الشفيع خضر سعيد يكتب: المطلوب من وكالات الأمم المتحدة ومنظومات الإغاثة العالمية، ليس الارتقاء بجهود الإغاثة المتعلقة بهذه الكارثة إلى المستوى الذي تعكسه الأرقام المخيفة والأخبار المرعبة عن معاناة السكان وصرخات طلب العون والإغاثة المستمرة والمتصاعدة، التي تتضاعف يوميا فحسب، وإنما المطلوب أن تعلن الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية حالة المجاعة الحادة في السودان.
عملية سياسية جديدة بعد توقف الحرب من الضروري أن تتوج بتشكيل آلية قومية، تضم قيادات كل القوى السياسية والنقابية والحركات المسلحة ولجان المقاومة والقوى الشبابية والقيادات النسائية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية، باستثناء أزلام النظام البائد ودعاة استمرار الحرب، وذلك لاختيار قيادة الفترة الانتقالية، رأس الدولة ورئيس الوزراء، على أساس النزاهة والأهلية والكفاءة والقدرة السياسية والتنفيذية، وبعيدا عن أي ترضيات أو محاصصات سياسية وحزبية.
صحيح أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هما الطرفان الرئيسيان اللذان يجب أن يتحملا مسؤولية وقف الاقتتال الكارثي الممتد من دارفور إلى الخرطوم التي تعاني التدمير الممنهج منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.
لقد نبهنا وحذرنا عشرات المرات، وكذلك فعل غيرنا، من أن فشل الفترة الانتقالية الراهنة في السودان لن يكتفي باستدعاء الانقلاب العسكري، وإنما سيرمي بالبلاد إلى كارثة غياهب الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر.
في مبتدأ ندوة إسفيرية مساء الثلاثاء 21 مارس/ آذار الجاري، طُلب مني أن أقدم ملخصا مركزا بوجهة نظري حول العملية السياسية الجارية في البلاد. ما قدمته كان تكرارا لما ظللت أردده طيلة الأشهر والأسابيع الماضية..
نواصل اليوم ما انقطع من مناقشتنا حول مبادرة منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر (كانون الأول): «مشروع حق السودانيين في الحياة الأفضل والتأسيس لدولة العدالة والقانون».
حدثان عظيمان شهدتهما البلاد في الأيام الفائتة، وهما يندفعان بقوة ليصبا في مجرى الجهود المتواصلة لنشر وإفراد أشرعة الأمل في سفينة ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018، التي لا تزال تبحر متباطئة وهي تبحث عن شط الأمان.
تُعرف الثورات الصناعية بأنها طفرات علمية وتكنولوجية جديدة وطرق مبتكرة لرؤية العالم من حولنا والتعامل معه، مما يقود إلى تغيير عميق في البُعدين الاقتصادي والاجتماعي لصالح تحسين حياة الإنسان، بالإضافة إلى تطوير المفاهيم والتعميمات الفلسفية.
إن النزاعات القبلية في السودان في أغلبها إن لم تكن كلها، نزاعات حول ملكية الأراضي والموارد، ولا يمكن إرجاعها إلى نظرية المؤامرة، وفرضية تحكم العقلية الإجرامية عند هذه المجموعة أو تلك.
إنه ذات الحقد والغل والتعطش للانتقام، ومن ذات كتائب الموت المجرمة المتخفية في زي القوات النظامية، التي تنفذ مخطط اقتناص وقتل شباب الثورة، منذ انتصار الثورة في مرحلتها الأولى، وبدءا بمجزرة فض الاعتصام في محيط قيادة الجيش السوداني في العام 2019، وليس انتهاء بحصد أرواح الشباب والصبية والأطفال، بالرصاص