قد تصل مقالتي هذه إلى القارئ الكريم وقد انقلبت الأمور في اليمن والخليج العربي إلى حال أسوأ مما نحن فيه اليوم. لكن أربعة أعوام ونيف مضت والحرب مستعرة في جمهورية اليمن الشقيق..
بعض حكامنا شوهوا مكانتنا واحتقرونا الامر الذي جعل الأوروبيين يتوجسون منا خيفة ولهذا يلاحقوننا في عواصمهم ويحرقون مقار عبادتنا . الهندية والإفريقية ترتدي زيها في الغرب دون عناء وكذلك الهنود ( الهندوس ) يرتدون قبعاتهم التقليدية دون خوف من احد لأنهم لم تشوه سمعتهم
لا أريد أن أستبق الأحداث فيما يجري في السودان منذ صباح الخميس الموافق 11 / 4 / 2019، لكني أتخوف من سوابق حدثت في بعض الدول العربية أن تتكرر في السودان والجزائر.
في سنوات النصف الثاني من القرن الماضي عندما يحين موعد انعقاد قمة عربية أو قمة خليجية سرعان ما تتوافد على العواصم العربية وفود من دول اوربا الغربية والولايات المتحدة الامريكية وينشط سفراء تلك الدول في العواصم العربية ليكتشفوا ما هي التوجهات للقادة العرب في قمتهم الجامعة
الخطب جلل، واليمن يتعرض لابادة جماعية من الحوثيين وقوى خارجية، والقيادة الشرعية حبيسة قصر المؤتمرات، ولا حول لها ولا قوة. انصروها بوحدتكم ايها اليمنيون لتتمكن من الانعتاق من عقالها والانطلاق بحثا عن أنصار وحلفاء اقوياء يعينونها ولا يستغلون ضعفها.
تأتي قمة بيروت الاقتصادية الرابعة في ظروف عربية حالكة السواد، اليمن يحترق بأيد عربية ووحدته تتفكك بفعل قوى ما سمي «بقوات التحالف العربي»، الذي لم يبق من ذلك التحالف المادي غير السعودية والإمارات،
لقد حبانا الله بثروات هائلة لا سابق لها في تاريخ أمتنا العربية، ولكن حكامنا أضاعوها وبعثروها، البعض منهم لاستجداء استرضاء أمريكا لصالح تلك الأنظمة، وشراء السلاح لمحاربة الإرهاب، فلا رضيت أمريكا ولا انتصروا على الإرهاب، الذي هم أسباب نشأته وانتشاره .
المهرجانات الخطابية سيادة الرئيس البشير في انصاركم لم تعد مجدية، اجتماعاتكم فخامة الرئيس برجال الامن والشرطة والجيش والمخابرات تؤجج النار المتقدة في شوارع السودان.
إن دبلوماسية الاسترضاء التي يتبعها ولي العهد محمد بن سلمان لامريكا واسرائيل تصب في خانة الخسارة الوطنية والقيم التي تربى عليها الشعب العربي وخسارة النظام السياسي جملة وتفصيلا في السعودية.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل اليمن تحت الوصاية السعودية الإماراتية، إن كان ذلك فلتعلن للرأي العام اليمني والعربي، بدلا من القول بأن الحرب في اليمن من أجل استرداد الشرعية، فالشرعية لا سلطان لها في اليمن بأي شكل كان.
حال عواصمنا العربية اليوم يدمي القلوب، القاهرة فقدت مكانتها وأصبحت تحت حكم العسكر تستجدي الإعانة حتى من ضرائب بائعات الجسد، وهذه بغداد عاصمة الحضارة العربية أصبحت في ربقة الطائفية البغيضة
كل العمليات الجارية اليوم في الرياض من إعادة تنظيم إدارة المخابرات والأجهزة الأمنية إلى اعتقال عدد من المتهمين وعزل بعض كبار الموظفين المتهمين بضلوعهم في هذه العملية النكراء، عمليات غير مجدية ولا بد من إجراءات جوهرية تتعلق بإعادة هيكلة هرم السلطة السعودية.
كانت آخر المصائب التي حلّت على الدولة السعودية يا خادم الحرمين الملك سلمان التي أصبحت "مسألة عالمية"، هي إخفاء أو تغيّب أو اغتيال أو اختطاف الصحفي السعودي المرموق (جمال خاشقجي)، بعد أن دخل القنصلية السعودية في اسطنبول.