هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية، ومنذ بدأت التعددية السياسية في 1950، التي تضطر فيها تركيا الذهاب إلى انتخابات طارئة؛ نظرا للفشل في تشكيل حكومة ائتلافية.
تبدو خيارات الإخوان أقل بكثير مما تتيحه السياسة عادة لأطرافها. تخلي الإخوان عن مهمات النضال من أجل الحرية والديمقراطية، يعني أن تقع مصر فريسة لسيطرة الدولة وطبقتها الحاكمة لعقود طويلة قادمة، وربما لأمد بعيد. ولأن مصر هي ثقل ميزان القوى العربي الأكبر، فليس مصر وحسب، بل والجوار العربي برمته.
يمكن القول إن الغزو الأمريكي للعراق في 2003 كان المناسبة الأولى التي أطلقت الحديث عن مشروع توسعي إيراني في الجوار المشرقي. كانت الولايات المتحدة قبل ذلك بأقل من عامين قد أطاحت نظام طالبان في أفغانستان، الذي شكل مصدر قلق لا يخفى لإيران منذ منتصف التسعينات.
تشهد الأزمة السورية حراكا سياسيا متزايدا؛ ليس أمريكيا ـ روسيا وحسب، ولكن عربيا كذلك، بل وعربي في صورة بارزة. مفتي نظام الأسد الوفي يصل إلى الجزائر؛ وزير الخارجية، وليد المعلم، الذي قلما يسمح له بالسفر خارج البلاد، يزور العاصمة العمانية مسقط، ويلتقي وزير الخارجية العماني.
تركيا الآن في حالة حرب رسمية مع جماعة الدولة والعمال الكردستاني في الوقت نفسه. في هذه الحرب، ثمة خطران كبيران يتهددان تركيا. ينبع الأول من قدرة جماعة الدولة والعمال الكردستاني على مزاولة نشاطات إرهابية داخل الحدود التركية.
لأن الدولة الحديثة وجدت، سواء من حيث القانون أو الهيكلية أو القيم، على أساس من نموذجها الغربي، نشأت حالة من الاغتراب بين الدولة وشعبها، وأخذت الهوة الفاصلة بين قيم الدولة وقوانينها، من جهة، وقيم المجتمع وموروثاته، من جهة أخرى، في الاتساع؛ وافتقد خطاب الدولة الجديدة المستقبلات الضرورية لدى الشعب.
تزداد الأزمة المصرية تعقيدا وتفاقما بمرور الأيام، بينما تتصرف دول عربية رئيسية، وفي مقدمتها السعودية، وكأنها تعمد إلى تجاهل مصر كلية. ولكن أحدا لا يمكنه التصرف وكأن مصر اختفت من الخارطة. تماما، لأنها أكبر دول العرب وأثقلها في الميزان
ما نشر من حديث السيد حسن نصر الله لكوادر الحزب يوم الجمعة الماضي، 22 أيار/ مايو، لابد أن يثير القلق. حاول نصر الله، كما هو متوقع، وللمرة المئة على الأقل، تبرير انخراط الحزب في الدفاع عن النظام السوري منذ 2011، باعتباره دفاعاً استباقياً عن بعلبك والهرمل في مواجهة خطر التكفيريين (السنة).
منذ السابع والعشرين من آذار/ مارس، أطلقت السعودية عملية عسكرية في اليمن، عمادها حملة من القصف الجوي ضد مواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق عبد الله صالح..
لم تعد هناك انتخابات برلمانية تثير اهتمامي في السنوات الأخيرة مثل الانتخابات البريطانية والتركية. كلاهما تتعلقان بدول عتيقة، عميقة الجذور، ذات ميراث إمبراطوري كبير، إحداهما هي الديمقراطية الأقدم في العالم، والثانية هي الديمقراطية الأهم في المشرق.
في لقاء مع مسؤول مشرقي كبير قبل أسابيع قليلة، تذكر السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، أنه عندما كان في العراق في خمسينات القرن الماضي، سأل أحدهم مرة في مدينة النجف عن الطريق إلى عنوان ما، مستخدماً العربية، فرد عليه الرجل بالفارسية.
تفاجأ الرأي العام السعودي والعربي مساء الأربعاء 22 أبريل/ نيسان بالإعلان الرسمي من الرياض حول نهاية عملية «عاصفة الحزم»، بعد شهر واحد فقط من انطلاقها، وبدء ما سمي بعملية «إعادة الأمل».
لم يكن لأحد أن يتوقع، ولا حتى في أسوأ الكوابيس، أن تنتهي حركة الثورة والتغيير العربية إلى ما انتهت إليه. في كل دول الثورات العربية، تحولت وعود الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية إلى حرب أهلية باهظة التكاليف..