ليس من المبالغة القول أن تركيا شهدت خلال العقد الماضي عملية انتقال كبرى، أقرب إلى الثورة السلمية منها إلى التطور السياسي التقليدي في دولة ديمقراطية. وقد جذبت المتغيرات السياسية التركية، وما واكبها من نهوض اقتصادي كبير وسريع، اهتمام قطاعات سياسية وشعبية كبيرة في الجوار العربي والإسلامي. هذه دولة
لم يكن خافياً في ردود الفعل العربية والغربية على نتائج الانتخابات التونسية، أن فيها من النزعة الاستشراقية والانتقامية، أكثر من الموضوعية والعقل والسياسة.
ثمة مقولة سائدة منذ شهور، في أوساط المراقبين العرب والغربيين للشأن العربي على السواء، أن تونس هي الاستثناء الوحيد في حركة الثورة والتغيير العربية. ففي تونس، فقط، وبعد أربع سنوات على انطلاق شرارة هذا الحراك الجماهيري الكبير، تعقد اليوم انتخابات ديمقراطية، تعددية، في تونس فقط.
في بداية تشرين الأول/اكتوبر، نشر مركز ستراتفور الأميركي للأبحاث تقريراً حول مستقبل سوق النفط، توقع أن تستقر الأسعار حول 90 دولاراً للبرميل. وبالنظر إلى أن سعر البرميل تجاوز عقب اندلاع حركة الثورة العربية في 2011 أحياناً 120 دولاراً، فقد كان سعر التسعين مثيراً للدهشة بلا شك، سيما أن نصف الكرة الغربي،
كان أسبوعاً مدهشاً بلا شك؛ فخلال أيام قليلة من بدء تقدم قوات الدولة الإسلامية نحو مدينة عين العرب، بدأت حملة إعلامية غربية على تركيا، تطالبها بالتدخل لإنقاذ المدينة من السقوط. (وكوباني ليس اسماً كردياً للمدينة حسب التاريخ الإداري السوري، بل مجرد تحريف للفظة كومباني، أي الشركة..
ليس ثمة حدث مزلزل، حدث مولد للحروب والاضطرابات وعدم الاستقرار، مثل انهيار نظام إقليمي اكتسب شرعية ما أو اعتادت عليه الشعوب بمرور الزمن. حكمت أوروبا من القرن العاشر حتى السابع عشر باسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، عندما اندلعت في 1618 سلسلة من الحروب الطاحنة، اجتاحت جنبات القارة واستمرت ثلاثين عاماً. كانت الإمبراطورية قد فقدت سلطتها الفعلية على معظم القارة، التي توزعت إلى كيانات تحكمها سلالات ملكية، أو إمارات، قبل ذلك بزمن طويل. ولكن الإمبراطورية، التي ظلت طوال سبعة قرون تمثل الإطار الشرعي لنظام القارة، فقدت في النهاية معنى وجودها، سواء بفعل التنافس بين الملوك والأمراء، أو الانقسامات الدينية التي ولدتها الحركة البروتستانتية في النصف الثاني من القرن السابق، السادس عشر. ويقدر مؤرخو أوروبا أن القارة فقدت ما يقارب الأربعين بالمئة من سكانها في حرب الثلاثين عاماً، ولم تتوقف سلسلة الحروب والهجرات وعواصف الموت والدمار إلا بعد توقيع أطرافها معاهدة وستفاليا، التي أسست لنظام الدولة – الأمة، وحدود الدول وسيادتها.
كما كل من يعيش في بريطانيا، تابعت استفتاء الاسكتلنديين على الاستقلال باهتمام كبير. ولكنني تابعته أيضاً كطالب ودارس للقومية؛ ليس فقط لأن التعبيرات السياسية للهوية لم تزل تثير دهشتي، ولكن أيضاً لأن الوحدة البريطانية كانت تعتبر دائماً الكيان الأقل عرضة للتفكك.
عجت تركيا، منذ أن أصبح واضحاً أن رجب طيب إردوغان سيكون مرشحاً لخوض معركة الانتخابات الشعبية المباشر لرئاسة الجمهورية، بالتوقعات المنذرة بما هو أسوأ. وفي خضم الصراع السياسي الحاد الذي تعيشه البلاد منذ صيف 2013، لم يكن من السهل دائماَ التفريق بين الشائعات السياسية والتوقعات العقلانية المحتملة..
واحدة من حسنات داعش القليلة أن اندفاعتها السريعة في شمال العراق أدت إلى إطاحة رئيس الحكومة العراقية الكريه نوري المالكي. والحق، أن إطاحة المالكي، الذي وصل به الغرور والثقة بالنفس أن تصور أنه سيحكم العراق إلى القبر، تمت بصورة مهينة؛ لابد أن تعتبر درساً لكل الطغاة من بعده.
طوال أسابيع من الحرب والمفاوضات، حرصت أصوات القيادات الفلسطينية المختلفة، سواء في حماس والجهاد أو سلطة الحكم الذاتي وحركة فتح، على توكيد وحدة الموقف الفلسطيني: الموقف من العدوان الإسرائيلي وإدارة الحرب والموقف في المفاوضات.
ليس ثمة شك أن عملية قتل الصحفي جيمس فولي عمل بشع، وغير مبرر في أي شرع أو قانون. هذا صحافي مسالم، عمل في ظل ظروف بالغة الخطورة لتغطية آلام السوريين ونضالهم، وكان اختطافه وأسره أصلاً عملاً إجراميا.
لكل ثورة ثورة مضادة. هذا ليس اختراعاً ولا ضرباً في الغيب، بل القانون الذي خضعت له الثورات الحديثة جميعها تقريباً، من الثورة الإنكليزية، الثورة الفرنسية، الثورات الأوروبية في منتصف القرن التاسع عشر، الثورة الإيرانية، وصولاً إلى ثورات أوروبا الشرقية في نهاية الحرب الباردة.