لهذه الفكرة الصهيونية، وممهدا لنشأة الكيان الصهيوني.
قام السيسي بكل ما من شأنه أن يهدم ويمزق كل ممكنات التماسك والتلاحم بين هذا الشعب فأخذ فريقا كتغطية تفويضا، وقتل فريقًا آخر وطارده ممارسًا أقسى درجات الفرقة ومحاولاً شق صف هذه الجماعة الوطنية ثم واجه الجميع، من قاومه أو عارضه..
من المهم ونحن نختتم هذه السلسلة الخلدونية حول الجباية والفساد أن نتحدث في خاتمة تلك المقالات عن الجباية والظلم، فالترف نوع من الظلم، والجباية نوع من الظلم، والفساد والاستبداد توأمان وكلاهما ظلم بيّن، وفي هذا المقام نستطيع أن نؤكد أن الظلم مؤذن بخراب العمران كقانون ماض لا يتخلف، فإن أموال الجباية وال
ينتقض العمران وتذهب الآمال ويكون الوبال على الناس وعلى الدولة، كارثة محققة ومصائب تترى. الانقلاب وبما أنه يستخف بكل شيء قد لا يهمه الخراب الآتي إلا أن يمول فساده وظلمه.
يا هؤلاء حينما تعرفون معنى الإنسان وكرامة كل كيان، وحقيقة كل عمران، يقوم على قاعدة من القيم بميزان، فستعرفون أين أنتم من كل ذلك! إنكم قمة الطغيان، وحركة ظلم بإمعان..
يحاول هذا المنقلب أن يحيل كل أمر بعيدا عن مسؤوليته، فتارة يحيل أزماته إلى مؤامرة كبرى تحاك ضده، وتارة يحيل ذلك إلى زمان غير زمانه وحروب هنا وهناك أدت إلى ما نحن فيه، ولكنه في أي مرة من المرات لم يتحدث عن تكلفة فساده واستبداده..
كتبنا أكثر من مقال حول مؤسسة القضاء، خاصة أنه في مرات كثيرة يٌتهم كثيرون بإهانة القضاء، ويستمر ذلك المسلسل المرة تلو المرة في محاولة لافتعال قضايا تشير حسب رأيهم إلى استهداف القضاء بالإهانة والمهانة، وفي كل مرة كنا نتساءل من يهين القضاء؟
في هذه القمة ستجد أن الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر يعملون لمصلحة إسرائيل وصهيونيتها العنصرية، إلا أن الجميع سيظل يهتف بأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية.