في غياب عبد الستار قاسم، غاب عن عالمنا بصيرة ثاقبة، ترى في الطلاب أبعد من كونهم مادة وأعداد وشعب وأبناء طبقات سياسية واقتصادية، في غيابه حلّت غربان بألقاب أكاديمية وثقافية تبتلع معنى الكفاح اليومي لأبناء عاملين وفلاحين وفقراء حملوا العلم ومؤسساته كل أشكال آمالهم النقية بخلاص فردي وجماعي من سطوة الفساد والاحتلال والظلم، ليجدوا أن حرّاس تلك المؤسسات مختطفون في أقبية الغياب
ترك لنا عبد الستار القاسم ذاكرة كبيرة من الحماس، والإصرار، وعدم التهاون مع من يريدون احتكار ساحات النضال في البلاد وتحويلها من ميادين المقاومة إلى طاولات المساومة. لقد كان موقفه من تهافت التهافت السلطوي من قبل سلطة أوسلو منارة تنير عتمة ليل فلسطين المحتلة الطويل
الثورة السورية التي اندلعت من أجل كرامة الأطفال الذين اعتقلوا، ومن أجل استعادة الأمل بحياة كريمة لجيل كامل، ما زالت تعاني الكثير من النتائج التي انعكست على الأطفال وتعليمهم في داخل وخارج وسوريا، وسط تقصير أممي واضح..
لقد حفر هؤلاء الفدائيون الستة نفقاً طويلاً في العقل المهزوم وأحالوه لمشكلاته المتمثلة بقصور الإرادة وشلل العزيمة، وهذا أمر هزّ العقل الانهزامي بمقدار ما هز أسطورة التفوق الأمني الإسرائيلي
أثنى القادة العسكريون في جيش الاحتلال على التزام السلطة الفلسطينية باتفاقية التنسيق الأمني أثناء معركة سيف القدس، وراحوا للتساؤل عن ماذا لو لم تكن جبهة الضفة مؤمنة من قبل السلطة؟
لا تمثل أجهزة الأمن الفلسطينية ضمن منظومة التنسيق الأمني مع الاحتلال خطرا على المقاومة الفلسطينية ومجهودات التحرير فقط، وإنما تربط ما عدده 83276 فلسطينيا من موظفيها بشكل مباشر بتحقيق أهداف أمن دولة الاحتلال..
تصدرت تلك النقاشات التي تم عرضها على التلفزيونات الرسمية والإعلام؛ شخصيات يمينية أوروبية متطرفة، تعج صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك برامجهم الحزبية بحرب معلنة على حجاب المسلمات في أوروبا
لا يمكن لأي جهة دولية أن تحقق العدالة الغائبة للمعتقلين السياسيين ولضحايا جرائم الفساد في أجهزة الدول القمعية العميقة؛ إن لم تمنح الشعوب العربية لنفسها الوزن والقيمة في مواجهة الاستخفاف بها من قبل الدولة القمعية العميقة
لا بد من إثارة أسئلة حصانة المؤسسات الأكاديمية من عبث السياسة والسياسييين، وضمان استقلاليتها ضمن مجالها الاجتماعي والثقافي والسياسي، وضمان حريتها بعدم خضوعها لتحيزات سياسية أو دينية أو جنسية أو طائفية، وإبعاد الحياة الأكاديمية عن أن تصبح امتدادا للفساد المستشري في دول القمع
بالإمكان إنقاذ الديمقراطية التونسية إذا تحالفت القوى السياسية الحزبية على اعتبار إجراءات قيس السعيد انقلاباً على الديمقراطية، لا على أنها فرصة لتخلصها من خصوصها السياسيين، فإن لم تتوحد القوى الحزبية بمواجهة تلك القرارات، لن يمر وقت حتى نشهد سيناريو إجراءات جديدة تصفي أدوارها، وتعيد مشهد الحكم الفرد
يبرز السؤال عن أي بيئة يصنعها الفساد السياسي في البلاد العربية والأنظمة الديكتاتورية، تلك البيئات المشحونة بكافة عوامل الطرد، حيث يبدأ الشباب العربي حياته على وقع تلك الأزمات فتراوده فكرة الهجرة
أما قياساً للفلسطيني الجديد الذي حاولت اتفاقيات السلطة الأمنية مع الاحتلال أن تستثمر فيه كي يتربى على عقيدة تقديس التنسيق الأمني وحفظ أمن دولة الاحتلال، فيعد علاء الريماوي كما غيره من المعتقلين السياسيين نموذجاً يشكل إزعاجاً كبيراً واعتراضاً لهذا المسار المتواطئ مع الاحتلال وجودياً
لقد رحلت آلاء الصديق لكنها خلفت وراءها آلافا من النساء العربيات في منافيهن يعشن وجع الإقصاء والإبعاد عن أوطانهن التي أصبحت محرمة عليهن، ومحللة غربان العالم